ثقافة وفنون نُشر

على ذمة صحيفة بريطانية .. الإمارات القلب النابض للإعلام العربي

Imageقالت صحيفة  بريطانية  وهي تشرح قطاع الإعلام في الشرق الأوسط  أن الإمارات أصبحت 'القلب النابض للإعلام العربي.

وأوردت في تقريرها : استطاعت العاصمة الإماراتية، ابوظبي، أن تحجز لنفسها مكانة متقدمة كإمبراطورية للإعلام الجديد في الشرق الأوسط. 
وفي ملف خاص عن الإعلام في الشرق الأوسط أعدته الغارديان، وهي صحيفة بريطانية ذات شهرة عالمية، قالت الصحيفة ان "أبوظبي أصبحت بلا منازع القلب النابض للإعلام الجديد في الشرق الأوسط بفضل رؤية ثقافية ابعد كثيرا من مجرد إقامة استوديوهات للتلفزيون".
ورصدت الصحيفة جوانب نمو قطاع الإعلام في هذه المنطقة من العالم في عدة وسائط إعلامية من الصحافة المكتوبة الى المرئية، وقالت انه بالرغم من الازمة الاقتصادية العالمية وازمة السيولة فان نمو قطاع الاعلام بالشرق الاوسط متواصل.
وعددت الصحيفة الأسباب التي جعلت من مدينة تقطنها 300 الف نسمة (ابوظبي) لان تكون وجهة جذب اقتصادي في قطاع الاعلام. واكتشفت الصحيفة بعد مقارنة نماذج إعلامية من عدة دول في الشرق الأوسط ان قطاع الاعلام في أبوظبي يشهد تحولات جذرية من حيث المضمون والشكل والأداء الذي يواكب العصر ويلبي تحديات القرن الحادي والعشرين ويواصل نموه ولو بوتيرة متواضعة في ظل الأزمة.
ويعود الفضل في إفلات قطاع الإعلام العربي عموما والإماراتي خصوصا من أزمة السيولة التي تضرب قطاع الإعلام في مناطق أخرى من العالم، بحسب تحاليل الصحيفة، إلى عدة عوامل أهمها طبيعة التركيبة السكانية في المجتمعات العربية المتكونة من 50 بالمئة من شباب تقل اعمارهم عن 25 سنة ويزداد اقبالهم على المنتج الإعلامي وخاصة البرامج العربية منها.
وقالت الصحيفة انه في الوقت الذي يشهد قطاع الإعلام الدولي شحا في الاستثمارات بسبب الأزمة، ينتظر ان تصل فيه نفقات التجهيز والتكوين في مشروع مدينة "تو فور 54" الإعلامية بابوظبي إلى 3 مليارات دولار بحلول العام 2014. وافردت الصحيفة مساحة كبيرة لمشاريع ابوظبي الإعلامية وقالت ان قطاع الإعلام في إمارة ابوظبي خاصة والإمارات والمنطقة عامة على موعد مع تحولات جذرية من حيث المضمون والشكل والأداء الإعلامي الذي يواكب العصر ويلبي تحديات المستقبل.
وينمو قطاع الاعلام في ابوظبي بحسب الغارديان مدفوعا بثلاثة عوامل رئيسية، الاول: رغبة أغنى واكبر إمارة بدولة الإمارات في تنويع اقتصادها والابتعاد به عن إيرادات النفط بحلول العام 2030 ضمن خطة اقتصادية اقتداء بدبي التي بدأت خطة إعلامية مماثلة منذ عشر سنوات تمثلت في إنشاء مدينة دبي الإعلامية.
والعامل الثاني، يتمثل في إدراك ابوظبي بأهمية الإعلام في إيصال الثقافة والتقاليد المحلية إلى العالمية عن طريق وسائل الاتصال الجماهيري.
 اما العامل الثالث فيجسده بقاء الصحافة الجديدة في ابوظبي بعيدة عن يد الرقابة وعن تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية.
هذه العوامل وغيرها دفعت الى ظهور مشروع ضخم وطموح يتمثل في هيئة المنطقة الإعلامية ''تو فور ''54 في أبوظبي، التي تمثل جسراً حقيقياً للتواصل الحضاري بين الثقافتين الشرقية والغربية ومختلف ثقافات العالم.
وأبرزت الصحيفة مزايا هذا المشروع اقتصاديا وحضاريا ومهنيا من خلال ما يتيحه من بيئة إعلامية غير نمطية يشارك فيها عدد من المؤسسات الإعلامية المرموقة في العالم التي تدشن قنواتها ومطبوعاتها وإنتاجها الإعلامي في أبوظبي ومن خلال هذا المشروع.
وقامت أبوظبي في أكتوبر من العام الماضي بإطلاق مبادرة ''تو فور ''54 التي تهدف الى تطوير المحتوى الإعلامي في الدولة والمنطقة، الى جانب تأسيس أكاديمية للتدريب الإعلامي المتخصص، فيما يرمز اسم المشروع الى الإحداثيات الجغرافية لمدينة أبوظبي الواقعة على خط العرض 24 شمالاً ''تو فور'' وخط الطول 54 شرقاً.
وتقول الصحيفة ان قطاع الإعلام ظل لسنوات طويلة يعاني من المشكلات الخاصة بالأفكار النمطية التي تحكم العلاقة بين وسائل الإعلام في المجتمعات الشرقية ولكن امارة ابوظبي تريد ان تعطي الإنتاج التلفزيوني بعدا جديدا من خلال تسخير الإمكانيات المادية اللازمة للإنتاج التلفزيوني كما ونوعا وإضافة الى تكوين الإعلاميين.
وساد العرف في دول الشرق الأوسط ان يتم تخصيص ميزانيات متواضعة لإنتاج البرامج التلفزيونية التي عادة ما يزيد الطلب عليها مع حلول شهر رمضان، لكن ظهور فضائيات جديدة ووسائط إعلامية أخرى زاد الطلب على المنتج التلفزيوني مشجعا ابوظبي على المضي في خطة تطوير الانتاج الإعلامي كما ونوعا.
ولفتت الغارديان الانتباه إلى ان من أهداف مبادرة ''تو فور ''54 أن تكون مركزا لتطور الثقافة والفن في أبوظبي، وحيث تعج جزيرة السعديات قبالة سواحل الامارة بكثرة المشاريع الثقافية في الدولة كمتحف الشيخ زايد ولوفر أبوظبي ومتحف البحريات وغوغنهايم أبوظبي وهي منجزات تساهم في تنمية وتنويع الاقتصاد المحلي بما يتلاءم مع رؤية أبوظبي الاقتصادية لعام 2030 إضافةً الى توفير فرص عمل ومجالات الإبداع للمواطنين، وغيرهم من المبدعين.
وتعمل ''تو فور 54" على تشكل بيئة عمل متكاملة ومتماشية مع أحدث ما توصلت إليه تقنيات العصر، إذ تعتبر مصدر إلهام ودعم للمبدعين في جميع أنحاء الوطن العربي، فتسعى لمساعدتهم على الازدهار بأعمالهم، كما تقوم بتأمين البنية المتماسكة للعاملين في مجال ابتكار المضمون الإعلامي المبدع من شركات وأفراد سواء في مجال صناعة الأفلام أو البث أو التكنولوجيا الرقمية أو الألعاب الإلكترونية أو النشر والموسيقى.
ولفتت الصحيفة الانتباه الى ان المدينة الاعلامية في ابوظبي تختلف عن سابقاتها، فهي ليست مكانا للانتاج فقط بل لتدريب المواهب وتحسين الكفاءات ايضا. ويحرص مشروع ''تو فور 54" على عقد الشراكات المهنية والإبداعية مع أبرز المؤسسات التي تتصدر مجال ابتكار المضمون الإعلامي المبدع في العالم اليوم وهي تعرف باستعدادها الدائم لمباشرة العمل في تحقيق أهدافها.
وتقول الغارديان انه بالإضافة الى الهدف الاقتصادي المنتظر تحقيقه من مشروع ''تو فور 54" فان البعد الثقافي يطغى على المبادرة ايضا من خلال العلاقة المتينة بين الإعلام والنمو الثقافي، مشيرة الى أن نجاح الإعلام يتطلب أن يكون ذا هوية محلية، ولتحقيق رؤيتها قامت ''تو فور ''54 بإطلاق مبادرة كبرى من شأنها ان تحفز وتدعم إنشاء المحتوى العربي بأيد عربية، وتشمل صناعات الأفلام والبث التلفزيوني والموسيقى، ثم تمتد لتشمل الرسوم المتحركة والمحتوى الرقمي وسائر الفنون، مشيرة الى أن توفير بيئة دعم متكاملة يمكن أن تتعاون فيها مختلف شركات الإعلام سيجعل من أبوظبي مركزاً رائداً وحاضنة فعلية لإنشاء المحتوى الإعلامي ونشر الثقافة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
 ويقول توني اوستن، الرئيس التنفيذي لمدينة تو فور 54 الإعلامية في ابوظبي في حديث للصحيفة ان "المنطقة تريد ان تكون أكثر مجرد بنايات ومكانا يؤوي إليه الناس.
واضاف ان "الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي، يملك رؤية ثقافية لا تنطوي على تشييد استوديوهات فحسب، وهذا ما نعمل عليه في تو فور 54".
ويفترض ان تكون جزيرة السعديات قبالة سواحل ابوظبي مركز الامارات الثقافي باحتضانها معالم ثقافية دولية أبرزها متحف غوغنهايم ابو ظبي واللوفر ابوظبي والمتحف الوطني الشيخ زايد.
 واسترعى تو فور 54 انتباه عمالقة الإعلام الغربي من "البي بي سي" الى "هاربر كولينز" والسي ان ان ولكن التحمس الكبير جاء من "استديوهات روتانا" المملوكة للملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال.
وان كان المجتمع السعودي من اكثر المجتمعات محافظة في الشرق الاوسط فأن الامارات واحدة من اكثر الدول انفتاحا.
 وتوفر تو فور 54 التدريب للجنسين في المنطقة وتقول نشوة الرويني، وهي منتجة مصرية، "أحسن ما في الإمارات انها تدعم المرأة". وتضيف "ان الإمارات هي افضل مكان للمرأة الطموحة".
وفي الصحافة المكتوبة تعيش صحيفة "ذي ناشونال" التي اطلقت منذ عشرة أشهر أزهى أيامها تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد، حيث تنمو بشكل مضطرد وتخطط لإطلاق مجلة ومواقع الكترونية وتلفزيون خلال سنة من الآن.
ويمتد طموح ابوظبي إلى تأسيس الشركات والمؤسسات التي تعنى بابتكار المضمون الإعلامي المبدع في قلب العالم العربي وتزويدها بالدعم وبيئة عمل مناسبة لإنشاء المضمون المتميز بما يتماشى مع أجود المعايير العالمية في هذا المجال.
 مشيرة الى أن المشروع يرتكز على 4 دعائم لتوفير البيئة المناسبة للمبدعين، وهي تشمل برامج اطلق عليه اسماء ''تدريب'' و''ابتكار'' و''انتاج'' و''تواصل''.
وتعد أكاديمية التدريب المهني، الأكاديمية الاولى من نوعها في الوطن العربي التي تعنى بالتدريب الإعلامي والمهني في مجال ابتكار المضمون المبدع، كما تعمل على صقل المعارف وتطوير مهارات العاملين في هذا المجال والخريجين في مختلف تخصصات وقطاعات العمل الإعلامي وابتكار المضمون المبدع.
وأنشأت الأكاديمية كحصيلة دعم مشترك بين ''تو فور ''54 ومؤسسات إعلامية بارزة مثل ''بي بي سي'' ومؤسسة تومسون رويترز وغيرها، لذلك تقدم الأكاديمية فرصاً تدريبية متميزة في الشرق الأوسط، نظراً للخبرات العالية التي يتمتع بها المحاضرون، كما قامت الأكاديمية بتدريب أعداد كبيرة من الطلبة على تقنيات البث والتلفاز والصحافة والإعلام الرقمي والإذاعة، وسوف تقوم الأكاديمية بتقديم دورات وفق الطلب، حيث يمكنها تصميم حلول تدريبية خاصة تناسب احتياجات العملاء.





المصدر : وكالات


 

مواضيع ذات صلة :