سياحية وترفهية نُشر

الأثار اليمنية هدف للغارات السعودية.. واليونسكو تدق ناقوس الخطر

البديل.. تفقد اليمن يوميًا جزء من أثارها التاريخية المدرجة على قائمة التراث العالمي، وذلك بفعل الغارات السعودية التي يشنها طيران التحالف العربي ضمن العدوان السعودي على اليمن، والذي لا يفرق بين حجر وبشر بل يستهدف بشكل غاشم المنازل والبنى التحتية والأثار التاريخية، ليهدم بذلك تاريخ شعب وحضارته، وهو ما دفع اليونيسكو إلى دق ناقوس الخطر.

علقت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو “ايرينا بوكوفا” على الغارات الجوية التي نفذها طيران العدوان السعودي على مدينة صنعاء القديمة، قائلة “إن التراث الثقافي هو جزء من ذاكرة وهوية المجتمعات ومرجع هام للمصالحة المستقبلية وللتنمية المستدامة وهذا التراث يجب احترامه وحمايته”، وحثت “بوكوفا” على الكف فورًا عن استهداف التراث الثقافي وبشكل خاص المناطق السكنية التاريخية ولا ينبغي أن يتضرر التراث الثقافي أثناء الازمات، داعيةً إلى احترام اتفاقية عام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة الاشتباكات وبروتوكولها عن طريق الإحجام عن استهداف الممتلكات الثقافية واستخدامها لأغراض عسكرية.

كان العدوان السعودي على اليمن قد قصف مدينة صنعاء القديمة في ليلة 19 سبتمبر، ما أدى إلى أضرار متزايدة لحقت بالمباني التاريخية في المدينة، حيث تعتبر مدينة صنعاء القديمة مثالاً رائعاً للعمارة الإسلامية القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي منذ عام 1986، وهي نموذج بارز على الطراز المعماري الفريد في اليمن، وأصبحت هذه المدينة مأهولة بالسكان منذ أكثر من 2500 عام، كما تحوّلت في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في 103 مساجد، و14 حمامًا و6000 منزل، بُنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر، أما المساكن البرجية المتعددة الطبقات ومنازل الآجر القديمة فتزيد الموقع جمالاً، بالإضافة إلى ذلك هناك موقعان آخران للتراث العالمي هما مدينة “شبام القديمة” وسورها الذي يعود تاريخها إلى 1982، وحاضرة زبيد التاريخية التي يعود تاريخها إلى 1993، وهاتان المدينتان مدرجتان في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر منذ عام 2000.

الهجوم على مدينة صنعاء القديمة الأثرية، ليس الأول من نوعه بل سبقة غارات وهجمات لمسلحي القاعدة على مناطق تاريخية في مدينة لحج وصنعاء وعدن، حيث يأتي استهداف مدينة صنعاء القديمة بعد أيام قليلة من تدمير معبد “الإله نكرح”، الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، وجزء من سور المدينة القديمة للموقع الأثري “براقش” بالقرب من مأرب، إضافة إلى العديد من حالات تدمير المتاحف والآثار والمدن التاريخية والمواقع الأثرية في اليمن.

قبل أيام هاجم مسلحون مسجد وضريح “عمر بن علي السقاف”، بمنطقة “الوهط” التابعة لمحافظة لحج، وقاموا بتفجيرهما، بواسطة ديناميت وضعوه في جوانب المكان، ما أدى إلى نسفه بالكامل، الأمر الذي قوبل باستياء في أوساط المواطنين اليمنيين، وقد اشتهرت “الوهط”، بكثرة مساجدها وأضرحة الأولياء الصالحين والعلماء فيها، ويعد مسجد “السقاف” من أهم المعالم الدينية والتاريخية في المنطقة، والذي يعود بناؤه إلى أكثر من 700 عام.

“قلعة القاهرة” في مدينة تعز والتي تقع على السفح الشمالي لجبل “صبر” كان لها نصيب من الدمار، ففي 11 مايو الماضي قصف الطيران السعودي القلعة التاريخية بسبعة صواريخ، بحجة تحويل المعارضة اليمنية القلعة إلى ثكنة عسكرية، هذه القلعة التي يعود بناؤها إلى شمس الدولة “توران شاه” أخو القائد الإسلامي “صلاح الدين الأيوبي” الذي اتخذها عاصمة لملكه عام 1173.

https://www.youtube.com/watch?v=ni4r9hB5SPQ

“سد مأرب” الذي يعتبر واحدًا من أهم المواقع الأثرية في اليمن على الإطلاق، وأحد أبرز المعجزات الهندسية لتاريخ شبة الجزيرة العربية، لم يسلم أيضًا من غارات التحالف العربي، حيث شن سلاح الجو السعودي خمس غارات على سد مأرب التاريخي القديم، إذ أصابت الغارات المصرف الجنوبي للسد بأضرار واسعة في منطقة صرواح غرب مأرب، ويعود تاريخ هذا السد إلى القرن الثامن قبل الميلاد في مملكة سبأ، التي لم يعد يتبقى من حقبتها التاريخية الكثير من الآثار مثل هذا السد.

https://www.youtube.com/watch?v=2suXKWHw9kc

وكانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف، قد اعلنت في أغسطس الماضي أن 35 موقعًا أثريًا وتاريخيًا استهدفت في مختلف المحافظات، وفق إحصائية الحصر الأولية للمواقع الأثرية والتاريخية المستهدفة منذ بدء تحالف العدوان السعودي غاراته على اليمن، باستثناء محافظتي صعدة وحجة بسبب صعوبة الوصول إليهما جرء القصف المتواصل على المحافظتين.


 

مواضيع ذات صلة :