آراء وأقلام نُشر

ألا ليت قومي يفقهون ويفهمون!!

 
■.. صاحبي د. محمد ناصر حُميد يسيطر كل خميس على سمعنا , وعلى فضاء البلاد ببرنامجه المتميز (( لقاء الخميس )) والذي أنا (( مُدمن )) على متابعته لأستفيد من قدرته أولا , وعلى متابعة القادرين الذين يُحسِن استدعاءهم بأمر الابداع المهني فيأتون راضين صاغرين , ممتثلين لمهنية حُميد وقدرته على استنطاقهم , واستخراج الجواهر من بحارهم ومحيطاتهم , يا ليت قنواتنا الفضائية تستفيد من الإذاعة خاصة الرسمية منها , أما الخاصة فلا أتابعها إلاَّ لماما وان كانت مهنية (( اليمن اليوم )) تجذبني إليها , هي والصحيفة – أتحدًث عن مهنيتهما - , حلقة الخميس الفائت وكما قلت لصاحبي كانت قمة الحلقات , وضيفه أحد من تستمع اليهم فيأسروك , سواء اتفقت مع ما يطرحونه أو كان لك رأي , لا تملك إلا أن تحترم المجيب والسائل , وفي خميسنا الذي أجبراني صاحِبَيْ العزيزين على أن أتابعهما على السيارة , فقد تألق حُمَيد وأجاب باقتدار د. صالح باصرة عن أهم أسئلة اللحظة التي قرأها باقتدار وروية, حيث شخصها تشخيصا دقيقا , وأعاد ما نراه الآن إلى خلفياته التي تراكمت حتى قاربت على الانفجار على الأقل في وجوه بعضنا , فأنا وغيري أدرك أن اليمنيين مهما بلغ الخلاف بينهم مداه إلا أن سراً يمنياً ما يرجعهم في اللحظة الفارقة , إلى حدود العقل لا يتجاوزونها , لكنهم فقط وهي مشكلة يمنية بامتياز يحنبون عند (( النسيان )) أو (( التناسي )) أو (( الصهينة )) أو (( الدونية )) أو (( الشك )) أو الادمان على (( نظرية المؤامرة )) , أتحدث عن اليمني , أما حين أتحدث عن نُخبة فهي مسكونة بهاجس (( الانتصار اللحظي )) تبني عليه وتنسى كل قوة قل حزب أن يتعظ الخلف مما حدث للسلف !! , فيبدأ كل بممارسة هواية الاحساس والتلذذ بالنصر فيقصي ما بعده ولا يتذكر أن من قبله أقصاه, فيأتي من بعده ليقصيه وهكذا !!! كل يُزيل أحجار أساس من قبله , ما يحدث الآن تراكم من كل ذلك !! , ومشكلة النخب أنها تعامل بعضها بنفسية المنتصر , وتظل تكابر والمكابرة ليست من السياسة في شيء , إذا اعتبرنا أن السياسة فن الممكن , أو أنها عملية إنسانية خلاقة , هاديها الأخلاق , عكس مدرسة كرسها نظام عربي مأزوم (( السياسة بلا أخلاق )) , ثم أن العناد سمة يمنية بامتياز , يتراجع عنه أصحابه الرسميون في الأوقات الضائعة حيث نكون قد خسرنا كل شيء , ما يُحدث تراكم التأزيم للحياة كما هو حاصل الآن , ثم أن ((الترقيع والطبطبة وتبويس اللحى الخادع والترحيل أسوأ ما في السياسة اليمنية , وهو ما وجدناه تراكماً هائلاً ينذر بانفراط العقد كما هو حاصل الآن , ثم أن الحياة السياسية اليمنية والحزبية أمر مبالغ فيه , حيث تعشعش فيها أحزاب من عهد المكاربة , وقادة أحزاب معتقين , لكن طعمهم ليس كا((لكونياك)) الايرلندي أو نبيذ الشام , بل كالبلدي اليمني المصنوع في أسوأ البيوت ومن الطماط والبطاط الفاسد !! , الآن على من يكابر أن يتذكر أن صدام حسين حين كابر وعاند وظن أنه سيهزم العالم , وضع العراق على سكة لا يزال قطارها يسير سريعا بدون فرامل يدهس كل من يصادف وتجد من يتحدث عن أم المعارك !! , والفرق بيننا والعراق أن طرقنا جبلية , فإذا (( توهدرت )) سيارتنا فيعلم الله إلى أي هاوية, الآن أتمنى على صاحبي د. حُميد أن ينسخ حلقة الخميس من برنامجه المتميز في سيديهات على عدد من ((يهادرون)) بعضهم في الموفنبيك وخاصة من وجه لهم د. باصرة التذكير بما قاله لهم يوما (( اقبلوا الآخر واستوعبوه )) فعملوا أذناً من ((طين)) وأخرى من ((عجين)) !! . والآن على الخًلَف أن يتعظ ممن استحوذ على كل شيء ونسي الآخرين ولاحق الآخرين حتى في أعمالهم , أن يتذكر أن آخر قد يأتي ويقصيه , وتظل الدائرة تدور فوق رؤوسنا نحن ,,,,,,ويكون هو لسان حاله يقول (( يا ليت الذي جرى ما كان )) ...من يتعظ ؟؟؟؟

 

مواضيع ذات صلة :