اقتصاد يمني نُشر

القاهرة : المعرض الدولي للكتاب الـ42 .. إقبال محدود والأسعار تجعله نزهة عائلية

عندما تقترب بخطوات قدميك إلى بوابة معرض الكتاب الدولي للكتاب في دورتها ألـ 42 في القاهرة خلال الفترة 28 يناير إلى 31 فبراير .. تجد كل شيء مختلفاً عما كان علية بالسنوات الماضية ؛ فزحمة الجمهور على البوابة لم تعد موجودة كعادتها .. بالرغم أن تنظيمه هذا العام أفضل بكثير من السنوات السابقة.
فعند الدخول تقوم تواجه برشورا عليه المخطط العام للمعرض ، وأرقام الصالات وتخصصاتها ، وهذا لم يكن موجود من قبل .. الآن ونحن داخل المعرض قلة الزوار تثير الدهشة .. فلا نعلم أن السبب هو كان وصولنا مبكراً "الساعة الحادية عشر صباحاً " ..؟ ، أم أن زيارتنا تزامنت في اليوم التي كانت على موعد "مباراة مصر وغانا 31 يناير..؟ ، أم أختبارات طلاب المدارس والجامعات كانت هي سببا لتزامنها مع الافتتاح ..؟
يقول بعض الزوار وممن اصطحبتهن معي لزيارة المعرض أن من أسباب ركوده هذا العام وفقدان بريقه المعتاد علية هي الحالة الاقتصادية التي يعانيها المواطن البسيط ومصاريف إمتحانات أولاده ، يجعله يتراجع عن زيارة المعرض .
الأسر التي قامت بزيارته.. تكتفي بجعله نزهة لأبنائها ، وشراء بعض الحاجات البسيطة التي لم تتجاوز الخمس جنيهات .. أيضا ثقافة القراءه باتت معدومة بالمجتمعات العربية ..نذهب الآن لأجواء المعرض والتركيز على بعض الجوانب كي توضح الصورة لدينا فإلي المعرض ..
وعند دخولك أول قاعه تلاحظ الهدوء يعم عليها لوجود قليل من الزوار .
حيث قال البعض ممن التقيت بهم هناك معلقا على دورة هذا العام : الكتب كثيرة .. لكن القليل منها هو الإصدرات الحديثة .. وكثافة القديمة .. أو ما هو معاد طبعتها مرة أخري..
وتقول بعض الفتيات : الجميل في المعرض هو أن الأطفال كان لهم نصيبا كبيرا من إصدارات الكتب المختلفة ، وأيضاً ربة البيت والتي تتمثل بإصدارات كتب الطعام بمختلف الأحجام والأشكال لطباخيين عالميين وعرب كان موجودا ومتوفرا بمعظم الصالات والقاعات .

سعر الكتب والموسم
المشكلة لدى الزوار لم تكن بوجود الكتب من عدمها فالمشكلة لديه هو أسعار الكتب فأسعارها لم تكن بالقليلة فأقل كتاب قيم يتعدي العشرون جنيها فما فوق ، وتقتصر الأسعار التي تعد قليلة على الكتب الصغيرة مثل ديوان أو رواية صغيرة أو كتاب أدعية التي يصل سعرها إلى 10 جنيهات فما فوق ، فكلا الحالتين الكتب سعرها عالي على المواطن البسيط .
فعند توجهنا لأحد العاملين بأحد دور النشر وسؤاله .. هل عدد زوار المعرض هذا العام كثير ..وهل نسبة المبيعات ببداية المعرض جيدة .. ؟
فقال : المعرض هذا العام زواره قليل ؛ ومن يأتي ومعه أبناؤه يريد بخمس جنيهات يشتري لأبنه أكثر من شىء
فيشتري مثلاً بوستر و كتاب تلوين صغير وبعض صور الأطفال ويكتفي بدفع الخمس جنيهات فقط .
وواصل كلامه ووجه يعبر عن حالته تجاه حاله الشراء من قبل الزوار ؛ وقال : الاختبارات بالمدارس والمواسم
أثرت على حال المعرض أيضاً الحاله الإقتصادية للأسر ضعيفة وهذا بلا شك أنعكس على حركة الشراء .
فغلو الأسعار لم يقتصر على كتب الأطفال فقط بل شمل كتب الطبخ التي تحتاج إليها ربة المنزل ، فأقل كتاب طبخ وصل إلي خمسون جنيهاً ليصل بالتدرج إلى 160 جنيهاً فما فوق ؛ وهذا طبعاً غالي ولا يتناسب مع ميزانية ربه المنزل كي تقبل على شرائه ، فتكتفي بالتصفح السريع له بالمعرض ووضعه مكانه مرة أخري .

وتقول الآنسة فاطمة الزهراء محاسبة بشركة مقاولات مصرية :الكتب غالية هذا العام والمعرض ميت ولا يوجد إقبال من الناس ، فالزوار كما شاهدت ولاحظت أصحاب المكتبات ومن لهم اختصاصات معينة ويشترون الكتب التي تساعدهم في أبحاثهم ، أما باقي الجمهور أتخذ المعرض كنزهة له ولأفراد عائلته ..

فئة الجمهور بالمعرض..
أقتصر زوار المعرض بقاعات ودور نشر الكتب الثقافية والسياسية والعلمية ؛ على فئة الجمهور المثقف الذي وجد من المعرض فرصة كي يحصل على الكتب التي بحاجة إليها في عملة وبحثة ..إلخ .
أيضاً أسعار الكتب لم تكن أقل من نظائرها بل تزيد أضعاف سعرها ؛ لكن الحاجة تجبر الزائر على شرائها متناسياً سعرها ، لكنه يعتمد في شرائه على أولويه حاجتة من الكتب ، كي لا يصدم عن دفع فاتورة الكتب .
أصحاب المكتبات الدينية والثقافية هم من استغلوا إقامة المعرض وحرصوا على شراء كتب كثيرة لمكاتبهم ، واقتصروا على الكتب الجديدة والمطلوبة بالسوق ، بحسب ما يؤكده منظمي المعرض .

إقبال دولي وتقصير محلي
وعند التجول بدور النشر تجد أن المعرض لم يقتصر على المصريين فقط ، بل يتواجد زوار من دول عربية مختلفة كالسعودية واليمن والإمارات ؛ ذلك إلى وجود زوار أندونسيين وهنود وجنسيات أخرى ، فزوار المعرض كانوا فئات وكل فئة تذهب لغرض شراء معين .
الدين لله والكتب للجميع ..
نعم "فالدين لله والكتب للجميع" هذا الشعار تلاحظة عند تجولك بالمعرض فكانت توجد دور نشر للكتب المسيحية وكانت تقوم بتوزيع بارشورات دعاية لمنتجاتها من الكتب وعروض الخصم ، فالشىء الذي
غريب وليس بالغريب في مصر ؛ هو توزيع عروض الكتب المسيحية لم يتقصر عليهم فقط فكانت توزع
على المسلمين أيضا ً وبأحسن الترحاب الذي يصحبة " تفضل بزيارتنا " .
فالأحداث التي حدثت مؤخراً بنجع حمادي بمصر ؛ لم تؤثر على الوحدة الوطنية التي يتمتع بها شعب
مصر الحبيبة ، فهذة عادة الشعب التي لم يتخلى عنها .

عين على المعرض ..
المعرض هذا العام ضم العديد من الكتب الجديدة ، لبعض الوجوه الشابه التي إندرج أسماؤهم تحت روايات
وكتب نتقد ساخرة لحال البلد والعالم من حوالهم ، فهذا يعد جانب أيجابي وسلبي بنفس الوقت ، فالإجاب منه يكمن عن إظهار مواهب كُتاب جدد بساحة الأدباء والشعراء ، أم الجانب السلبي يكون في طبيعه شعبنا وهو البعد عن الشىء الجديد الذي لا يعرف هل هو جيد أم العكس فذلك ينعكس على شراء الكتب إن لم يكن لها تعريف مسبق للجمهور بجانب الإعلان عنها .
فعلى جانب أخر نجد أن العروض التكنولوجية كان لها وجود ملاحظ داخل المعرض ، كعروض تعلم الإنجليزيه واللغات الأخرى عن طريق شرح وافي لتعليمهم بأسطوانات مرفق معها كتب ، بالإضافة لأسطوانات تعلم الجرافيكس ، وعروض المترجم الناطق بجميع اللغات ، فالعروض كتيره وبالرغم من التخفيضات الكثيره
عليها إلا ويزال سعرها غالي وفوق طاقه المواطن .
فعند النظر إلى صالات العرض ودور النشر بالمعرض تجدها تتدرج بالأسعار حسب كل صاله والمعروض فيها فنجد أعلى القائمة من نصيب دور النشر الكبيرة والمعروفه لدي الزوار ، أما أخر محطة بالأسعار من نصيب
سور الأزبكية فالكتب هناك رخيصة الثمن تناسب جميع الفئات وشرائح المجتمع حيث إحتوائها على الكتب القديمة والجديدة والغالية والرخيصة .
فعند الوقوف على ( الطفطاف ) المواصلة المعروفة بمعرض الكتاب ، فنجد أن غلو الأسعار وضع بصمته علية
أيضاً ،ولكن على الجانب الأخر فتنظيم المعرض خصص باصات مجانية لنقل الزوار داخل المعرض للتجول ثم
توصيلهم عند بوابات المعرض .
الاستراحة بالمعرض تكون بالجلوس بأحد المطاعم والكافيهات فهذا متوافر بالمعرض بما يناسب جميع الفئات
فتنظيم المعرض موفر جميع احتياجات الجمهور بجانب الدواعي الأمنية ، والحرص على راحة الجمهور .

روسيا ضيف المعرض ..
وضيف الشرف لهذه الدورة هي روسيا الاتحادية التي بعد انقطاع دام سنوات طويلة عادت إلى سوق الكتاب في مصر وجاهزة لكسب القارئ العربي. ويتكون الوفد الروسي الذي يترأسه أيغور شيوغوليف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلوماتية الذي وصل القاهرة من أكثر من 100 شخص بينهم المترجم والكاتب والصحفي والناشر يحملون معهم أكثر من 2000 كتاب ومجلد من 50 دار نشر من ضمنها دار النشر الأكاديمية القديمة " ناؤوكا - العلم " التي احتفلت بالذكرى ال 250 لتأسيسها، وأيضا دار نشر " بروسفيشينيا - المعارف " و" فوستوتشنايا ليتيراتورا - الآداب الشرقية " و" ديتسكايا ليتيراتورا - أدب الأطفال " وأيضا قناة " روسيا اليوم " التلفزيونية.

وتتضمن برامج المعرض لقاء مع الأدباء والمثقفين الروس، وطاولة مستديرة مخصصة للادب الروسي وافلام فيديو عن روسيا ودروس في اللغة الروسية للصغار والكبار وحلقات حول أساليب التعليم إضافة إلى لقاءات حول العلاقات الروسية - المصرية.
وتتوسط الجناح الروسي معروضات جمهورية تتارستان التي تعكس حياة شعبها وأعياده وتتحدث الكتب المعروضة والصادرة عن دور النشر في الجمهورية عن مدينة قازان القديمة. كما سيعرض أصحاب الحرف من تتاريتان فنونهم أمام زوار الجناح.
وقال أيغور شيوغوليف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلوماتية الذي يرأس الوفد الروسي ان قسما من المعروضات يكرس لتاريخ العلاقات الروسية ـ المصرية. وذكر أن "البلدين تربطهما عرى صداقة عريقة.
ففي هذه السنة سنحتفل بالذكرى الـ225 لوصول أول سفير روسي إلى مصر". كما يكمل السد العالي في أسوان هذه السنة العام الخمسين لبنائه بمساعدة تقنية ومالية سوفيتية . وحسب بعض المهندسين فان هذا السد من أعظم منشآت عصرنا .
جدير بالذكر أن الرئيس المصري حسني مبارك كان قد أفتتح يوم الخميس 28 يناير "كانون الثاني" في العاصمة المصرية الدورة 42 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
ويعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب من أضخم المعارض في الشرق الأوسط ويأتي بالمرتبة الثانية بعد معرض الكتاب في فرانكفورت بألمانيا.
هذا ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب سنوياً منذ عام 1969 عندما احتفلت العاصمة المصرية بالذكرى الألفية لتأسيسها.
وتهتم السلطات المصرية كثيراً بنجاح المعرض الذي يحظى باهتمام شرائح واسعة من المجتمع.
كما تشارك في دورة هذه السنة 800 دار نشر من 31 بلداً.


 

مواضيع ذات صلة :