دشن مركز منارات أعمال الموسم الفكري السياسة العامة للتخطيط العمراني والإقليمي والتسمية والترقيم صنعاء ( أنموذجاً )
حيث نوقش عصر الثلاثاء 7/2/2017م في قاعة منارات سياسات التخطيط العمراني في اليمن وفي الندوة التي قدمها المهندس محمد عبدالخالق الطلوع أكد على انه من الضرورة إيجاد مدن تتمتع بخصائص الراحة والأمان والتخطيط العمراني الجيد وفق سياسية عامة متبعة ومعدة مسبقاً من خبرات هندسية وفنية عالية تراعي فيها الخصوصية التاريخية والبيئية والتموضع الديموغرافي .
وأضاف المهندس الطلوع قائلاً ان هذه الندوة خطوة نحو تحقيق أهداف التخطيط من خلال سياسية واستراتيجيات مدروسة يشارك فيها جميع المختصين في الحكومة والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني كجهد تكاملي مطلوب تضافر جهود الجميع لإنجاحه باعتبار التخطيط استثماراً تنموياً يكتسب طابع الاستدامة باعتباره عملاً مستمراً لا ينتهي إلا بتحقق الغايات بما يضمن المحافظة لتحقيق تنمية شاملة وتوفير الاحتياجات المستقبلية للسكان في المدن الكبرى والمدن الحضرية.. بالقدر الذي لا يغفل قدرتها الفنية من حيث استيعاب السكان بأنشطتهم المختلفة وبما يكفل تخفيف الهجرة الداخلية التي تشكل ضغوطاً كبيرة على المدن مما يسمح بنشوء ما يعرف بالبناء العشوائي و بمدن(الصفيح) بما تشكله من مخاطر أمنية واجتماعيه كبيره يدفع المجتمع كله ثمناً لوجودها
مشيراً الى أن التوسع الحضري الكبير في أمانة العاصمة خلال الثلاثة العقود الأخيرة أدى بصورة الى وجود ظاهرة العشوائيات وانتشارها على أطراف ووسط المدينة.. مشيراً إلى انه بدأ العمل بمخطط رئيسي لصنعاء كعاصمة في العام 1978م من قبل شركة دولية متخصصة في تخطيط المدن الكبرى كأستجابة للتحديات الرئيسية حينها ..كالحركة المضطردة للمركبات والبناء والتعمير العمراني المتسارع والهجرة الداخلية الذي فرضت تمدداً غير مدروساً اثقل كاهل المدينة واشاخها مما اوقفها عاجزةً في تنفيذ بنية تحيته متكاملة مدروسة للمياه والصرف الصحي والكهرباء وخطوط الهاتف وغيره من الخدمات العصرية الضرورية ..على ان تراجع تلك الخطة كل خمسة أعوام لتلافي القصور في مراحل التخطيط الحضري ..مشدداً على اهمية ٍ إعادة النظر في القوانين واللوائح ٍ المنظمة للتخطيط والبناء بما يضمن للمواطن الحق في الحصول على سكناً آمناً وصحياً ومريحاً في مدينة تتسم بالوضوح والتناغم والانسجام بين البيئة والتوزيع الديموغرافي وبالقدر الذي يضمن استدامة التنمية وشمولية الخدمات الخاصة بالبنية التحتية ؛ مؤكداً ان الفجوة القائمة بين المخططات والنمو السكاني المتسارع دون حساب للموارد والقدرات هي السبب الرئيسي في تراكم العشوائيات وعدم الانسجام بين المخططات القائمة على الخرائط والحقيقة الواقعة على الارض
من جانبه أكد الأخ وكيل الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني المهندس/ يحيى نعمان ان القدرة المحدودة للمدن اليمنية على استيعاب الهجرات الداخلية المتزايدة نتيجة اوضاع اجتماعية وظروف سياسية معينة ادى بالضرورة الى تراكم البناء العشوائي وخلق احياء من العدم مغيبّة فيها الخدمات العامة نتيجة للقصور القائم بين المخطط والتنفيذ.
المهندس /عبدالرحمن الأغبري استشاري القطاع الفني في وزارة الأشغال العامة والطرق أكد بدوره على ان تطوير المدينة اليمنية بات ضرورة ملحة تفرظها الظروف يجب ان تجند لها القدرات بتنسيق كامل مع الجهات ذات العلاقة بما يضمن تكامل الجهود وتظافرها لمواجهة المتغيرات الاقتصادية التي عكست نفسها بعشوائية واضحة على قطاع التخطيط في بلادنا.
وخلال المناقشات التي تخللت الندوة العلمية للمهندس محمد الطلوع أكد استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء /البروفيسور/ حمود العودي على ان التشوه الذي أصاب المدينة اليمنية وحولها الى ما يشبه الكنتونات المغلقه على بعضها ومربعات من الخرسانة المسلحة فقدت كل الصلات بالبيئة المحيطة التي اعتمدها اليمنيون القدماء كاتجاه الرياح وخصوصية التضاريس ومواسم الحر والبرد واحترام الأراضي الزراعية بالقدر الذي يجعل قراهم ومدنهم ببيوتها وشوارعها نموذجاً للتواصل الفردي والجماعي بين الناس من خلال المتنفسات التي تتخلل الاحياء وتتوسط المدن.
بدوره اكد الاستاذ/ مقبل حيدره على ان غياب التخطيط السليم في المدن الثانوية والمديريات هو سبباً رئيسيا للهجرة الداخلية نحو المدن الكبرى مما سبب ضغطا كبيراً على خدمات البنية التحتية بمختلف أنواعها.
هذا وقد كان الأخ المهندس عبدالرحمن العلفي الأمين العام للتحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية قد قدم في بداية الندوة ملخصاً موجزاً عن نشاط التحالف المدني الأخير ولقاءاته بالمسئولين في حكومة الانقاذ الوطني وعلى رائسهم الاستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور لإحاطته بنتائج زيارة وفد التحالف المدني الى محافظة مأرب بخصوص إعادة التيار الكهربائى الى العاصمة وكذا تفعيل دور النقابات والاتحادات الجماهيرية العامة في المؤسسات الحكومية في السعي الى العمل على ايصال رواتب الموظفين من البنك المركزي في عدن الى العاصمة صنعاء مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها الموظف العام
الجدير بالذكر ان هذه الندوة هي الاولى من ضمن ثلاث ندوات قادمة ضمن الموسم الفكري الثاني لمركز منارات في سياسية التخطيط العمراني في اليمن .