آراء وأقلام نُشر

نحن أغنياء ولكن...

م. فارس محمد الجرادي*

سأدخل بالموضوع دون مقدمات أو شكر فلان وعلان، فلا أرى من يستحق الشكر والعرفان.

نحن أغنياء ولكن...

غاز بلحاف يستطيع إعادة قيمه الدولار إلى 215 ريالًا، وممكن أقل.

أزمة طاقة عالمية، الغاز المسال ارتفع سعره من 6 دولارات إلى 36 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية (سعر اليوم يناطح الـ45 دولارًا).

العالم بحاجة للغاز، واليمن بحاجة للدولار، ونحن ممنوعون من تصدير الغاز والاستفادة منه لسد رمق 30 مليون جائع...

اليمن كانت تبيع بملياري دولار سنويًا، وكان سعر الغاز 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية.

ارتفع السعر 12 ضعفًا، معنى ذلك أن عائدات اليمن سترتفع 12 ضعفًا لأكثر من 20 مليار دولار إذا استمر هذا السعر لمدة عام.

ومن خلال تحليل المؤشرات والمعطيات الراهنة؛ فإن متوسط السعر سيبلغ نحو 20 دولارًا.

ومعنى ذلك أن إيرادات الغاز ستصل إلى 13 مليار دولار بالسنة الواحدة، إضافة إلى ذلك سترفد خزينة الدولة بإيرادات بقية المجالات، وفي مقدمتها قطاع النفط والمعادن والوحدات التابعة.

تخيلوا أن سعر الصرف سيتراجع إلى 215 ريالًا للدولار الواحد، وممكن أقل.

إن ما يجري اليوم على المشهد؛ جريمة كبرى وتدمير مؤلم ومأساوي لليمن ومقدراته؛ وعكس ما يسمى إعادة الإعمار المزعومة في الكثير من وسائل الإعلام.

هنا فإن السؤال يفرض نفسه: ما العوامل الحقيقية التي تحاصر اليمن، وتسعى لسحقه تحت حوافر الجوع والخراب؟ ومن يقوم بتركيع اليمنيين باحتلال مصادرهم الحيوية والاستراتيجية في مجال الطاقة وفي شتى المجالات؟ وما مصلحته في أن يعيش بلد مسالم ومحب لكل الأشقاء ولكل الشعوب، هكذا؟

يتوجب علينا كيمنيين أن نعترف بالأسباب الحقيقية للمخاطر المحدقة بنا؛ وأن نقف بحكمة وبضمير المسؤولية التاريخية أمام التدهور المريع الذي تشهده البلاد معيشيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، وأن نواجه التحديات الحقيقية المحيطة بنا، وأن نتوقف عن الاقتتال الذي أضحك العالم علينا، وصنف أزمتنا بأنها الأكبر والأفظع على مستوى العالم.

على الحكومة استغلال هذه الفرصة الذهبية بأسرع وقت ممكن إن كان هناك من يهمه مصلحة البلد وتحسين الوضع الاقتصادي، فهناك بوادر ارتفاع لاحقة في الأسعار العالمية للغاز.

وعلى الإخوة الذين أتوا لإنقاذنا، أن يدعونا نستغل ثرواتنا فقط، ولسنا بحاجة ودائعكم التي هوت بنا إلى ما ترونه، فنحن لسنا بحاجة سمكة، ولا بحاجة من يعلمنا كيف نصطاد، فقط دعونا نصطاد.

والله من وراء القصد.

* أستاذ محاضر في الهندسة الصناعية، كلية الهندسة، جامعة عدن


 

مواضيع ذات صلة :