لا أحد يعلم ما يخبئه لنا العام الجديد من مفاجآت وأحداث أن كان على المستوى الشخصي أو العام ، ولذلك تجدنا عند استقبالنا لكل عام
جديد ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يكون عام خير ومحبة وسلام ، وتلك مسألة طبيعية إذ ليس من المعقول أن يتمنى الإنسان لنفسه أو لمن يحب بغير ذلك .ولأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ولأن الحياة ليست كلها خيرا كما أنها ليست كلها شرا فقد كان لا بد من وجود التضاد الذي يتمثل في الخير والشر، والجمال والقبح والحلو والمر.. الخ، وتلك سنة الحياة التي خلق الله تعالى عليها الكون .
ولذا فقد كان عام 2009 وكل الأعوام التي سبقته بقدر ما حملته من أشياء جميلة ، فقد حفت أيضا بالكثير من الأحداث المحزنة والمؤلمة .
ولا أظن أن العام الجديد 2010 سوف يشذ عن هذه القاعدة أو أنه سيكون خاليا من المنغصات والأحداث المزعجة والمؤسفة .
وان كنت أرجو أن لا يكون كذلك ، غير أن غاية ما أتمناه هو أن يكون بحق عام للمحبة والسلام والوئام لنا في اليمن ولغيرنا في كل مكان ، يحل فيه صوت العقل بدلا من أصوات المدافع وتفوح فيه أريج الزهور والورود بدلا من رائحة البارود .
ومن كل قلبي أتمنى أن تعم ثقافة المحبة والإخاء بين أبناء اليمن بلا استثناء ولا أقول شمالا أو جنوبا ولا شرقا أو غربا.. وأسأل الله العلي القدير أن يكلل جهود القائمين على مؤتمر الحوار الوطني بالنجاح المبين ، وأن يألف بين قلوب الساسة والأحزاب المتخاصمين ، واستحلفهم بالله أجمعين أن يخلصوا الحب والولاء للوطن ولا شئ غيره ، وأن يقدموا المزيد والمزيد من التنازلات حتى يتجاوز محنته ويمضي في مسيرته ويلحق بمن فاته .
وكل عام وأنتم بخير .
* فاصل :
لا يأس تدركه معاولنا ولا ملل ولا انكسار
أن أجدبت سحب الخريف
وفات في الصيف القطار
سحب الربيع، ربيعنا
وغدا يكون الانتصار
د. عبد العزيز المقالح
* مدير تحرير صحيفة 26 سبتمبر
aljabali2008@hotmail.com
