آراء وأقلام نُشر

المنظمات المدنية والأحزاب.. كيف تستثمر الشباب

فارس الحميري

فارس الحميري

ربما تطلب الأمر الوقوع في الأخطاء؛ والإحباط والفشل؛ لكن "الباحثين والمنظمات الدولية " يدركون أخيرا " أن صانع التنمية هو الإنسان بما يملك من معارف ومهارات ثم ما بيده من أدوات وآلات. ولطالما تلمس الشباب سبيلهم إلى الوعي بعالمهم وما يتطلبه مجتمعهم ,  عن طريق التعلم من الخطأ . ذلك الطريق الأقدم في تاريخ البشر؛ لا يزال سالكاً ويثبت فائدته لمصلحة التنمية البشرية وتحسين أنواع الحياة داخل المجتمع الدولي. وعلى مستوى منظمات المجتمع المدني في البلدان العربية ؛ قد يكون متوفراً؛ إدراك أن الشباب هم صناع التنمية بشروط تمكنهم الوصول إلى المعرفة , واكتساب المهارة وتمكينهم حيازة الأدوات والآلات المطلوبة للعمل , عدا انه لا تتوفر ثقة كافية حول كفاءة طرق العمل والياته المتبعة من قبل الحكومات والأحزاب السياسية في اغلب الأحيان ومن ناشطي منظمات المجتمع التي تهتم بالشباب . لذلك فان العمل الشبابي هو الركيزة الأولى واللبنة الأساسية التي يمكن في حال استغلالها الاستغلال الأمثل تحقق التنمية الحقيقة التي تراود الكثير من المهتمين بهذا الجانب الهام . الولوج في عالم شبابي توجد لديهم الرغبة في العمل الشبابي يعلمك العديد من الدروس منها على سبيل المثل أن تكون شاباً تتمتع بروح المبادرة للعمل الشبابي المجتمعي , من خلال تأجيج روح العمل الطوعي من اجل خدمة المجتمع . وفي حال النظر بعمق للمرحلة الماضية للشباب بشكل عام هناك شك كثيف بشأن التأثير المحقق فعلاً عبر أعمال المنظمات التي تهتم بالشباب , وحقيقة انتشارها في أعماق المجتمعات المحلية الصغيرة حيث تتكاثر المشكلات التي يعاني منها الشباب بشكل خاص وتمتد جذورها بالمشكلات الاجتماعية الأخرى . كما وهناك القلق من تفاقم المشكلات, ومن وجود تضليل إعلامي يقدم صورة زائفة عن ادوار الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في الاهتمام بالشباب, دون حسبان للعواقب . ويا للأسف: إذا كان هناك تستر على ما يعيشه الشباب , بمساعدة من الأطراف المسئولين عن هذه الفئة والناشطة في مجال إيجاد إستراتيجية يستطيع من خلالها الشباب الاتكاء عليها . وعلى كثرة المنظمات الدولية والمحلية الناشطة داخل البلدان العربية بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص , لا يبدو العدد المتوفر كافياً وقادراً على تحقيق الشئ اليسير , قياساً بجماهير الشباب ... برغم هذا النقص, لا تبدو سماء المنظمات المتوفرة صافية .. فهناك انطباع سائد في مختلف الأوساط , عن أن منظمات المجتمع المدني, والمحلية فيها على وجه الخصوص , ليست أكثر من واجهة تخفي طابعاً ربحياً ,وهي في الغالب ملكية فرد أو أشخاص, يتم استغلالها لفائدتهم , دون اهتمام مخلص للقيام بدور حقيقي ذو اثر ملموس على حياة الشباب ,وحيث يعيش الشباب مجرد أواق رابحة في أيدي الأحزاب السياسية وبعض المنظمات, وحيث تهتم الحكومة والأحزاب والمنظمات بدعم شؤوناً بعيدة عن أهم احتياجات الشباب , كل هذه العوامل كان لها اثر سلبي على الناشطين من الشباب , خلال المرحلة الماضية وقد تؤثر كذلك على مرحلتهم القادمة إن لم تكن هناك معالجات صادقة لمثل هذه الإشكاليات الحقيقية . ففي عدد من المجتمعات العربية يمكن اقتفاء اثر الفكرة نفسها ؛ عن أن الحكومات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني, مجرد إطلالات صوتية في وسائل الإعلام , تستهدف لفت أنظار الممول الخارجي , بينما عدد نادر من تلك المنظمات يعمل فعلاً داخل العمق الاجتماعي والشبابي بشكل خاص . وحيث يقول الجميع أنهم ناشطون, يلعبون أدوارا ضد مشكلات الشباب, وتتضاعف الشكوك , ليس عن ماذا أو كيف تعمل المنظمات وأين بلغ تأثيرها فحسب , بل أيضا إذا كان ناشطوها يتعلمون من أخطائهم حقاً ؟ لعل جزاءاً من المشكلة : النقص في الخبرة لدى ناشطي منظمات المجتمع المدني ؛ لكن المنظمات التي تعمل بإخلاص ورغبة ؛ تملك الفرصة للعثور على سُبل مناسبة تمكنها من أداء مهامها وحصولها على الخبرة الكافية التي تؤهلها إلى ما تصبو إلى تحقيقه. من طريق أو من أخر؛ ستجد - مع الوقت - دربها الخاص وخبرائها المحليين , لتتمكن من العمل باحتراف؛ على نحو كفؤ ؛ مؤثر وليس هشاً أو صوتياً . وحيث تعمل المنظمات العربية في بيئات أكثر تعقيداً ؛ يعني النشاط في محيط شبابي يعاني العديد من المشكلات الحقيقية ؛ خوض حروب في منتهى الصعوبة. حرب مُدن صفيح ؛ حيث لا تكتيكات تنجح ولا استراتيجيات تُفيد ؛ ما لم تتأسس على الوصول إلى عمق المشكلات داخل تجمعات الشباب وعلى استعداد للتغـلب مع الظواهر الطارئة على المسار الرئيس لمتطلباتهم ومشاكلهم الأخرى العالقة ؛ فلذلك برز الكثير من الشباب الناشطين الذين يعملون بروح الطوعية . واثر العديد من الأسباب الجوهرية الملامسة لعالم الشباب جعل عدد من الشباب الناشطين يعملون بشكل طوعي من اجل خدمة مجتمعاتهم بشكل عام ؛ ومجتمعهم الشبابي بشكل خاص نظرا لقلة كفاءة المعالجات اثر عمل الحكومات في هذا المضمار وباستمرارها العمل بغير احتراف ؛ وبلا روح ابتكار ولا مسؤولية..


Fares2007@hotmail.com


 

مواضيع ذات صلة :