آراء وأقلام نُشر

حلم صحوة ... أم رياح تغيير

ربما تحمل زيارة الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم ( صقر الاستثمار العربي ) والذين معه إلى بوابة المستقبل لليمن (عدن) أملا جديداً يشد آزر الأشقاء في شبه الجزيرة العربية وتوظيف خبرته العالمية الواسعة في كشف خبايا الكيانات والتكتلات الاقتصادية - كالوحدة الأوربية ؛وهو بذلك يلملم الأشقاء أبناء الجزيرة ويكسر الحاجز التمويلي البيني ومن المرجح أن ينفذ مشروع تطوير المنطقة الحرة خلال عامين بدلاً عن عشرة أعوام بمبلغ عشرة مليار دولار وهو بذلك يمسح جروح الأمة لقرون من المعانات في جزيرة العرب وخارجها ، واليمن بجباله وسهوله يحمل ندبات كباقية الأمة العربية الإسلامية .. لقد أفاق العالم العربي والإسلامي على وقع حوافر الغزاة من الشرق والغرب ولكننا سنقتصر على لمحات من جراحات الحرب العالمية الأولى وحتى الأن ..
لقد داست القوات الغازية من الغرب على الظالم والمظلوم بعد هزيمة ( تركيا وحلفائها ) وبداء الأنين الفردي والجماعي من حدود الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً ومن الشيشان والبسنه وألبانيا شمالاً إلى ماليزيا واندونيسيا جنوباً وتحت الاحتلال الغربي ظهرت ندرة القيادات للمقاومة وانعدام النمو والتنمية نتيجة فرض المسخرة بدلاً عن النقود وكذلك منع الانتقال والهجرة بل والتبادل التجاري فيما بين القبائل والشعوب المضطهدة كما تم احتكار الشعوب وأهلها كسلع تحت حكم المحتلين وما بين الحربين العالميتين حلت الجنازير وعجلات المدافع بديلاً عن الخيل ودمرت المدن في الشرق الأوسط على أهلها بل وفي موطن الإسلام المترابط تحت مبررات الانتداب والوصاية لرفع ( رقي الشرق ) ومع دوي المحركات البخارية والثورة الصناعية حددت بوارج وطائرات وغواصات وقنابل المنتصرين في الحرب الثانية مصير دول العالم إلى متقدمة ومتخلفة فالشمال الصناعي المتقدم والجنوب الفقير المتخلف .
وأصبحت امة الإسلام ملحقة بالمنتصرين بكل مواردها بل تم إسكات أصوات المتطلعين للحرية ( من جمال الدين الأفغاني ومصدق وعبد الحميد والكبيسي والحسيني وعز الدين القسام في الشرق إلى ( احمد عرابي وعمر المختار وعبد القادر الجزائري وبن باديس والخطابي ) في الغرب ظهرت طلائع سوكارنو وسوهارتو ومحمد علي جناح واحمد ديدات في جنوب وشرق آسيا لطرد المستعمرين والحصول على الحرية ثم جاءت الحرب الباردة وعدم الانحياز فسحة لالتقاط الأنفاس وتضميد جراحات قرون الاحتلال والاستعباد وصدحت دعوات مخلصة لقيام امة عربية إسلامية موحدة كبقية دول العالم بديلاً عن الدويلات الحاصلة على الحرية التي عززت التشتت تحت قناع الاستقلال بعد أن تنامت أحلام الحرية والوحدة التي بشرت بغدٍ أفضل في سوق عربية موحدة بعد إنشاء الجامعة العربية ثم نفط العرب للعرب ودولة من المحط إلى الخليج ولكن التمزيق ظل كما صنعه المستعمر ثم جاءت دعوات السوق العربية الإسلامية الموحدة .
بعد إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي ثم جاءت دعوت السوق الخليجية المشتركة بعد إنشاء مجلس التعاون الخليجي ولكن كل ذلك أضحى أحلام مصبوغة بتخيلات الأماني وسرعان ما عاد الأنين الفردي في فلسطين أولا بعد زرع الدولة العنصرية الصهيونية التي طردت أبناء فلسطين والجماعي في أرجاء الأمة العربية الإسلامية بعد أن قسمت إلى شطرين بذلك الفعل ثم عاد الاحتلال بصور أخرى كالتحالف والتحوير والتدويل (للمياه والبحار والفضاء والموارد والثروات وشراءها بسعر بخس لا يساوي تكلفة الإنتاج أو الاستخراج ثم عادة من جديد فرضية الوصاية على موارد الشعوب العربية الإسلامية وحجزها وتشغيلها في دول الناتو الغنية ومنع التنمية البينية للدول الشقيقة الفقيرة ويستفاد حالياً من ( أربعه ونصف ) تريليون دولار في المصارف والشركات والصناديق في بلد العم سام وحلف الناتو ويحرم منها أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد الذين تحتل أراضيهم بعائداتها في بفلسطين و أفغانستان والعراق وغيرها.
إن رد الاعتبار للأمة العربية الإسلامية يكمن في تصحيح الخلل المشار إليه وبدلاً من تمويل أربعمائة فضائية تغطي سماء الوطن العربي الإسلامي للغنى والرقص فيجب أن يخصص صندوق بخمسة مليار تتبناه قطر مثلاً للسوق الخليجية وصندوق أخر تتبناه الإمارات بمبلغ عشرة مليار دولار للسوق العربية المشتركة وتتبنى المملكة العربية السعودية صندوق أخر بخمسة عشر مليار دولار للسوق الخليجية العربية الإسلامية المشتركة بدلاً من إبقائها في أمريكا وحلف الناتو وتشغيلها لدعم الصادرات البينية وعدم التسابق على المشاريع العقارية وإبقاء التشتت والفقر والعنف وما يسمى بالإرهاب من حدود الصين حتى المحيط الأطلسي .
أن اليمن وبوابتها عدن تستحق أن تكون بين (38 ) ميناء عالمي تحتضنها دبي برعاية الشيخ محمد بن راشد رجل الأعمال العالمي الطموح في خدمة أمته بل تستحق أن تكو ن في الصف الأول باعتبارها كانت ثالث ميناء في العالم .
إن الزيارة مفتاح خير للأمة لإخراجها من السجن بتهمة باطلة( الإرهاب ) وهي تشد عضد اللحمة الأخوية وتكسر الاحتجاز الظالم لانتقال الرساميل التمويلية ( القروض المصرفية لغرض التمويل ) بين الأشقاء وتلغي حجزها للرساميل المسخرة عند من لا يحب لنا ولإمتنا الخير ... نحن نقول أهلا بالأحبة في بلدهم الأول .
فهم إذا رياح تغيير لكيان اخوي تعاوني قادم ولن تكون الزيارة (حلم يقضه ) لا سمح المولى بل إعادة صياغة لمستقبل واعد بالازدهار والتنمية المستدامة بين أبناء الجزيرة الأسرة الواحدة التي تجسده مثل هذه اللقاءات والزيارات الصادقة إن الثورة المعلوماتية تقوي ذاكرت الأمة وأبناء الخليج ينتصرون لها ويرفضون القيام دور العلاقات العامة لصالح أو مصالح الصهيونية الظالمة المعتدية.

* كاتب ومحلل اقتصادي


 

مواضيع ذات صلة :