الدكتور الطربيشي هو مؤلف ومعلم حائز على جوائز مرموقة. في عام 2019، كرّمت جامعة جورج واشنطن الدكتور الطربيشي بلقب "أكثر أعضاء هيئة التدريس تأثيراً" ضمن مسابقة المشاريع الناشئة بالجامعة، وقد قام بتطوير أول مقررات دراسية في ريادة الأعمال الاجتماعية والابتكار والإبداع، والمقدمة لطلبة البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال، يسعى الدكتور الطربيشي دوماً إلى تحقيق التوازن المثالي بين التقاليد والتحديث في أسلوبه التعليمي، ويُعد حالياً العضو الوحيد في كلية إدارة الأعمال بجامعة جورج واشنطن الذي يُدرّس في برنامجين مصنّفين وطنياً على مستوى الولايات المتحدة.
10
تنقل المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم بين مخاطر المقلدين ومطبات الأمن السيبراني
في عام 2025، تواجه المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم تحدّيين مزدوجين: مكافحة السلع المقلدة وتصاعد تهديدات الأمن السيبراني، تتدفّق المنتجات المقلدة في الأسواق، مما يقوّض الثقة ويضعف سمعة الشركات الصغيرة التي أنشأتها بتعب، وتحظى التكنولوجيا المتقدمة للمزيفين بقدرة على تقليد المنتجات والتعبئة بدقة مثيرة للقلق، مما يجعل من الصعب على العملاء التمييز بين السلع الأصلية والمقلدة، بالنسبة للمؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة، تعني السلع المقلدة خسارة في الإيرادات وتآكل في ولاء العملاء.
في الوقت نفسه، تعد المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم أهدافاً رئيسية للهجمات الإلكترونية، إذ غالباً ما تفتقر عملياتها الأصغر لأنظمة أمنية قوية كما في الشركات الأكبر، يستغل المجرمون الإلكترونيون هذه الثغرات عبر برمجيات الفدية وعمليات تصيّد وهجمات اختراق للبيانات، يمكن أن تضرّ بأداء الأعمال مالياً وتشغيلياً، دون وجود تدابير حماية، تخاطر هذه المؤسسات بفقدان بيانات حيوية وتآكل ثقة العملاء—التي تعدّ أصلًا حيوياً لأي شركة صغيرة، يجب أن تصبح تدابير الأمن السيبراني الميسورة مثل التشفير والمصادقة متعددة العوامل وتدريب الموظفين أولوية لتقليل هذه المخاطر بفعالية.
لمواجهة هذه القضايا، يجب على المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم تبني استراتيجيات استباقية تمزج بين الابتكار والتعاون، إن الاستثمار في تقنيات للتحقق من المنتجات وتأمين البيانات هو مجرد البداية، من خلال الانضمام إلى تحالفات صناعية واستثمار المعرفة المشتركة، يمكن للشركات الصغيرة تعزيز دفاعاتها ضد المقلدين والمجرمين الإلكترونيين، إن حماية النزاهة والابتكار أمر حاسم كي تظل هذه المؤسسات قوة دافعة في النمو الاقتصادي والتقدّم المجتمعي.
09
ريادة الأعمال المرتكزة على الإنسان – حركة آخذة في الارتفاع
يسعدنا تسليط الضوء على ريادة الأعمال المرتكزة على الإنسان، اتجاه يكتسب أهمية ويتجه نحو التيار الرئيس. تم اختيارها موضوعاً ليوم المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم التابع للأمم المتحدة لعام 2024 في منظمة العمل الدولية والأمم المتحدة، مما يمثل إنجازاً هاماً في الاعتراف العالمي به، في عام 2025، يستمر هذا المفهوم التحويلي في الصعود نحو البروز، حيث احتل ترتيب “ريادة الأعمال الإنسانية: تدريب وتوجيه الموظفين” المرتبة الثامنة ضمن اتجاهات المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة، بعد أن احتل المرتبة الرابعة في 2023.
تخلق ريادة الأعمال المرتكزة على الإنسان ثقافة عمل تُقدر الموظفين باعتبارهم جوهر نجاح الأعمال. أصبحت المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة تفهم بشكل متزايد أن الاستثمار في نمو موظفيها ورفاههم ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ميزة استراتيجية، أصبحت برامج التدريب والتوجيه أدوات عملية ذات تأثير لتحسين مهارات الموظفين، وإطلاق إمكاناتهم، ودعم تطويرهم المهني، يعزز هذا النهج ولاء الموظفين والتزامهم، ويُنشئ بيئات عمل شاملة وعطوفة ومنتجة.
يتماشى هذا الاتجاه مع التحوّل العالمي الأوسع نحو تقدير الجانب الإنساني في الأعمال، من خلال تبني ريادة الأعمال الإنسانية، تعزز المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة النمو والابتكار، وتضع نفسها لتحقيق نجاح طويل الأمد في بيئة أعمال تنافسية وديناميكية، ومع تزايد زخم هذه الحركة، لا يمكن المبالغة في أهمية تأثيرها على مستقبل العمل والمؤسسات.
08
تشكيل التحالفات التعاونية بين المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة – تطور أنيق
عام 2024، ظهرت التحالفات التعاونية كأبرز اتجاه للمؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة، محدثة ثورة في الطريقة التي تستفيد بها الشركات الصغيرة من الوحدة لمواجهة التحديات، من خلال تجميع الموارد والخبرات والرؤى السوقية، اجتمعت المؤسسات لتشكيل قوة جماعية تفاوض أفضل الشروط، وتفتح أسواقاً جديدة، وتبني مرونة في مواجهة عدم الاستقرار الاقتصادي، مثلت هذه التحالفات استجابة قوية للأسواق المتقلبة، محوّلة الشركات الفردية إلى جبهة موحّدة قادرة على الازدهار في بيئة أعمال غير متوقعة.
في عام 2025، تطور هذا الاتجاه، مما جعل ترتيبه ينخفض إلى المرتبة التاسعة، ويرجع هذا التراجع إلى الرقمنة عبر تقنيات بسيطة وفعّالة مثل واتساب وغيرها من التطبيقات التي تمكّن المؤسسات من الاتصال بسهولة، جعلت هذه الأدوات الرقمية التعاون أكثر بساطة، وسمحت للمؤسسات بمشاركة المعارف، وتشكيل شراكات، وتنسيق الجهود بشكل أكثر كفاءة، ومع تكامل هذه المنصات بشكل متزايد مع حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي، نتوقع مزيداً من التحول في التحالفات التعاونية، مع تعزيز تأثيرها من خلال الأتمتة والرؤى المعتمدة على البيانات والتحليلات التنبؤية.
07
تطور رائدات الأعمال – التقدم لا يزال بطيئاً
يستمر تمكين المرأة في ريادة الأعمال كاتجاه حيوي لكنه يسير ببطء في عام 2025، محافظاً على مكانته ضمن أهم عشرة اتجاهات لدى المجلس الدولي للأعمال الصغيرة
حظي تطور رائدات الأعمال باهتمام عالمي في 2023، مدفوعاً بتركيز المجلس الدولي للأعمال الصغيرة على دعم المرأة والشباب في المؤسسات وتأسيس سلاسل توريد مرنة، اكتسب هذا الموضوع زخماً بعد فوز كلوديا غولدن بجائزة نوبل لأبحاثها الرائدة حول الفوارق في دخول النساء، لا سيما تلك المرتبطة بالولادة، أدى تكريم غولدن إلى إضفاء استعجال جديد لمعالجة الحواجز النظامية التي تواجهها المرأة في سوق العمل، وذلك بما يتماشى مباشرة مع مهمة ICSB في تعزيز الشمول في منظومة ريادة الأعمال.
يتطلّب المسار قدماً جهداً جماعياً من المنظمات الدولية وصانعي السياسات والأفراد لإنشاء أنظمة مستدامة وشاملة تمكن النساء من الازدهار كرائدات أعمال، يشمل ذلك معالجة فجوات الدخل بين الجنسين، والاستثمار في الشركات التي تقودها النساء، وتعزيز سلاسل توريد تدعم قيادة المرأة، يظل المجلس الدولي للأعمال الصغيرة ملتزماً بتعزيز هذه المهمة، لأن تمكين رائدات الأعمال ليس مسألة عدالة فقط—بل هو ركيزة لبناء اقتصاد عالمي أكثر إشراقاً وشمولاً.
06
نماذج الأعمال القائمة على الاقتصاد الدائري – الاستدامة تتصدر المشهد
في عام 2025، تصدرت نماذج الاقتصاد الدائري المشهد، بعد أن ارتقت مرتبة واحدة في قائمة المجلس الدولي للأعمال الصغيرة لأهم عشرة اتجاهات للمؤسسات، يعكس هذا التحوّل تزايد حماسة المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة لاعتماد ممارسات مستدامة وإعطاء أولوية لتقليل النفايات، في ظل تزايد التركيز العالمي على المسؤولية البيئية، تعمل هذه المؤسسات بشكل متزايد على موائمة عملياتها مع مبادئ الاقتصاد الدائري، معادّة تصور سلاسل التوريد التقليدية ودورات حياة المنتجات لمستقبل أكثر استدامة.
تتجلّى سمة بارزة لهذا الاتجاه في تصميم المنتجات لتكون قابلة لإعادة التدوير، حيث تبتكر المؤسسات لتقديم منتجات يمكن تفكيكها بسهولة وإعادة تدويرها، مما يقلل من النفايات والأثر البيئي، وما هو أكثر من مجرد التصميم، أطلقت العديد من المؤسسات برامج لتجديد المنتجات وإعادة بيعها، مما يطيل عمر المنتجات ويقلل من الحاجة إلى تصنيع جديد، تُقلل هذه الجهود الأثر البيئي وتضع المؤسسات كمثال يُحتذى به.
في 2025، يؤكد صعود نماذج الأعمال القائمة على الاقتصاد الدائري على أولويات المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة في التصدي للتحديات العالمية للاستدامة، هذا الاتجاه لا يقتصر على الفضيلة البيئية فحسب—بل يتعلق أيضاً بابتكار القيمة والريادة في السوق.
05
مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ضائعة في البيروقراطية، تخنق المؤسسات الصغيرة
صُمّمت مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية لتعزيز الاستدامة والمساءلة والممارسات الأخلاقية، لكن المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم تحولت لرؤية نظام التزام مرهق، تفرض المؤسسات الداعية إلى مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية الآن أطرًا جامدة بتفاصيل مطوّلة تتجاهل غالباً الاحتياجات الفريدة للشركات الصغيرة، بدلاً من تعزيز التحوّل الهادف، تحوّلت مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية إلى طبقة أخرى من البيروقراطية الزائدة، جزء من المشكلات الأوسع التي وُصفت في الاتجاه #1، يُضطر أصحاب الأعمال إلى تخصيص موارد للتنقل في أنظمة التقارير المعقدة، وتوظيف مستشارين، والامتثال لمعايير لا تناسب حجمهم، مما يصرف الوقت والطاقة عن الابتكار والنمو.
في جوهر المشكلة يوجد عدم توافق في الأولويات. تُعطي العديد من المؤسسات الأولوية لحماية ذاتها على إحداث التغيير الفعّال، مما يخلق أنظمة تركز على الامتثال وتبعد المؤسسات الصغيرة عن القلب، غالباً ما تخنق هذه الأطر روح ريادة الأعمال في المؤسسات الأصغر، التي تزدهر بالإبداع والمرونة والحلول المحلية، تُثني النهج الحالية لـ مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية المؤسسات الصغيرة عن الانخراط في جهود الاستدامة بتركيزها على العمليات البيروقراطية بدلاً من النتائج العملية والقابلة للتنفيذ، يكشف هذا الإشراف الدقيق عن سوء فهم جوهري لهدف المبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية محولا إياها من أداة تغيير إيجابي إلى عقبة.
لدعم المؤسسات الصغيرة حقاً، يجب على مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية أن تعود إلى نيتها الأصلية: تمكين الشركات الساعية للاستدامة بما يتماشى مع سياقاتها الفريدة، يتطلب هذا الانتقال إلى أطر مبسطة، تركز على ريادة الأعمال لتحقيق النتائج بدلاً من الإجراءات وتمكّن الابتكار.
04
المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم ومواجهة الحروب التجارية
ظهرت مواجهة الحروب التجارية ضمن قائمتنا لأول مرة عام 2020، وعادت مرة أخرى إلى أهم عشرة اتجاهات للمجلس الدولي للأعمال الصغيرة، يظهر هذا الاتجاه مجدداً نتيجة لمشهد سياسي متطور ومتقلب، تشهد ديناميكيات التجارة العالمية تغيرات جذرية، ما يمنح بعض المؤسسات الصغيرة فرصاً جديدة في حين يعرّض أخرى لمخاطر.
يتوقع المجلس الدولي للأعمال الصغيرة أن تظل الحروب التجارية قضية محورية تؤثر على المؤسسات الصغيرة، والدلائل موجودة بالفعل، فقد أدت الرسوم الجمركية المتزايدة من الاقتصادات الكبرى إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وتصاعد التكاليف على الشركات الصغيرة المعتمدة على التجارة الدولية، تُحدث هذه الإجراءات تأثيرات متسلسلة عبر القطاعات، مضيفة طبقات من التعقيد إلى البيئة الصعبة التي تواجهها المؤسسات.
التداعيات على المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة جذرية. يتعين على هذه الشركات تجاوز المنازعات التجارية بمرونة، وموازنة استراتيجياتها بعناية للتخفيف من المخاطر واستثمار الفرص الناشئة، وهذا قد يعني إعادة التفكير في سلاسل الإمداد، وتنويع أسواق التصدير، أو الاستفادة من الاتفاقات التجارية الإقليمية لتقليل التعرض لمناطق الرسوم المرتفعة.
مع تطور الحروب التجارية، يجب على المؤسسات الصغيرة البقاء على اطلاع، ومرونة، وابتكار في نهجها، ولأولئك الذين يمكنهم التكيف بنجاح، قد تفتح هذه البيئة الصعبة الباب لفرص نمو جديدة، مؤكدين على مرونتها وأهميتها في الاقتصاد العالمي.
03
إنسانية الذكاء الاصطناعي وظهور الجيل المعاصر له
في 2025، احتل الذكاء الاصطناعي المركز الثالث ضمن الاتجاهات، وهو ما يعكس تأثيره التحويلي على المشهد التجاري العالمي، بالنسبة للمؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم، لم يعد الذكاء الاصطناعي تقنية بعيدة، بل أداة حيوية لإعادة تشكيل العمليات واتخاذ القرار والتفاعل مع العملاء، من توفير رؤى مستندة إلى البيانات إلى تحسين سلاسل الإمداد وتقديم تجارب عملاء مخصصة، يمكّن الذكاء الاصطناعي المؤسسات من المنافسة عالمياً بكفاءة غير مسبوقة.
ما يميز الذكاء الاصطناعي في 2025 هو التركيز المتزايد على جعل تطبيقاته إنسانية، لا تتبنى الشركات الذكاء الاصطناعي للأتمتة والكفاءة فحسب، بل تركز على إنشاء أنظمة تعزز التفاعل البشري، وتبني الثقة، وتضفي التعاطف على التجارب الرقمية، يضمن هذا النهج المرتكز على الإنسان أن تكون التقنية شريكًا لا بديلاً، مما يجعلها متاحة وذات قيمة لجمهور أوسع.
في صميم هذا التحوّل يبرز ظهور الجيل المعاصر لـ GEN AI—جيل نشأ في عالم مدمج بالذكاء الاصطناعي. هؤلاء الأفراد يتقنون استخدام الأدوات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي بطبيعتهم ويملكون القدرة الفطرية على توظيف التكنولوجيا للابتكار وحل المشكلات، تجعل قابليتهم للتكيّف وإبداعهم منهم مساهمين لا غنى عنهم في الصناعات التي تتطور جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي، بالنسبة للمؤسسات الصغيرة، يعد الاستثمار في التعليم والتطوير المهني للذكاء الاصطناعي أساسياً لاستغلال إمكانات GEN AI لدفع النمو والمنافسة والابتكار.
مع تطوّر الذكاء الاصطناعي، تمتلك المؤسسات الصغيرة فرصة فريدة لدمج الذكاء الاصطناعي بشكل مبتكر وإنساني، من خلال تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي الإنساني والاستفادة من مواهب GEN AI، يمكن للشركات إعادة تعريف قواعد اللعبة وتشكيل مستقبل تزدهر فيه التكنولوجيا والإنسانية معاً.
02
السلام من أجل التنمية الاقتصادية والازدهار
مع دخولنا عام 2025، يظل النداء العاجل للسلام كأساس للتنمية الاقتصادية والازدهار أولوية قصوى، لا سيما في المناطق المتأثرة بصراعات طويلة الأمد مثل سوريا وقطاع غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى، لقد تركت الحرب تأثيراً مدمراً على المجتمعات، وضغوطاً على الاقتصادات، وتعطلت الأسواق العالمية—مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية مثل القمح، تُبرز هذه التحديات الحاجة إلى السلام لإعادة البناء والازدهار، مع التأكيد على الدور الحيوي الذي تضطلع به المؤسسات الصغيرة في التعافي بعد الصراع.
لطالما شدد المجلس الدولي للأعمال الصغيرة، بقيادة د. أيمن الطرابيشي، على الدور الحاسم للمؤسسات الصغيرة في تعزيز الصمود والأمل في المناطق المدمرة بفعل الحرب، ومنذ اقتراحه لإقرار يوم الأمم المتحدة للمؤسسات الصغيرة في 2016—المُحتفل به سنوياً في 27 يونيو— وقد روج المجلس لهذه المؤسسات باعتبارها العمود الفقري لإعادة الإعمار الاقتصادي وعلامة المجتمعات السلمية والمزدهرة، ومع توقع السلام في سوريا وأوكرانيا وغزة وما بعدها، يستعد رواد الأعمال لقيادة جهود إعادة بناء الاقتصادات والمجتمعات المحطمة، يجب أن تتوحّد الجهود العالمية لدعم هذه المساعي، من خلال تعبئة الموارد والحلول المبتكرة لمساعدة النازحين وإعادة بناء الاقتصادات المنهارة، من خلال تمكين المؤسسات الصغيرة، نؤسس للتنمية المستدامة، والمرونة، ومستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً للجميع.
01
البيروقراطية – عائق أمام ريادة الأعمال والابتكار
مع مواجهتنا لعام 2025، تواصل البيروقراطية عرقلة تطور المؤسسات متناهية وصغيرة ومتوسطة الحجم، حيث تقدم الأنظمة الرقمية مزيداً من التعقيد بدلاً من التقليل منه، يشعر رواد الأعمال بالإحباط، محتارين بين لوم التكنولوجيا أو الأشخاص الذين يديرونها. والمفارقة أن العديد من أولئك الذين يديرون هذه الأنظمة —“المسؤولين الإداريين”، و“المديرين الماليين”، و“المنظمين” —كانوا جزءاً أساسياً في بناء الجدران الرقمية البيروقراطية التي تعيق التقدّم اليوم.
بُنيت أدوارهم بصورة تركز على التحكم، والإشراف، والامتثال— مهام مثل المراقبة، والتقارير، وفرض اللوائح التنظيمية، وبينما لهذه الوظائف مكانها، فإنها غالباً ما تُعطي الأولوية للحفاظ على النظام بدلاً من تعزيز الابتكار أو تبسيط العمليات، فولايتها لا تشمل الإبداع أو الابتكار، مما يترك مساحة ضيقة للتفكير الريادي أو الحلول التي يمكن أن تمكّن المؤسسات الصغيرة.
يدعو المجلس الدولي للأعمال الصغيرة جميع الحكومات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتقليل البيروقراطية والقضاء على التعقيدات غير الضرورية أمام المؤسسات الصغيرة، التحديات التي يواجهها رواد الأعمال اليوم تتعلق بأكثر من مجرد الرقمنة؛ فعلى الرغم من أن الأنظمة الرقمية تعد بالكفاءة، فإنها غالباً ما تضيف تعقيداً بدل أن تخفّف منه، يجب على الحكومات أن تتجاوز الحلول السطحية وتعالج جذر المشكلة: الخطوات المفرطة، والعمليات المكررة، والوظائف القديمة التي تعيق تقدم المؤسسات.
لم يعد القول ببساطة “التحول الرقمي” يكفي لتبسيط العمليات، فالعديد من المنصات الرقمية تكرر نفس الكفاءات البيروقراطية بالطريقة الافتراضية، مما يجعل رواد الأعمال أسرى لأنظمة معقدة تفوق سابقاتها اليدوية، ما تحتاجه المؤسسات الصغيرة ليس مجرد رقمنة، بل تبسيطًا حقيقياً، يجب على الحكومات إعادة تقييم أطرها التنظيمية وإزالة الخطوات التي لم تعد تخدم هدفًا مفيدًا، عليها أن تعطي الأولوية للوضوح والكفاءة، والتركيز على تعزيز الابتكار بدلاً من فرض رقابة مفرطة.
الرسالة واضحة: لا نحتاج مزيداً من التحكم؛ نحتاج مزيداً من الإبداع، لنعطِ روّاد الأعمال هذه الأدوار، ولنشاهد كيف سيتقدّم الوضع، مستقبل الأعمال يتطلب ذلك.
رئيس ومدير عام المجلس الدولي للأعمال الصغيرة ونائب رئيس قسم الإدارة، كلية إدارة الأعمال، جامعة جورج واشنطن.*
بوابة سينجاب