حوارات نُشر

عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتورة ياسمين الفاطمي: المبادرة الخليجية جاءت لحل مشاكل الشمال

طالبت الدكتورة ياسمين الفاطمي - الأستاذ في كلية التربية قسم التربية بجامعة عدن-وعضو مؤتمر الحوار الوطني, ممثلة عن الحراك الجنوبي السلمي, من شباب الجنوب أن يوجدوا قيادات من أوساطهم؛ كونهم من يعانون، ووجدوا هذا الإرث المكبل بالأوجاع والفساد.

وأشارت إلى أن المبادرة الخليجية جاءت لحل مشاكل الشمال ونسيت القضية الجنوبية.

كثرت الندوات التي تتحدث عن القضية الجنوبية.. ماذا تودين قوله في هذا الشأن؟

أريد من الأخوة الشماليين أن ينظروا إلى القضية الجنوبية بضمير وبعين عادلة، ففي 1994م عندما انتصرت قوات الوحدة, كما يقولون, رأيت مؤسسات تنهب، ومعظم رجال الأمن كانوا في هرج ومرج وفرح ويهللون في الوقت الذي كان الشعب فيه ينهب.. فهل هذا عدل وهل هذه الوحدة؟!

أتحدث عن القضية الجنوبية مقارنة بالبعد الثقافي.. هناك فجوة.. لا أقول هناك بعد ثقافي مشترك.. فهناك فجوة بين البعد الثقافي في الجنوب وبالذات عدن، لأن عدن كانت تتميز بالمدنية بنسبة 95-90 ٪ قبل الوحدة، وهنا لم تكن هناك مدنية.. هنا حكم القبائل والمشائخ وإلى الآن مازال قابعاً، وأثر علينا في البعد الثقافي والاجتماعي في الجنوب.

ما هي رؤيتك لمثل هذه الندوات؟!

أريد ممن ينظرون إلى القضية الجنوبية وبالذات عدن أن ينظروا بعين الحق.. عدن الآن تعاني وتئن، شباباً وشيوخاً ونساء، شوارع عدن يرثى لها.

هل أخذت القضية الجنوبية حقها في المبادرة الخليجية؟

اعتقد أن المبادرة الخليجية جاءت لحل مشاكل الشمال, ونسيت القضية الجنوبية, والدليل ما يجري في عدن؛ فلا حياة لمن تنادي، شوارع طافحة بالمجاري والقمامات، والكهرباء غير موجودة، وحتى الماء لو أتى فلا توجد كهرباء لتشغيل شفاط المياه، فكل سبل ومقومات الحياة غير موجودة، والآن نحن مقبلون على رمضان.. فكيف سيكون الحال؟!

هل تم طرح هذه المشاكل في مؤتمر الحوار الوطني؟

في مؤتمر الحوار الوطني ماذا نفعل؟! ومالحلول التي تضعها, إذا كنا في المؤتمر إلى الآن لسنا قادرين على أن نضع حلاً واحداً فقط لمشكلة الكهرباء ومشكلة نظافة عدن.

ماذا عن القيادات الجنوبية.. تتصارع وتختلف؟

 إذا كانت قيادتنا في الجنوب لم يصلهم بأن الشعب تصالح وتسامح, ومازالوا يتخبطون للحصول على مركز قيادي, أو أنهم هم سيقودون الجنوب فهذا شأنهم، ولكنني متأكدة أن الانتماء إلى الجنوب سيجعلهم يعودون, يتسامحون ويتصالحون, لصالح هذا الشعب في يوم من الأيام.

موقفك من هذه القيادة؟

أنا أثق بهذه القيادة كثيراً, ولكن مشكلتنا في الجنوب ربما نحن كشباب لم نصنع قيادة مننا، مازلنا قابعين خلف رموز قيادات سابقة.

ماذا يتوجب على الشباب في الجنوب حاليا؟

على شباب الجنوب أن يوجدوا قيادات من أوساطهم، قيادات من المعاناة؛ لأنهم هم من يعانون، ووجدوا هذا الإرث المكبل بالأوجاع والفساد.

كيف تقيمين مجريات مؤتمر الحوار الوطني؟

 نحن في مؤتمر الحوار الوطني الكل قابع في الغرف منتظرين مخرجات الحوار.. فأين دورنا؟!

ما هي مطالب الحراك الجنوبي السلمي في مؤتمر الحوار الوطني؟

نحن في الحراك الجنوبي السلمي كفصيل من الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني ليس لدينا مطالب سوى الحرية والحق وتقرير المصير، انطلاق من الإعلان الدولي لميثاق الأمم المتحدة، وهذا حقنا انطلاقاً من إثباتات تجعلنا نتمسك بهذا الحق.

على ذكر الشباب في الجنوب.. ألا توجد برامج تأهيل وتدريب لهم؟ ربما المشكلة الأهم هنا؟

في هذا الاتجاه تم إنشاء منتدى عدن للتنمية، وهو توجه صحيح، وكانت فكرة بسيطة بدأت بإدارة عامة لشؤون الخريجين في جامعة عدن، وكانت من أهدافها أن تربط مخرجات جامعة عدن بالجامعة، وكيف ابحث عن الطالب عن فرص عمل وتأهيل وتدريب، فكبرت الفكرة في ظل هذه الظروف، فأصبح المنتدى يضم أكثر من مكون سياسي، والجامعة كانت الحاضنة لأنها هي المؤسسة المعنية بالشباب، ودخلت العديد من المكونات الحزبية كأعضاء منها: المؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي، وحزب الإصلاح، ومؤتمر شعب الجنوب، والمستقلين والمرأة، ولكن الجميع اتفق ألاَّ سياسة وإنما إعداد الشباب، وانتشال المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص لأنهم الأساس، حتى لو ظلت الوحدة، إذا كانت مخرجات مؤتمر الحوار أن تظل الوحدة فلا بد أن نعد هؤلاء الشباب للمرحلة القادمة.

أثيرت خلافات حول ملتقى النساء والشباب مع بن عمر.. ما هي خلفيات هذه الخلافات؟

 جاء الشباب المستقل والمرأة ومنظمات المجتمع المدني للقاء بجمال بن عمر، وأنا بصفتي منسقة الحراك الجنوبي للمشاركة المجتمعية دعوني فتفاجأ الشباب الجنوبي بأن هناك ملتقى للنساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني تقوم به الأمم المتحدة، وللأسف الشديد مجموعة من الشباب الشماليين هم من نظموا لهذا الملتقى دون علم الشباب الجنوبيين, وكادت أن تحدث مشكلة لولا أننا هدأنا الأوضاع، فلاحظ أن هناك شباباً من الشمال يعدون للمرحلة القادمة، والشباب الجنوبي لا حياة لمن تنادي، فقلت لهم إذا كنتم غير موافقين على الملتقى صيغوا بياناً وأعلنوا انسحابكم وقولوا بأن هذا الملتقى أعد من قبل الشباب في الشمال ولا علم لنا به.

بصفتك عضو في فريق التنمية.. كيف ترين هذا الفريق؟

فريق التنمية حتى القرارات التي لم نتوافق عليها في المرحلة السابقة تأجلت ولم نرفعها إلى لجنة التوافق، قلنا ألغوها وكأنها لم تكن، في المرحلة القادمة سنتوافق عليها، ولم تحدث أية مشاكل، والفريق هو الفريق الوحيد الذي يوجد فيه توافق ربما 95 ٪.

وفريق التنمية يتكون من عدة فصائل 50 ٪ للجنوبيين و50 ٪ للشماليين، وعدد أعضائه 80 عضواً، ورئيس الفريق أحمد بازرعة ومن أبرز أعضائه الدكتورة نجاة جمعان، وحافظ معياد وأحمد صوفان, عضو مجلس النواب، والدكتور عبد العزيز بن حبتور، والكثير من الشخصيات البارزة؛ لأن فريق التنمية بالذات كان الاختيار نوعياً لأنه متعدد المحاور؛ فهناك تنمية اقتصادية, تنمية اجتماعية, دور الدولة, القطاع الخاص, تنمية صحية وثقافية وسياحية وفنية؛ فلابد أن يكون هناك تنوعاً نوعياً وتخصصياً للاختيار.

ما هي رسالتك لأعضاء مؤتمر الحوار؟

رسالتي لأعضاء مؤتمر الحوار، أنه يجب ألا يقبعوا في قاعاتهم، وإنما عليهم أن يبحثوا عن حلول تطبق على أرض الواقع, قبل مخرجات الحوار، فربما مخرجات الحوار لا تناسبنا؛ فعلينا أن نبحث من الآن عن حلول تطبق على أرض الواقع تمهيداً لهذه المخرجات, وعلى الأقل تكون الخسائر 50 ٪ ولا نخرج بـ100 ٪.

 
مال وأعمال العدد 117

 

مواضيع ذات صلة :