حوارات نُشر

اسعارالنفط ستشهد تحسنا ملموسا ونمواً في الأسعار في 2016 وعودة 100 دولار خلال 3 سنوات

قال لاديسلاف جانيك مدير شركة سلوفاكيا الوطنية للنفط "سلفونفط"، إن أسعار النفط الخام ستشهد تحسنا ملموسا في العام المقبل، ومن المتوقع أن تنمو الأسعار بحلول النصف الثاني من العام المقبل نحو 20%، متوقعا أن تعود أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل خلال ثلاث سنوات مقبلة.
وأضاف جانيك في حوار خاص مع "الاقتصادية" في فيينا، أن الوزاري لمنظمة أوبك الشهر المقبل، سيكون اجتماعا تاريخيا وصعبا، لكن منظمه "أوبك" قوية وصلبة ولديها خبرة عريضة في السوق سبق وان اجتازت مصاعب اكبر وهي قادرة على تحقيق التوافق وقيادة سفينة الإنتاج إلى بر الأمان.
وأضاف، أن التباين بين مواقف المنتجين بشان قضية خفض الإنتاج هو أمر طبيعي، لأن كل دولة تنطلق من مصالحها وقناعتها وظروفها الاقتصادية، موضحا أن السعودية تملك فوائض واحتياطات تجعلها أكثر قدرة على تحمل فترات انخفاض أسعار أطول، بينما الوضع في فنزويلا مختلف لأن الأعباء والمشكلات الاقتصادية والمالية تفاقمت على نحو واسع بسبب التراجع الحاد في أسعار النفط.
وأعرب جانيك إلى أن الاستثمارات النفطية تواجه صعوبات عديدة في المرحلة الراهنة أبرزها إحجام المصارف عن تقديم الويلات اللازمة لها، بسبب ظروف السوق وتراجع العائدات، موضحا أن أهم الآليات التي يجب أن تأخذ بها الاستثمارات وهي تنويع المحفظة الاستثمارية، والتوجه إلى الأسواق عالية الربحية وذلك بجانب سياسات ضغط الإنفاق وزيادة كفاءة الإنتاج. ولفت إلى أن فرص نمو إنتاج النفط الصخري ضعيفة، والمستقبل ليس في صالحه، وإلى نص الحوار:

بداية هل تعتقد أن الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمه أوبك سيكون ناجحا، وعلى مستوى تطلعات الإطراف المعنية بمستقبل سوق النفط؟
لا استطيع الحكم على وجه الدقة بنجاح أو فشل الاجتماع، كوني لست قريبا من منظومة العمل في "أوبك" ولا قريبا من سياسات الدول الأعضاء، ولكن بوجه عام اعتقد أن أوبك منظمة قوية ولديها خبرة عريضة ممتدة لأكثر من  55 عاما، وخاضت ظروفا دقيقة وعصيبة للسوق من قبل ونجحت في الحفاظ على قوتها وتماسكها وكانت دائما عنصرا فعالا في تحقيق الاستقرار وتامين إمدادات الطاقة، ولذا بحكم هذه المعطيات اعتقد أنها يمكن أن تنجح في تحقيق التوافق والإجماع كعادتها وان تجمع الأعضاء على رأي واحد بعد مناقشات موسعه واستيعاب لوجهات النظر المختلفة، وفى تقديري أن كلمة السر في نجاح أي منظمة دولية، هي تغليب المصلحة العامة والعمل على دفع العمل الجماعي الناجح والبناء، ومن هذا المنظور يمكن أن تتحقق بعض المرونة في مواقف بعض الدول ويتبني الرأي الأفضل الذي يمكن أن يحقق مصلحه السوق ويدفع في اتجاه النمو والتقدم.

ما تعليقك على حالة التباين بين مواقف كبار المنتجين للنفط بالحفاظ على نفس مستويات الإنتاج وخفضها؟
لا استطيع التعليق جيدا على الأمر، ولكنى أدرك أن كل دولة تنطلق من ظروفها الاقتصادية وقناعاتها ورؤيتها لكيفية التغلب على ألازمه الراهنة وهذا هو التباين، وأحيانا التعارض بين وجهات النظر لان الظروف والخلفيات والقناعات وقبلها المصالح تختلف من دوله إلى أخرى وهناك بالفعل دول قوية وأسرع في النمو وعلى رأسها السعودية، ولديها احتياطات ماليه واسعة وهذا الأمر غير متوافر في عديد من المنتجين الآخرين، وهو ما أوصلنا إلى هذا التباين في المواقف.

كيف تقيم وضع سوق النفط حاليا في ظل التحديات الراهنة الناتجة عن استمرار مستوى الأسعار الضعيفة؟
بالتأكيد إن سوق النفط الخام تواجه تحديات واسعة، في ظل انخفاض الأسعار الناتجة عن وفره وتخمة المعروض في مقابل ضعف مستويات الطلب وهذه الحالة فرضت أعباء جسيمه على أصحاب الإنتاج مرتفع التكلفة، وجعلت فرصهم في الاستمرار والمنافسة في السوق ضعيفة ومحدودة والكل اضطر إلى مراجعه حساباته والبحث عن البدائل التي تقلل تكاليف الإنتاج وتحافظ على هامش ربح يمكن من استمرار العملية الإنتاجية.

ما توقعك لمستقبل إنتاج النفط الصخري الأمريكي في الولايات المتحدة وخارجها؟
هذا سؤال صعب للغاية ولا توجد توقعات يمكن أن نقول إنها تصل إلى مستوى اليقين ونحن نعيش مرحلة طارئة وغير معتادة في السوق على مدى سنوات طويلة مضت، وفقد برميل النفط اكثر من 60 في المائه من قيمته، على مدار العام الماضي وهو مثل تحديا كبيرا للسوق ولميزانيات المنتجين وهناك عديد من العوامل التي يمكن أن نقول إنها تؤثر في مستقبل إنتاج النفط الصخري وتحدد مسار إنتاجه منها العوامل السياسية، والأوضاع في الشرق الأوسط ومستقبل الإنتاج والإمدادات من هذه المنطقة الحيوية والمركزية في العالم، كما أن هناك عاملا مهما آخر وهو مستقبل الإنتاج من موارد الطاقة الأخرى وفى السنوات القليلة المقبلة سيتحدد بشكل اكبر مصير هذا النوع من الإنتاج ولكني اعتقد بصفة شخصية أن المستقبل ليس في صالحة وهذا الإنتاج في تقديري سيتقلص على نحو واسع في المستقبل القريب.

 هل تعتقد أن النفط الخام سيستعيد قريبا مستوى الأسعار المرتفع السابق؟ أم سيبقى قريبا من المستويات الراهنة لسنوات مقبلة؟
هذا أيضا سؤال أكثر صعوبة، وانأ اتفق مع بعض الدراسات والتحليلات الاقتصادية بأن أسعار النفط الخام على المدى القصير لن تتغير كثيرا ولكن في العام المقبل خاصة في النصف الثاني سترتفع أسعار النفط بنحو 20%، وعلى مدى أطول وربما ثلاث سنوات سيستعيد النفط الخام مستوى 100 دولار للبرميل وما فوقها، ولكن ذلك يعتمد على عده عوامل أبرزها نمو الطلب العالمي وتسارع التنمية وتقلص إنتاج النفط الصخري -كما سبق أن أوضحنا- إلى جانب تراجع تداعيات الصراعات السياسية وتأثيرها الواسع في سوق النفط.

ما تقييمك لدور منظمة أوبك في سوق النفط؟ وما مدى قدرتها على تحقيق استقرار السوق؟
"أوبك" دون شك لاعب رئيس، وذات دور مهم ومؤثر في سوق النفط الخام وانأ شخصيا أتوقع ألا يتراجع أبدا دورها في السوق، فهي منظمه تتسم بالقوة والصلابة في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة وسينمو دورها أكثر في المستقبل.

إلى أي مدى تعتقد أن هناك منافسة قوية بين الموارد التقليدية والجديدة للنفط الخام؟ وما تأثيرها في السوق؟
اعتقد بالفعل وجود منافسة قوية، ولكنها دون شك في صالح الإنتاج الأقل تكلفة، وعلى مستوى الشركات هناك شركات لا تستطيع أن تطور من أساليبها الإنتاجية، وتفضل الاعتماد على الوسائل التقليدية القديمة ولذا فهي تواجه منافسه شرسة مع شركات أخرى قادرة على التطور بشكل كبير والتعامل مع موارد متعددة سواء تقليدية أو جديدة، كما أنها تهتم بتكنولوجيا الصناعة ورفع الكفاءة وعديد من العوامل المهمة لمواجهه تغيرات السوق.

كيف يستطيع سوق النفط التخلص من حالة وفرة المعروض الراهنة التي أدت إلى غياب التوازن بين العرض والطلب؟
أنا واثق أن السوق على المدى القريب ستحقق التوازن، وتتخلص من حالة وفرة المعروض والمشاريع الجديدة لا تجد التمويل الكافي من المصارف وهو ما سيؤثر في الإمدادات في المستقبل والخلل أو الفجوة بين العرض والطلب ستتقلص على المدى القريب كما اشرنا من قبل.

كيف يمكن التغلب على التحديات الواسعة التي تواجه الاستثمارات النفطية في المرحلة الراهنة؟
كما أوضحنا الاستثمارات النفطية تواجه حالة تراجع وتقلص حادة، نتيجة انخفاض الأسعار بشكل سريع وحاد وفى فترة زمنية وجيزة وهي تبحث عن حلول تمويلية قوية وموارد إضافية بديله لأن إحجام المصارف أضاف مزيدا من الأعباء على تلك الاستثمارات، وجعلها تتجه بقوة نحو التباطؤ والانكماش وتجميد المشاريع وخفض الإنفاق وتقليل الميزانيات.

كيف تتغلب الشركات الكبرى والاستثمارات النفطية بشكل عام على تداعيات الأزمة الراهنة، وما انسب الحلول؟
أظن أن انسب أسلوب لمواجهة الأزمة هو تنويع المحفظة الاستثمارية، وعدم الاعتماد على نمط استثماري واحد مع العمل على رفع كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف والبحث عن فرص الاستثمار الجيدة والعالية الربحية وتنمية الشراكة وبرامج التعاون الاستثماري مع الشركات النظيرة.

هل تعتقد أن المرحلة الراهنة تتطلب تنسيقا اكبر بين المنتجين والمستهلكين على نحو يفوق برامج التعاون السابقة والمعتادة؟
بالطبع فإن برامج الحوار والتعاون بين المنتجين وبعضهم بعضا وبين المنتجين والمستهلكين من جانب آخر، أصبحت ضرورة مهمة وعاجلة للتغلب على تداعيات الأزمة الراهنة، في سوق النفط لأن من الصعب في الاقتصاد العالمي الراهن، أن يعيش طرف ويعمل بمعزل عن الآخرين وان تعاون الجميع هو بالفعل في صالح الكل ويمكن من تحقيق نمو أفضل للاقتصاد الدولي بشكل أوسع وان الوصول إلى الأسعار العادلة والمناسبة للنفط سيكون دون شك في صالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء لان الخلل في الأسعار الناتج عن عدم توازن العرض والطلب سيقود إلى أزمات مستمرة ومتلاحقة للسوق ستطول في تداعياتها كل الأطراف.

في تقديرك، ما الآثار السلبية على سوق النفط والناتجة عن المؤشرات الاقتصادية السلبية والضعيفة للاقتصاد الصيني؟
دون شك اقتصاد الصين له تأثيرات واسعة وكبيرة في استقرار وتوازن سوق النفط الخام لأنها كتله استهلاكية ضخمة ومؤثرة ومكون رئيس لمنظومة الطلب العالمي، وهى الوحيدة القادرة على امتصاص فائض المعروض في السوق، ونحن ننتظر أن تتعافى الصين وتستعيد مستويات النمو المرتفعة التي اعتادت على تسجيلها وهو الأمر الكفيل بتعافي السوق واستعاده الأسعار لمستويات جيده كما نترقب أيضا معدلات النمو في الهند لأنها أيضا لاعب رئيس ويمكن أن يقدم كثيرا لمنظومة الطلب على النفط وأتوقع شخصيا نتائج إيجابيه قريبا في اقتصاد هاتين الدولتين الرئيستين.


 

مواضيع ذات صلة :