
ففي الوقت الذي يعاني فيه اكثر من 48% من سكان مصر من سوء التغذية فإن تقريرا رسميا عن الجهاز القومي للاتصالات يشير الى أن عدد المشتركين فى شبكات الهاتف الجوال قد وصل الى 50 مليون زبون انفقوا زهاء 9 مليارات جنيه على المكالمات الهاتفية خلال ثلاثة اشهر فقط، أي ما يعادل مليارا و 600 مليونِ دولار.
اذن، باتت كلمة "الو" تتقدم على الخبز احيانا لدى كثير من المصريين. فقد شكل هذا التقرير صدمةً اذا ما اخذنا بعين الاعتبار تزايد اعداد العاطلين عن العمل في مصر ووصول نسبة البطالةِ الى 10%.
وهذا تناقض جعل البعض يرى أن الوقت قد حان لتغيير النمط الاستهلاكي فى مصر حسب الاولويات. وتشتد حدة الصراع بين شركات المحمول الثلاث فى مصر للفوز بالكعكة الكبرى في سوق المكالمات باعلانات وحملات دعائية لا تنقطع، وعروض ميسرة للزبائن خاصة فى شهر رمضان حتى أن سعر الدقيقة الواحدة وصل فى بعض العروض الى 5 قروش فقط بعدما كان يصل منذ عشر سنوات الى جنيه و نصف الجنيه.
وتقول الاحصاءات إن المصريين ينفقون حوالي 33 مليار جنيه على المكالمات الهاتفية سنويا أي ما يعادل حوالى 6 مليارات دولار .
ارقام دعت البعضَ للحديث عن الدور المفترض لشركات المحمول فى تنمية المجتمع المدني وتمويل البحث العلمي.
دورٌ ربما ينتظره المجتمع كثيرا،لكن الشركات لا ترى فى الافق المصري غير الربح بعروض يسيل لها لعاب الفقراء والاغنياء على حد سواء.
المصدر : وكالات