
و يعرف التميز بأنة القدرة على اكتشاف ما بداخلنا من مهارات ومواهب معينة تجعلنا نحقق أفضل إنتاجية وأفضل اندماج مع المجتمع المحيط .
فمن يستطيع يكتشف مجموعة الطاقات و المميزات التي يمتلكها و يوظفها التوظيف الأمثل ليستطيع من خلالها خلق ميزة تنافسية تسهم في تحقيق كافه أهدافه و خططه بشكل يجعله متناغم مع المجتمع المحيط به فهذا هو المتميز، و لنا في المجتمع الياباني أفضل مثال في ذلك فاليابانيون لا يمتلكون الموارد الطبيعية التي تملكه كثير من الدول سواء بعض الدول العربية أو بعض الدول الإفريقية و لكنهم استطاعوا أن يستغلوا ما يمتلكونه من طاقات بشرية و فكرية و عملوا على تحويلها إلى ميزة تنافسية بحسن إدارتهم لما يمتلكونه من رأس مال فكرى غنى و قوى طوع كافه العقبات و جعلها مميزات تخدم تحقيق نهضتهم و جعلتهم يحققون حضارة و نهضة صناعية يشار إليها بالبنان .
وعلى الرغم من افتقارهم لكثير من الموارد الطبيعية و وجودهم في بيئة تتسم بكثرة الزلازل و طبيعة طقس قاسية بالمقارنة بغيرها من الدول إلى جانب خروجهم من الحرب العالمية الثانية مدمرين كليتنا سواء فكريا أو نفسيا أو حتى ماديا ،كل هذه العوامل كفيلة بان تجعلهم منشغلين بتلك المشاكل و كيفية التغلب عليها ، إلا أن حسن الإدارة لمخزونهم الفكري و البشرى جعلهم يحلقون في أفق التميز و يخلقوا كثير من المميزات التنافسية التي تجعلهم هم دائما الأقوى والأفضل.
ومن هذا المنطلق تدعوا دولنا العربية بإعادة النظر في منظوماتهم الخططية بشكل يجعلهم قادرين على فهم صناعة التميز سواء المهني أو العلمي أو الصناعي و الانتقال من مجرد دول تمتلك ميزة نسبية إلى دول تمتلك ميزة تنافسية تحقق لهم أهدافهم القومية و المجتمعية من خلال استغلالهم الأمثل لمخزونهم الفكري و البشرى و ذلك بتفجير طاقاتهم و قدراتهم فنستخرج كنوز عقولهم الثمينة و نصنع منها تلال من الماس و الزمرد الفكري غالى الثمن قادر على استغلال اقل الموارد الطبيعية لتحويلها إلى مصادر قوى و تميز تجعلهم دائما و تحت اى ظروف هم من يمتلكون الميزة التنافسية.
محلل مالي و باحث إقتصادي
ahmeedsherif@yahoo.com