اكدت مناقشات منتدى القيادات النسائية العربية اهمية الحاجة الى ازالة كافة العوائق التي تحول دون تمكين المرأة من الوصول إلى المناصب القيادية العليا وخاصة بالنسبة الى مجالس ادارات الشركات.
واشار المشاركون في جلسات اليوم الثاني الى سبل دعم المرأة في الحصول على حقوقها الطبيعية في تولي القيادة وفي حصولها على النسبة اللائقة في مجالس إدارة الشركات، ودور مالك الشركة في ذلك خاصة في الشركات العائلية مؤكدين اهمية التوازن في مجلس الإدارة بين الأجيال والأنواع كضرورة لنجاح الشركة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لها.
وناقشت الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمنتدى والتي ادارتها ديانا حمادة موضوع الشركات العائلية ومجالس الإدارة وكيفية تنشئة الجيل القادم من رواد الأعمال حيث تعتبر الشركات العائلية من الدعائم الأساسيّة لقطاع الأعمال في منطقة الخليج العربي رغم أنها في معظمها شركات غير مدرجة. وهل تتيح الشركات العائلية المجال لتعليم وتنشئة الجيل القادم من رواد الأعمال بما يتيح لهم تلبية احتياجات ومتطلبات هذه الشركات.
واستعرضت الجلسة الاستراتيجيات التي توظفها الشركات العائلية من أجل تنشئة الجيل القادم من رواد الأعمال ولاسيما السيدات، إضافة إلى فهم الديناميكيات العائلية وعملية اتخاذ القرار بغية تحقيق النمو والنجاح المتواصل خلال العقد المقبل لتصبح في مصاف الشركات العائلية العريقة.
وتحدث فيها كل من محيي الدين بن هندي، الرئيس والمدير التنفيذي في مجموعة "ابن هندي" بدبي، وسارة عايد العايد، الشريك المؤسس للشركة الإبداعية (تراكس)، وليوناردو بيكلار، مستشار رئيس في "معهد مدراء».
تطوير المهارت لافراد العائلة
واكد ابن هندي أن الاستعانة بأفراد من العائلة ضرورة يفرضها الأخذ بأسباب الإدارة الناجحة واستشهد بالقول المأثور "ما حك جلدك مثل ظفرك" وأضاف أن عامل الثقة مهم في أعضاء مجلس إدارة الشركة وفي من يديرها، وما من ثقة أكثر من الثقة في فرد من العائلة ولا يعتمد أمر الاختيار على العواطف لكن على التعليم والخبرة ويؤكد أنه ترك الخيار لابنته وكان قرارها أن تخوض التجربة وتتحمل المسؤولية دون أي تأثير منه أو من أي شخص آخر من أفراد العائلة.
واشارت مي مخزومي رئيس مؤسسة مخزومي وعضو مجلس إدارة مجموعة المستقبل القابضة بلبنان وهي عضو في المؤسسة التي يديرها زوجها إلى أن العائلة وحدها هي من تختار الشخص الذي يجب الاستعانة به، ولا بد للعائلة من أن تجتذب أشخاصاً من خارجها، واضافت أن هناك أعضاء غير مسجلين ولكنهم يشتركون في الميراث، ولا بد لهؤلاء أن يتعرفوا على طبيعة العمل في الشركة، حتى في حياة الوالد، وليس من المنطقي الاستفادة من الأرباح دون أية مشاركات.
واضافت مخزومي: "اختارت عائلتي تبني موضوع تنظيم العلاقات بين أفرادها، وهناك مقولة إن الجيل الأول يؤسس الشركة والثاني يحافظ عليها والثالث يبددها، لذلك أرى أهمية تعليم الجيل الشاب معايير وتاريخ العائلة واختيار من يملك مواهب القيادة ثم تأهيله للعمل". وبصرف النظر عن حجم الشركة فإن مجالس الإدارة تحتاج إلى التنوع.
يقول ليوناردو بيكلار إن هناك نوعين من الحوكمة، نوع يتعلق بالشركات بشكل عام والآخر يتعلق بحوكمة الشركات العائلية، وفي النوع الثاني لا بد من أن تبدأ الأمور بثقافة العائلة ومجلس إدارة العائلة الذي يتخذ القرارت وعندما تنمو الشركة عالمياً يحتاج الأمر للخبرة في مجلس الإدارة.
وعن تجربتها مع الشركات العائلية أشارت سارة العايد إلى قيامها بإدارة المؤسسة بالتعاون مع شقيقها وهما يمثلان الجيل الثالث لهذه المؤسسة، وتضيف أنها حصلت وأشقاؤها على القدر اللازم من التعليم ولم يكن هناك حوكمة في العائلة لدى تأسيس هذه المؤسسة، وبالعمل مع أخيها استطاعا الحفاظ على النجاح، وتؤكد أن الأمر يتضمن مغامرة ولكنها تستمتع بالعمل وقد تحولت المؤسسة من مكتب صغير إلى فروع عديدة وانضم إليهما مستثمرون ولديهم حالياً مكاتب في السعودية ولبنان وفي عدة دول بالمنطقة، وتؤكد سارة العايد على أهمية المجالس العائلية، كما تشير إلى أن عوامل التربية والتنشئة لها ولشقيقها تؤكد على أنه لا شيء يعيق المرأة ولا فارق بين الرجل والمرأة.
يقول ليوناردو بيكلار، مستشار رئيس في "معهد مدراء": "تفاجأت بنشاط المرأة في منطقة الخليج ولكن أتساءل هل هناك هيكل عام يحكم الأمر أم أنه أمر مؤقت؟ وهل يتم تعليم الجيل الثالث مبادئ القيادة؟ ليس من الضروري أن يكون مديراً ولكن لا بد من ممثل للمالك في الشركة، وإذا تم توزيع المهام والخبرات سيكون ذلك جيداً".
مؤسسات تسيطر عليها النساء
وتشير سارة العايد إلى أنه عندما بدأت العمل لم تكن تعلم المزيد عن حوكمة الشركات وتعتقد أن الأمر لا بد من أن يتم من بداية التأسيس لأن المؤسس لديه رؤية ولا بد من أن العائلة ومجلس الإدارة يعملان معاً، كما أشارت لأهمية التنوع بين الرجال والنساء وذكرت أن مؤسستها تضم أكثر من 60% من السيدات ولكن أوضحت الحاجة إلى الموظفين الرجال أيضاً ووجود السيدات في المجلس يضيفون إلى المؤسسة أو الشركة.
وكان المنتدى على مدار الجلستين الثانية والثالثة واللتين عقدتا أول من أمس الاثنين ناقشتا معايير الحوكمة والمردود الاقتصادي لزيادة تواجد المرأة في مجالس الإدارة ومدى نجاح وجود مجلس إدارة متنوع بين الأجيال وبين الأنواع أي الذكور والإناث.
وكانت الجلسة الثانية من منتدى القيادات النسائية العربية الثالث بعنوان "الوضع الحالي لحوكمة مجالس الإدارة وأهمية التنوع" وناقشت دور الشركات في إدراك أهمية اعتماد معايير الحوكمة الرشيدة لتعزيز قيمة المساهمين وأصحاب المصلحة. وناقشت جوانب تطور حوكمة الشركات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما تطرقت إلى مسألة تطوير المواهب في مجلس الإدارة باعتبار أنها تشكل أحد التحديات الرئيسية في تنفيذ صيغة عمليّة وقانونيّة لمبادئ الحوكمة، فضلاً عن إظهار أهمية المساواة بين الجنسين في مجالس الإدارة بما يتيح فهم وإبراز المتطلبات الخاصة بمحفظة متنوعة من المساهمين وأصحاب المصلحة المعنيين.
وجاءت الجلسة في شكل مناقشات بين الضيوف برئاسة ليوناردو بيكلار، وشارك فيها مريم السويدي، نائب الرئيس التنفيذي في قسم الترخيص والإشراف والتنفيذ في "هيئة الأوراق والسلع المالية" في دولة الإمارات العربية المتحدة وماك يوون تين، الأستاذ المشارك والمدير المؤسس السابق لـــ"مركز التقارير المالية والحوكمة" في الجامعة الوطنية لكلية إدارة الأعمال بسنغافورة ولطيفة البيماني خبير حوكمة الشركات، مركز عمان لحوكمة الشركات.
وناقش المشاركون مدى نجاح وجود مجلس إدارة متنوع بين الأجيال وضرورة وجود مجلس جماعي يشترك أعضاؤه بعضهم البعض في صناعة القرار، وأشار المشاركون إلى أهمية وجود فريق عمل يضم محاسبا ومحاميا وشبكات مختلفة تشمل أعضاء التنوع النوعي حيث لا بد من أن يكون التنوع موجوداً سواء على مستوى الرجال والنساء أو على مستوى الأجيال.
منصة خليجية لتنمية المهارات النسائية
اكد مشاركون في منتدى القيادات النسائية العربية اهمية المنصة التي انشاتها دول الخليج لتأهيل وتنمية المهارت النسائية القيادية . وحاول المشاركون في جلسة الأمس، وضع رؤية تتعلق بحوكمة الشركات تنطلق من التوازن بين رغبات أصحاب الشركات في تعيين أعضاء في مجلس الإدارة وبين موقع الشركة ومصلحتها العامة انطلاقاً من النماذج الموجودة على أرض الواقع، واشاروا إلى وجود فجوة في ما يتعلق بإدارة الشركات لأن المالك يتحكم في من يشارك في مجلس الإدارة. وأكد المشاركون على ضرورة التواصل بين الأجيال واحترام رأي كبار السن ولكن في الوقت نفسه علينا أن نضع الفرصة كاملة أمام الأجيال الجديدة لتحقيق التنوع الحقيقي.
ووضع المشاركون تعريفاً للمدير المستقل يعتمد على اقتصار دور هذا المدير على الإدارة فقط دون أن يكون شريكاً في رأس المال أو مساهماً بأي صورة من الصور، وأكد المشاركون في الجلسة على أن الوصول إلى نتائج بناءة وإيجابية في موضوع التنوع في مجلس الإدارة يحتاج إلى المناقشات الواضحة والشفافة بين الأطراف المعنية، وأشاروا إلى أن تحقيق التوازن في مجال الإدارة لا يستلزم الاختيار بين أشخاص مستقلين ولكن بلا كفاءة أو على العكس من ذلك الأشخاص ذوو الكفاءة ولكن ليسوا مستقلين، لأن هذا الاختيار غير صائب، لا بد من اختيار المدير صاحب الخبرة والمستقل في نفس الوقت.
وأوصى المشاركون بضرورة اختيار العائلة لمديرين مستقلين لأنهم يحققون إضافات للشركة ولا بد من وجود مجلس إدارة فعال حتى ولو كان من خارج العائلة، وهنا لا بد ايضاً من مراعاة التنوع السكاني في الاختيار، فالخبرة تحل مشكلة تضارب المصالح حتى إذا حدث ذلك التضارب بين أفراد العائلة الواحدة.
وتطرقت الجلسة إلى كيفية تأثير التوازن على عمل مجلس الإدارة حيث قالت لطيفة البيماني إنه يجب ضمان أن جميع حملة الأسهم ممثلون في المجلس وبالتالي لا بد من وجود هؤلاء للعمل جنباً إلى جنب مع المديرين لضمان أفضل النتائج.
وأثير موضوع وسائل جذب النساء إلى عضوية مجلس الإدارة، وانتقالهن من العمل في القطاع الخاص إلى القطاع العام وكيفية ضمان مشاركاتهن في الأعمال القيادية حتى في الشركات العائلية، وفي النهاية رأى المشاركون أن الأمر يرتبط بالمساحة التي يتيحها رئيس مجلس الإدارة لإبداء الرأي للأعضاء ويتساوى في ذلك الرجال والنساء.
وقال ماك يوون تين الأستاذ المشارك والمدير المؤسس السابق لـــ"مركز التقارير المالية والحوكمة" في الجامعة الوطنية لكلية إدارة الأعمال بسنغافورة إن مستوى التعليم على مستوى النساء مرتفع في سنغافورة حيث تخرجت النساء في الجامعات من فروع القانون وإدارة الأعمال ويقدن بالفعل العديد من الشركات الكبرى.
جاءت الجلسة الثالثة من منتدى القيادات النسائية العربية في يومه الأول تحت عنوان "الدور القيادي للكوادر النسائيّة في القطاع العام والمنظمات غير الربحية يفتح الأبواب أمام مزيد من الفرص الواعدة" وناقشت الجلسة المنصة التي أنشأتها دول مجلس التعاون الخليجي لتنمية المهارات النسائيّة القيادية، وخصوصاً عند تعيين المرشحة المناسبة لتولي مناصب قيادية في القطاع العام وضمن المنظمات غير الربحية. ومع تولي مزيد من السيدات لمناصب مرتبطة بصنع القرار، اهتمت الجلسة بتقديم أبرز الخطوات الواجب اتخاذها لتعزيز الأدوار القيادية النسائيّة الحالية بغية تحقيق عضوية فاعلة في مجالس الإدارة.
رأست الجلسة منى محمد فكري، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في شركة "تيكوم للاستثمارات" بدبي، وتحدث فيها كل من د. عبدالله العبدالقادر، المدير التنفيذي المؤسس في معهد مجلس إدارة الخليج (GCC BDI) في المملكة العربية السعودية وعائشة عبدالله ميران، مساعد الأمين العام ومديرة قطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في المجلس التنفيذي بدبي، وأميرة بن كرم، رئيس اللجنة التنفيذية في "مجلس سيدات أعمال الشارقة".
وأشارت عائشة عبدالله ميران خلال الجلسة إلى دراسة أُجريت في منطقة الخليج لمعرفة مدى تباين الآراء حول موضوع الدور الاجتماعي المنتظر من المرأة وهل ينحصر فقط في مجال العمل الأسري ورعاية الأطفال، فأوضحت هذه الدراسة أن 59% من الرجال يرون أن دور المرأة ينحصر في العمل العائلي فقط بينما تبين أن 22% من النساء يؤيدن هذه الفكرة، أيضاً تناولت الدراسة الإجابة عن تساؤل هو هل تحقق الوظيفة للمرأة الاستقلال المادي والمعنوي عن الرجل، وجاءت النتيجة لتؤكد أن 71% من السيدات يرين أن الوظيفة بالفعل تحقق هذا الاستقلال بينما أكد 46% من الرجال ضرورة تحقيق المساواة بشكل عام بين الجنسين وأوضحت الدراسة أن 76% من النساء يؤيدن ذلك.
وأشار د. العبد القادر إلى تحول الإدارة أثناء الأزمة المادية عام 2008 إلى إدارة مخاطر والعمل على مراقبتها، مما يلقي بالمزيد من الأعباء على أعضاء مجالس الإدارة ويعني كذلك أهمية أن يتحلى هؤلاء الأعضاء بالمهارات اللازمة لهذا الموقع، وعضو مجلس الإدارة بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو سنه يجب أن يكون ملتزماً ويتحلى بالقدرة على القيام بالدور الموكل إليه.
البيان دبي