لا يزال مصير مدينة عدن في الجنوب اليمني غير محسوم بشكل نهائي، بعد يوم على إعلان حكومة الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي "تحريرها"، والذي أعقبه نفي من قبل مصدر عسكري في وزارة الدفاع أكد فيه أن المعارك لا تزال مستمرة.
في هذا الوقت، ذكر سكان ومسؤولون إن مقاتلين موالين لهادي أيضاً انتزعوا السيطرة على قاعدتين عسكريتين من يد الحوثيين ليل أمس الجمعة، وذلك بعد أيام من تقدم بدأ يحرزه هؤلاء نتيجة دعم جوي وبري مكثف لـ"التحالف" الذي تقوده السعودية، والذي تشارك الإمارات من خلاله بشكل فعال في ما أطلق عليه عملية "السهم الذهبي" في عدن.
وفي هذا السياق، برزت إفادات لسكان وتصريح لديبلوماسي غربي رفيع المستوى لصحيفة "وول ستريت جورنال" تؤكد مشاركة عناصر تنظيم "القاعدة" بشكل كبير وعلني في معارك عدن، ما يفتح باب التساؤلات مجدداً حول جهود واشنطن لمحاربة الإرهاب في اليمن.
وسيطرت القوات اليمنية المدعومة من السعودية، بمساندة ضربات جوية مكثفة، على قاعدة عسكرية في محافظة لحج، شمالي مدينة لحج الساحلية، وعلى مقر الفرقة المدرعة 117 في محافظة شبوة الشرقية، والواقعة على بعد نحو 230 كيلومتراً، وذلك بحسب ما أفاد سكان لوكالة "رويترز".
من جهتهم، قال مسؤولون في القوات المناهضة للحوثيين إنه "جرى التخطيط للهجوم منذ أسابيع"، وإنهم انتفعوا "من التدريب وإمدادات الأسلحة من السعودية والإمارات".
من جهة أخرى، قال سكان إن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية الموالية لجماعة "أنصار الله" حاولوا إعادة تنظيم صفوفهم والسيطرة من جديد على الأطراف الشمالية لمدينة عدن أمس، وأطلقوا صواريخ على حي خور مكسر.
أما القوات الموالية لهادي، فقالت من جهتها، إنه "جرى صد الهجوم"، مشيرة إلى "ضربات جوية تجري حالياً لاستعادة السيطرة على قاعدة العند الجوية"، وهي واحدة من أكبر القواعد في اليمن، وتقع على بعد 60 كيلومتراً شمالي عدن.
من جهته، نفى مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية صحة تقدم قوات هادي في مدينة عدن .
وأكد المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن "تلك الهالة الإعلامية التي يختلقها العدوان تأتي في إطار الحرب النفسية ومحاولة منه لتعزيز الروح المنهزمة لدى عناصره ومرتزقته".
وأضاف المصدر إن الجيش واللجان الشعبية "يكبدون تلك العناصر خسائر كبيرة ويحاصرونها في جولة المطار، كما قام الجيش بصد هجماتهم على منطقة التواهي، وتمكن من احراق العديد من اﻵليات واغتنام البعض اﻵخر من تلك اﻵليات التي وصلت اليهم مؤخرا من اﻹمارات، فيما تجري المواجهات حالياً في خور مكسر وقرية العريش ومحيط المطار لتسقط مزاعم السيطرة الكاملة على محافظة عدن".
وفي سياق متصل، وبعدما كانت مصادر تحدثت أمس الأول عن وصول وزراء من حكومة هادي إلى عدن، فيما نفى مصدر محلي ذلك، حسم وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الحذيفي اليوم، الجدل في هذا الشأن، إذ أعلن وصول وزراء يمنيين من السعودية إلى عدن " ليل أمس"، أي غداة إعلان الحكومة "تحريرها".
وقال الحذيفي "لقد وصلنا ليلة أمس"، مضيفا أن وزير النقل بدر باسلمة كان برفقته أيضاً عدد من المسؤولين الأمنيين، من دون أن يوضح كيفية وصول الوفد إلى عدن.
وقال الوزير إن الحوثيين "طردوا من عدن باستثناء بعض المجموعات المحاصرة التي ترفض الاستسلام".
إلى ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن ديبلوماسي غربي رفيع قوله إن القوات المدعومة من السعودية تستعين بمسلحي "القاعدة في الجزيرة العربية" في حربها ضد الحوثيين، وهؤلاء يقومون بالإستفادة جيداً من الفوضى في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن سكان في عدن تأكيدهم ان مسلحي "القاعدة" احتفلوا بالتقدم في المدن "جنباً إلى جنب" المسلحين الموالين لهادي، ولكن الصحيفة أشارت إلى انه لا يعرف أي المناطق التي شارك أو يشارك "القاعدة" تحديداً في معاركها.
واعتبرت الصحيفة أن عدن ليست "الإنتصار" الأول لـ"القاعدة"، مذكرة بسقوط مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في شهر نيسان الماضي في يد التنظيم المتطرف.
("موقع السفير"، رويترز، "سبا")