الدائرة السوداء ، كان هذا عنوان لقصة مأثرة و معبرة جداً لشدة إعجابي بها ظلت عالقة بالقلب و الذاكرة
الأن و في ظل هذا الانقسام اللعين الذي اصاب الساحة الفلسطينية و تعذر المصالحة اخذت ذكرى هذه القصة تلح علي لان فحواها و معانيها تنطبق بكل دقة على الحالة الفلسطينية و ان اختلف ابطالها فبطلي قصتي القديمة امرأتان احداهما أم لطفل و الاخرى مربيته ، تنافستا على حضانته لكن القاضي فصل بينهما باسم الحب و باسم الوفاء منحيا كل الاعتبارات المادية و الوثائق الرسمية.
تعالوا نستعرض القصة ثم ندعو حماس و فتح لاخذ العبرة عسى ان يرحموا هذا الوطن المكلوم و يخرجوه من دائرته السوداء.
هي قصة طفل لاحد الضباط الكبار ، كانت امه تنتمي للطبقة النبيلة و توكل امر تربيته لمربية فقيرة تشتغل عندها ذات ليلة مشؤومة اندلعت الحرب فجأة فلاذت السيدة بالفرار مع زوجها و تركت طفلها بحضن المربية التي حمته ولم ترض التخلي عنه و فرت به لتحتمي و اياه في قريتها بعد ان وضعت الحرب اوزارها رجعت السيدة النبيلة مع زوجها لتبحث عن طفلها فوجدته سالما مع مربيته فطالبت به لكن المربية رفضت ان تعيده اليها.
و قالت لها انه من حقي انا لاني غامرت بحياتي من اجله فساندها كل اهل القرية فلجات السيدة النبيلة للقضاء..
وفي قاعة المحكمة تنافستا من اجل نيل حضانته و قدمت كل واحدة منهما ادلتها و براهينها و ما يثبت انها الاحق بالطفل فاحتار القاضي و في الاخير فكر ان يجعل الفيصل بينهما اختبار قوة الحب و الحنان التي تكنه كل منهما للطفل لان هذا هو اهم ما يمكن ان يربط ام بطفلها امر القاضي برسم دائرة سوداء على ارضية قاعة المحكمة ووضع الطفل داخلها ثم امر السيدتين بامساك الطفل كل واحدة منهما بيد ثم تشد كل واحدة منهما الطفل في اتجاهها و من تنجح في سحبه ناحيتها و تخرجه من الدائرة السوداء سيكون من نصيبها تاهبت الام الارستقراطية و امسكت بيد الطفل بكل قوة و انتظرت ان تفعل المربية المثل كي تشده ناحيتها بكل قوة و تظفر به.
كانت المربية ذات قوة و بامكانها ان تشد الطفل ناحيتها بسهولة لكنها اعتذرت عن هذه المنافسة الرخيصة فسالها القاضي عن سبب اعتذارها مذكرا اياها ان انسحابها سيحرمها من الطفل اجابته في حزن لا استطيع ان امزقه لانني احبه عند ذلك حكم لها القاضي باحقيتها في حضانة الطفل فمن يحب شخصا او يحب وطنه عليه ان يضحي من اجله لا ان يجعله ضحيته.
فمن يعشق هذا الوطن حقا هو من سيبادر لمد يد المصالحة بكل حب ليخرج الوطن من هذه الدائرة السوداء و ليكن على يقين انه الذي سيكسب في الاخير حب و احترام كل الوطن.