يبلغ حجم الأموال المتداولة على مستوى العالم بنحو 60 تريليون دولار أمريكي، أما عدد سكان هذا الكوكب فيقدر بـ 8 مليارات شخص، والتريليون يعادل ألف مليار، وإذا افترضنا أن هذه الثروة سوف يتم توزيعها بالتعادل على سكان الكوكب فإن نصيب كل فرد سيكون 7500 دولار.
وبالطبع، من الواضح أن هذا الرقم يبتعد كثيرًا عن أن يكون أي فرد من سكان الأرض ملياردير، والسؤال الأهم هنا هل يمكن أن يصير هذا المبلغ وخلال دورة بشرية واحدة مليار دولار للفرد الواحد؟.
إذا اعتبرنا أن الاقتصاد العالمي ينمو بنسبة قدرها 3% كل عام، فإن بعد 80 عام، سوف يصبح دخل كل فرد قد ارتفع إلى نحو 80 ألف دولار، ولكننا مازالنا أيضًا بعيد جدًا عن المليار، وهذا يعني أن تحول جميع سكان الكوكب إلى مليارديرات أمر مستحيل خلال دورة بشرية واحدة، بل إنه في الحقيقة درب من الخيال، فنسبة تحقيق هذا الأمر صفر %.
ومعنى ذلك، أنه بحسب توزيع الثروة إذا كان من أحد ينتظر ذلك، فلن يصبح أي فرد من سكان الأرض ملياردير أبدًا، وبالتالي حتى يستطيع أي فرد تحقيق هذا الحلم "أن يصبح ملياردير" يجب أن يخسر أفراد آخرون في المقابل.
فالنمو الطبيعي للاقتصاد العالمي، لن يجعل أي من سكانها ملياردير، لذا ففي الوقت الذي يصعد فيه أحد الأفراد ويصبح ملياردير، هناك 133 ألف شخص من سكان الكوكب سيصبحون من الفقراء بشكل مباشر أو غير مباشر.
إذا افترضنا أن ثروة كل فرد سوف تزيد بنسبة 3% كل عام، فإن الوصول إلى فئة الملياردير تحتاج إلى معجزة، وجهد كبير والكثير من العمل الشاق والإبداع، وربما تفعل كل ذلك ولا تصل إلى هذه الفئة، وستظل الطريقة الوحيدة لتحقيق النمو الطبيعي، هو الربح على حساب خسارة الآخرين.
وهذا هو التفسير المنطقي للتفاوت الشديد في الثروة، ففي الوقت الذي يواصل فيه مليارديرات العالم إضافة المزيد من مليارات الدولارات إلى صافي ثرواتهم كل عام، فإن هناك أفراد آخرون يخسرون أموالهم، وأفراد آخرون يعانون من الفقر والجوع.
Investing.com



