قال الرئيس التركي، طيب أردوغان، أمس الجمعة إنه سيجري مباحثات مع محافظ البنك المركزي إردم باسجي ونائب رئيس الوزراء علي باباجان بعد هبوط العملة الليرة إلى مستويات قياسية.
وقال أردوغان، الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في العاصمة أنقرة، أن هبوط الليرة من صنع «جماعة ضغط أسعار الفائدة» وهي جماعة غير محددة كان قد اتهمها بمحاولة تخريب اقتصاد تركيا عن طريق أسعار الفائدة.
وأضاف «هذا هو العمل المعروف لجماعة ضغط أسعار الفائدة وأحدث التطورات ترجع تماما إلى تحركات الدولار مقابل اليورو. ومن يستثمرون بكثافة في الدولار قد ينتهي بهم الحال وقد تقطعت بهم السبل.»
وقال ان باسجي وباباجان طلبا المحادثات معه وانهم سيلتقون بعد عودة باباجان من نيويورك. وكان باباجان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ووزير المالية محمد شيمشك يعقدون اجتماعات مع المستثمرين في نيويورك خلال اليومين الماضيين.
وقال داود أوغلو للصحافيين بعد الاجتماعات في نيويورك انه ناقش ضعف الليرة مع باسجي، وانه سيتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمعالجة المسألة إذا اقتضت الضرورة.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي، احمد داود اوغلو، أمس الأول ان البنك المركزي التركي يتخذ قراراته بطريقة مستقلة، وذلك في اعقاب انتقادات من الرئيس رجب طيب اردوغان اثارت توترات في الاسواق ودفعت الليرة للهبوط.
وقال داود اوغلو في بث مصور عبر الإنترنت من مجلس الشؤون الخارجية في نيويورك «البنك المركزي مستقل ويتخذه قراراته بنفسه. في نهاية المطاف فإن أداء البنك المركزي وأداء السياسة النقدية هما جزء من الاداء الاقتصادي العام.»
ويزور داود اوغلو نيويورك للاجتماع مع مصرفيين ومستثمرين، برفقة نائب رئيس الوزراء علي باباجان ووزير المالية محمد شيمشك، في مسعى لتهدئة توترات المستثمرين في نيويورك الذين يستحوذون على أكثر من خمس المؤشر الرئيسي للأسهم التركية.
ويشعر المستثمرون بقلق بشان مطالب اردوغان المتكررة بانه يجب على البنك المركزي التركي -الذي يكافح التضخم وضعف الليرة- ان يقرر تخفيضات اكثر حدة في اسعار الفائدة.
وقال داود أوغلو «البنوك المركزية لا تعمل في فراغ منعزل. انها تمارس وظيفتها وتستخدم ادوات معينة مهمة ايضا لسياسات الحكومة.»
واضاف قائلا «لا حاجة للقلق بشأن التركيبة المؤسسية للاقتصاد التركي. كل المؤسسات تقوم بوظائفها في اطار المعايير المحددة لها. وكما هو الحال في السابق فإننا سننسق هذا وتوجد آليات معينة للتنسيق مع البنك المركزي.»
وفي وقت سابق أبلغ داود اوغلو الصحفيين في نيويورك انه يعتقد ان اجتماعاته مع المستثمرين كانت ناجحة وقال انه تحدث مع محافظ البنك المركزي التركي إردم باشجي بشان ضعف الليرة.
غير ان الأسواق كان لها رأي مختلف كما يبدو. فقد هبطت العملة التركية يوم الخميس حوالي 2 في المئة الي مستوى قياسي منخفض عند 2.6290 ليرة مقابل الدولار، ما دفع مصادر في السوق إلى القول ان الاجتماعات التي عقدها المسؤولون الأتراك مع مستثمرين في نيويورك شيئا لتبديد المخاوف ومشاعر اللقلق المتزايدة بشأن الصراع بين الرئيس طيب اردوغان والبنك المركزي ومستقبل الفريق الاقتصادي لحكومة أنقرة.
وتراجع مؤشر بورصة اسطنبول الرئيسي للأوراق المالية عند الإغلاق 1.57 في المئة مقارنة مع هبوط مؤشر الأسواق الناشئة 0.11 في المئة.
وسعى رئيس الوزراء التركي وفريقه الاقتصادي الزائر تهدئة قلق المستثمرين في نيويورك – الذين يهيمنون على أكثر من خمس مؤشر الأسهم الرئيسي التركي – غير أنه يبدو أن تلك الجهود لم تحدث أثرا فوريا.
وقال في مؤتمر صحافي أمس الأول «اعتقد ان المحادثات كانت ناجحة للغاية… وكانت التعليقات مشجعة جدا». وأضاف أن ضعف الليرة يرجع إلى صعود الدولار مقابل العملات الرئيسية على مستوى العالم.
واضاف قوله «لا يجوز ربطه حصريا بالمناقشات الدائرة في تركيا. كل مؤسساتنا تتخذ التدابير اللازمة فيما يتصل بصعود الدولار.»
وهون داود أوغلو من شأن الحديث عن ضغوط سياسية عندما سئل بشأن الموضوع خلال غداء أقامته بنك «ولدمان ساكس» في نيويورك يوم الأربعاء النماضي وقال إن دولا أخرى تنتقد بنوكها المركزية وذلك وفق ما نقله عنه مستثمر حضر الاجتماع.