يواجه اليمنيون تحديات مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) الذي يعد الأخطر والسبب الرئيس في إصابتهم بالعمى الدائم، فأغلب اليمنيين لا يعرفون شيئاً عن هذا المرض بحسب المواطن أمين حيدر الذي يقول بأنه لأول مرة يسمع عن هذا المرض، وذلك أثناء تلقيه محاضرة توعوية أقامها عدد من أطباء العيون بصنعاء في إطار حملتهم التوعوية بمخاطر مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) المتزامنة مع أسبوع الجلوكوما العالمي، وذلك خلال الفترة 10 - 15 مارس الجاري.
وفي ذلك يقول الدكتور/ محمد علي الشكيل-استشاري طب وجراحة العيون- وحدة القرنية وتصحيح الإبصار والفاكو- إن هذا المرض من الأمراض الصامتة، حيث أنه ليس له أعراض فيما يخص حدة الرؤية وإنما تضيق مساحة الرؤية من الجوانب إلى أن يجد المريض نفسه وكأنه ينظر من ثقب صغير.
ويشير الدكتور محمد الشكيل -المدير الطبي لمستشفى مغربي للعيون- إلى أن هذا المرض الذي يُعرف لدى العامة بأنه سارق البصر عادة ما يكتشفه المريض عند الذهاب لطبيب العيون لفحص النظر للحصول على نظارة أو غير ذلك، وهنا تكمن الخطورة وفي حال تأخر المريض فإن عملية العلاج تكون معقدة لأن علاج هذا المرض سواء عن طريق الأدوية أو التدخل الجراحي لا يعمل على استعادة النظر وإنما المحافظة على ما تبقى من النظر.
ويقول الشكيل: "مرض الجلوكوما يأتي بسبب ارتفاع ضغط العين الذي يؤثر على العصب البصري ويتسبب في موت هذا العصب وبالتالي يحدث العمى الدائم، لذا فإن الكشف المبكر عن هذا المرض يساعد على تداركه في مراحله الأولى والمحافظة على النظر قبل أن يصل الأمر إلى مرحلة حرجة".
وتتابع: "مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) يصيب حتى الأطفال وهناك ما يسمى المياه الزرقاء الخلقية، وقد يولد الطفل مصاباً بهذا المرض الذي يعد وراثياً، لذا فإن الكشف المبكر عن هذا المرض لدى الأطفال ينقذهم من العمى، وعادة ما يكون العلاج في هذه الحالات تدخلاً جراحياً من أجل السيطرة على المرض وإيقاف تأثيراته المتسببة في إتلاف العصب البصري".
وينصح الدكتور محمد علي الشكيل كافة اليمنيين الذين يبلغون سن الأربعين سنة بضرورة إجراء الفحص الدوري لدى أطباء العيون وعلى الأقل مرة واحدة في السنة لتفادي مخاطر هذا العمى التي تقود إلى العمى الدائم ولا شيء سواه، كما يطالب الشكيل كل الأسر التي لديها شخص مصاب بمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) بضرورة إجراء الفحص الدوري لكافة أفراد الأسرة للتأكد من ضغط العين، خاصة أن هذا المرض وراثياً بإمتياز.
كما يدعو الشكيل كافة أطباء العيون ومختلف شرائح المجتمع إلى التفاعل الإيجابي مع حملة التوعية بمخاطر مرض الجلوكوما "المياه الزرقاء" والتي تنظمها الجمعية اليمنية لأطباء العيون بصنعاء في إطار أسبوع الجلوكوما العالمي وبمبادرة طوعية من قبل عدد من أطباء العيون، متمنياً أن تكون هذه الحملة التي تُعقد لأول مرة في اليمن نواة لحملات توعوية أوسع وأشمل وبصورة دائمة من أجل الحد من مخاطر هذا المرض والمتمثلة بالفحص الدوري المنتظم للعيون.
