
فرغم التحديات الكبيرة التي تواجه الأعمال في بلادنا.. ورغم أن معظم المشاريع في اليمن تعد في مرحلة التكوين.. إلاّ إننا نجد ونسمع الكثير من الآراء تعتقد بأن هذا البنك يثير (الجلبة) ويهتم بالترويج.. ويبدو أقرب إلى الفشل منه إلى النجاح.. وأنه يفقد ضمانات الاستمرار ويفتقر لمعايير وعوامل الأمان للعملاء والمجتمع .. وأن مستقبله محفوف بالغموض والقلق؟؟
نعم.. كنا نسمع مثل هذا الطرح .. لكن الأمر تغيّر في بضع سنوات؛ فالبنك ينجح ومشاريعه وأعماله تنمو وتتحقق على أرض الواقع .. ويده اليوم امتدت إلى أفريقيا «جيبوتي» .. وإلى الخليج .
الشهر الماضي التقيت بصديق يعمل في هذا البنك واستفسرته عن مشاريعهم الجديدة وعن « كاك الإسلامي، وكاك السريع، وكاك للتأمين» ومشاريع يعتزم البنك إنشاؤها مثل مدن سكنية لموظفي الدولة.. ووجدت عنده الحماس.. ولمست من خلاله إرادة إدارة البنك في تنويع أعمالها ومشاريعها.. وأن البنك يمضي قدماً بثقة وأمل وبخطوات مدروسة بعيدة عن الارتجال كما توهم الكثيرون.
في الحقيقة كنتُ واحداً ممن اعتقدوا بأن البنك محفوف بالمخاطر.. خصوصاً وقد وجدتُ ذات يوم مسئولا كبيراً يوجه الشؤون المالية لديه بسحب مبلغ كان في حساب جهة حكومية.. مع إنني شعرت في تلك اللحظة بأن الأمر يرجع لسبب شخصي بحت؛ هكذا بدا لي الأمر، وهكذا أثبتت لي الأيام ؛ إن في القليل من الظن يكمن الصواب ويكون!!
ترى.. ما الذي فعله حافظ معياد لينتشل بنكاً كاد أن يلفظ أنفسه الأخيرة.. وفي وقت أوشك أن يتلاشى وأن يتبدد، ويدفن وسط أكوام متراكمة من الإهمال والتبلد.
لقد أعاد حافظ معياد البنك إلى دائرة الحياة وفعّله وحافظ عليه.. و أجاد بناء وصناعة الصورة الإيجابية للبنك.
إذاً.. فإن هذا الرجل يستحق كل التحايا والإكبار.. لأنه عمل بصمت وحقق النجاح ووضع بصماته دون منٍّ أو غرور.
بحق لقد أثبت حافظ معياد بأنه رجل دولة مخلص للقيادة السياسية.. وأنه ليس من أولئك المسئولين الذين يبدو بعضهم ميكافيليين ..أو متخاذلين.. أو سلبيين إلى درجة إهدار كل وقتهم في نقد الوضع .. متنصلين من واجباتهم ومسؤولياتهم رغم أنهم يكونون في أهم المراكز القيادية فيعارضونها من الداخل.. وبدلاً من أن يبدءوا بتصحيح أنفسهم وبناء أعمالهم وتنفيذ ما عليهم من مهام يلعنون الظلام.. ولا يشعلون شمعة للضوء.. أو يتبنون مبادرة لتحريك الركود الذي من حولهم.
وكم كان الفيلسوف عبد القادر باجمال حكيماً وهو يتحدث عن بعض المسئولين بقوله: قد ينجح مسئول بتحويل «العشّة» التي تسلم إليه إلى « فيلاّ».. وقد يحول مسئول آخر «فلّة» جميلة وراقية عهد بها إليه إلى « عشّة» وخراب !!
abdulqawi9@gmail.com