حوارات نُشر

التميمي : الأحداث الجارية في مصر مجرد زوبعة وأدعو الحكومة الضرب بيد من حديد

وصف الدكتور محمد اسعد بيوض التميمي مدير مركز الدراسات والأبحاث الإسلامية في الشرق الأوسط أن ما يحدث في مصر والتي صورها الإعلام بـ«الفتنة الطائفية» نتاج طبيعي لكل ثورة ناجحة ، يفتعلها من ثار الشعب ضده وأسقطه..مشيراً إلى أن لكل ثورة مرحلة انتقالية تكون صعبة كالمخاض فيها معاناة.. مبيناً أن الثورات لا تحقق جميع أهدافها وبرامجها بكبسة زر لتغير جميع الأوضاع تلقائياً ..

وأرجع التميمي في الحوار الذي أجرته الزميلة «إلهام محمد علي » من الاستثمار نت الأحداث الجارية في مصر إلى ما بات يعرف بالثورة المضادة التي يقوم بها أفراد النظام المصري ويعملون على التحريض ضد الأقباط وإفشاء الفوضى بين أطياف الشعب المصري الواحد حتى يصورون للشعب أن البديل عنهم هو الفوضى والدمار ليدفع بالناس بالعودة إلى ما قبل الثورة أو الانقضاض على ما تحقق لمصر حتى الآن.
 

احتلال مصر

وكشف التميمي أن الأقباط في المهجر يعملون على التحريض الطائفي ضد المسلمين,إلى درجة أنهم يطالبون ويدعون إلى احتلال مصر وتحريرها من المسلمين وإقامة دولة قبطية وفرض اللغة القبطية بديلاً عن اللغة العربية,والذي يتبنى هذه الدعوة( المحامي القبطي موريس صادق رئيس الجمعية الوطنية القبطية بالولايات المتحدة الأمريكية),

وأضاف : أيضا هناك تحريض داخلي من قبل بعض القساوسة مثل( القسيس بشوي)الذي يقول إن المسلمين محتلون لمصر,فهذا القول مناقض لحقائق التاريخ,فالمسلمون في مصر هم أصلا كانوا من الأقباط وأهل مصر,ولكنهم اقتنعوا بالإسلام دون إكراه وأسلموا وبقوا يعيشون في وطنهم,وبقيت القلة من أهل مصر على نصرانيتها ولم تسلم ولم يتم التعرض لها عبر الحكم الإسلامي الطويل لمصر ولم تجبر على تغيير دينها,فعاشت هذه القلة مع المسلمين في عدل ورحمة ووئام.

وعن أسباب التحريض الذي يمارس .. قال رئيس مركز الدراسات والأبحاث الإسلامية أن ذلك هو رفضاً لأن يكون الإسلام دين الدولة ومصدر التشريع,فكيف يدعون بأنهم ديمقراطيون ويطالبون بحقوقهم المهضومة كما يقولون وعندما يتعلق بحقوق الأكثرية المسلمة والتي تريد أن يكون دين الدولة الإسلام ومصدر التشريع يرفضون ذلك, فهل هناك تعدي اكبر من أن ترفض حق الأكثرية أن يكون دينهم دين الدولة ومصدر التشريع؟!, فأي ديمقراطية يتحدثون عنها؟!

وعند سؤاله حول كيفية مواجهة الأحداث الراهنة ؛ قال التميمي مجيباً : إن هذه الأحداث يجب مواجهتها بالحزم والحسم,وكل من يعمل على إحداث فوضى في مصر من أي طرف كان إنما يريد أن يجهض الثورة ويمنعها من أن تكمل مسيرتها ويضع العصي في الدواليب وإخراج قطار الثورة الذي اقلع عن مساره.
 

الضرب بيدٍ من حديد

وتابعت الزميلة «إلهام محمد علي  » أسئلتها له مطالبة من التميمي التوضيح عن كيفية يكون الحزم والحسم بمواجهة

التميمي يدعو الحكومة المصرية بالضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه إقلاق سكينة وامن مصر سواء من المسلمين أو الأقباط .

الأحداث الراهنة .. أجاب: أنا أدعو الحكومة أن تتعامل مع الموضوع بالعدل وعدم الانحياز لأي طرف,فإذا ما ثبت أن احد الطرفين يقوم بإشعال هذه الفتنة أو يحرض عليها دون سبب مقنع مثل الدفاع عن النفس,فعلى الحكومة أن تضرب بيد من حديد على كل من يتآمر على الثورة سواء كان من المسلمين أو من الأقباط أو يقوم بتنفيذ مخططات مرسومة بالخارج كمخطط( موريس صادق)وغيره حتى لا تتهم الحكومة بالانحياز لأحد الطرفين,فكل من تثبت إدانته يجب أن ينزل به العقاب المناسب.

 

مصر والعراق

وحول من يتوقع بأن تصبح مصر عراق آخر ؛ استبعد التميمي هذا الأمر قائلاً: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول مصر لعراق أخر,فالتركيبة السكانية للشعب المصري مختلفة تماما,فنسبة 95% من الشعب المصري مسلمين والمعطيات في العراق تختلف عن مصر,فالعراق منذ الفتح الإسلامي والذي يحكمه المسلمون السنة ونسبتهم حوالي 80% ولكن الاحتلال زيف هذه النسبة وعكسها ليجعل الشيعة الذين تحالفوا معه هُم الأكثرية,فصارت الأقلية تحكم الأكثرية وبمنتهى الحقد وروح الانتقام وبتشجيع من الدولة الشيعية المجاورة للعراق(إيران)والأمريكان,أما في مصر لا يمكن

إن من يحرض على الأقباط بغير حق فهو مخطئ ومن مات من المسلمين دفاعا عنهم فهو شهيدا طالما حافظوا على عهدهم مع المسلمين

تزييف نسبة المسلمين إلى الأقباط,فهذا مستحيل ومصر ليست محتلة من قبل الأمريكان احتلال عسكري مباشر كما هو حاصل في العراق ولا يوجد دولة قبطية قوية جوار مصر للتشجيع على الفتنة ودعمها كما هو الحال في العراق مع إيران ,فإيران والاحتلال الأمريكي هو سبب البلاء وما يجري في العراق,فإذأ المعطيات الجيو سياسية والديمغرافية مختلفة في مصر عن العراق.

 

علاقة المسلمين بالأقباط

وحول رؤيته لمن يحرض ضد الأقباط أو المسلمين والعلاقة بينهما قال الباحث الإسلامي الدكتور محمد التميمي : إن كل من يُحرض بالاعتداء على الأقباط بغير حق من المسلمين فهو مخطئ ,فالأقباط هم أهل ذمة رغم أنهم يرفضون هذا المصطلح ؛ مع أنه فيه تكريم لمن يخالف المسلمين الدين,وللأسف إن بعض المسلمين يقولون إن هذا المصطلح قد انتهى تزلفا للأقباط ,فعندما نقول بأن الأقباط أو أهل الكتاب أهل ذمة أي في ذمة المسلمين أي أن المسلمين أمناء على أموالهم وأعراضهم وكنائسهم ولا يجوز التعرض لهم بأي شكل من الأشكال بل أن من يموت من المسلمين دفاعاً عنهم وعن أموالهم يموت شهيداً ما داموا يحافظون على العهد مع المسلمين وعلى الميثاق بينهما وكما فعل سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح القدس,حيث وضعت العهدة العمرية الخالدة في التاريخ ,فهي مرجعية لكيفية التعامل مع أهل الكتاب بل إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نبر أهل الكتاب ونحسن إليهم ما داموا لا يُناصرون عدوِّنا علينا ولا يعملون على إخراجنا من ديارنا وما داموا ملتزمين بالعهد والميثاق بيننا,أما إذا نقضوا العهد والميثاق فإنهم يصبحون لنا أعداءاً..

( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) «الممتحنة:8»

وليس من شيم المسلمين أو ديدنهم نقض العهود والمواثيق ومن يفعل ذلك يخالف شرع الله وهو يعتبر معتدي ويجب الأخذ على يده

(وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) «الإسراء:34» ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) « المؤمنون:8»

 

سينكشفون ولن يفلحوا

وطمئن التميمي في ختام حواره الشعب المصري بأن الأحداث الراهنة ستكون زوبعة في فنجان ولن تتحول إلى إعصار يطيح بالثورة,فجميع الوجوه والجهات والمتآمرين الذين يقفون وراء هذه الأحداث سينكشفون وهم مكشوفون ولن يفلحوا,فمصر عملاقة بتاريخها وشعبها وهذا ما أثبته شباب ثورة 25 يناير الذين أطاحوا بالفرعون الذي ظن بأنه قد استعبد شعب مصر وأن مصر أصبحت ملكه الشخصي,فهؤلاء الشباب الذين كانوا على درجة من الوعي السياسي أطاحوا بنظام متجذر منذ عقود طويلة وبثمانية عشر يوما فقط وبحناجرهم فقط.. لن يسمحوا لنار الفتنة أن تأكل ثورتهم أو أن يصادرها احد .


 

مواضيع ذات صلة :