ويُعد ذلك تذكيرًا واضحًا بوجود فجوة محتملة بين الصورة الاقتصادية العامة وما يشعر به الأفراد في حياتهم اليومية، لكن في ظل توقع معظم الاستراتيجيين استمرار الأوضاع الإيجابية في 2026، فإن ذلك يفتح المجال لتحليل العوامل الكبرى التي يُنتظر أن تدعم اقتصادًا وسوق أسهم يتمتعان بأوضاع جيدة نسبيًا.
وأعرب روب هاوورث، المدير الأول لاستراتيجية الاستثمار لدى "يو إس بنك"، عن تفاؤله حيال عام 2026، مشيراً إلى أن هناك مخاطر يجب مراقبتها، مرجحاً قدرة السوق والاقتصاد على تكرار النجاحات التي تحققت خلال العامين الماضيين.
هل سيرتفع سوق الأسهم في 2026؟
يتوقع معظم المحللين أداءً إيجابيًا لسوق الأسهم خلال العام المقبل، مدعومًا بالإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، بالإضافة إلى الحوافز الضريبية.
ويرجح استراتيجيو "دويتشه بنك" أن ينهي مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عام 2026 عند مستوى 8000 نقطة، أي بارتفاع يقارب 18% مقارنة بإغلاقه عند نحو 6737 نقطة في السابع عشر من ديسمبر/كانون الأول، في حين يرى "مورجان ستانلي" ارتفاعًا بنسبة 14%، وتشير توقعات "إل بي إل فايننشال" إلى مستوى يتراوح بين 7300 و7400 نقطة، أي زيادة تقارب 8% فقط.
ما تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد؟
يراقب المستثمرون المحترفون تطورات الذكاء الاصطناعي بحذر، إذ يرى محللو "فانجارد" أن هذه المرحلة من دورة الاستثمار، التي يُرجح أن تمتد بين ثلاث إلى خمس سنوات، ستكون سلاحًا ذا حدين، فمن ناحية، ستدفع الاقتصاد إلى استبدال الأدوات القديمة بأخرى جديدة، لكنها من ناحية أخرى ستخلق بيئة استثمارية أكثر تشدداً، حيث يصعب على المستثمرين تجنب المخاطر".
إذ يقول تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين لدى "أبولو"، إن معظم أداء سوق الأسهم خلال السنوات القليلة الماضية تركز في سبع شركات عالية النمو، وهي: "ألفابت"، و"أمازون"، و"آبل"، و"ميتا"، و"مايكروسوفت"، و"إنفيديا"، و"تسلا".
ويرى العديد من المحللين أن هذا التركّز يثير القلق، إلا أن فريق "دويتشه بنك" يتوقع تباطؤ نمو أرباح شركات التكنولوجيا، مقابل تسارع نمو أرباح بقية شركات مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
أي الأسهم قد تحقق أداءً جيدًا في 2026؟
بدأ المستثمرون مؤخرًا في توجيه اهتمام أكبر نحو شركات القطاع الصناعي مثل "جنرال إلكتريك" و"أر تي إكس كورب"، والتي يُتوقع أن تستفيد من طفرة الذكاء الاصطناعي، بحسب هاوورث.
ورفعت "ترويست ويلث" تصنيف القطاع الصناعي، كما لا تزال متفائلة بقطاع تكنولوجيا المعلومات، الذي يضم أسهم "السبعة الكبار".
أما "جولدمان ساكس"، فيتبنى رؤية أوسع، إذ يوصي بتنويع الاستثمارات خارج الولايات المتحدة، لا سيما في الأسواق الناشئة مثل البرازيل والهند والصين، إلى جانب التنويع عبر القطاعات المختلفة.
الاستمرار في الاستثمار
ويؤكد "جولدمان ساكس" بضرورة الاستمرار في الاستثمار، إذ تواجه الأسواق المالية تقلباً بعد الوقت، فقد تراجعت الأسهم والسندات بقوة عندما أعلنت الإدارة الأمريكية فرض الرسوم الجمركية في أبريل/نيسان، لكنها سرعان ما تعافت لاحقًا، وغالبًا ما يحقق المستثمرون الذين يلتزمون بالاستثمار طويل الأجل نتائج أفضل.
مباشر- أحمد سليمان


