عالم التكنولوجيا والصحة نُشر

ارتفاع النمو السكاني يهدد مستقبل اليمن

طرح مركز ويلسون للأبحاث بواشنطن مشكلة النمو السكاني في اليمن والتي يتوقع علماء الاجتماع وعلماء الديموغرافيا أن تظهر حدتها في السنوات المقبلة غير أنه ركز في الوقت ذاته على حالة المرأة وصحتها الإنجابية كجانب مهم من هذه المشكلة المتفاقمة.

وتختصر قصة الفتاة لبنى، ابنة الثماني سنوات والتي تعيش في منطقة السَود في اليمن، جانبا كبيرا من المشكلة التي أراد مركز ويلسون للأبحاث إبرازها بعرض دراسات تناولت السكان والبيئة والتحديات الأمنية لرسم صورة عن حاضر اليمن ومستقبله، انطلاقا من وضع المرأة.

وتكشف قصة لبنى مشكلة عجز المرأة اليمنية عن الإمساك بمصيرها منذ الطفولة إذ يحدد لها والدها أو جدها خطيبا يتزوجها حين تصل سن البلوغ سواء أرادت أم لم ترد.

وهذا الزواج المبكر يمنع الفتاة من التعليم، ويحرمها من معلومات أساسية عن الحفاظ على صحتها، وخصوصاً سلامة الإنجاب.

وفي هذا الصدد قالت الباحثة الأميركية اليمنية الأصل داليا الإرياني إن «زواج الأطفال هو أحد المشاكل الكبرى التي تواجه النساء في اليمن اليوم بسبب تصاعد المخاطر الصحية ولأنه يسلب الفتيات حق التعلم وعيش طفولة طبيعية.»

وكان سن زواج الفتيات محددا قانونا بـ15 سنة في اليمن الشمالي و16 سنة في اليمن الجنوبي، لكنه ألغي بعد الوحدة بسنوات قليلة، وعجزت منظمات المجتمع المدني في اليمن عن الدفع نحو قانون يحدد هذا السن بـ17 عاما.

وأضافت الإرياني أن القانون اليمني ينص على أن الصبي أو الفتاة يمكن أن يتزوج متى قرر ولي أمره انه قد أصبح أهلا لذلك.

ومن ناحيته قال الخبير الديموغرافي الأميركي غاري كوك أن عدد سكان اليمن سيرتفع من 23 مليونا حاليا إلى 62 مليونا عام 2035 إذا ما كانت نسبة الخصوبة في اليمن عالية، أو إلى 60 مليوناً بنسبة خصوبة متوسطة أو43 مليوناً إذا كانت نسبة الخصوبة منخفضة.

ووفقاً لدراسات كوك، فسيبلغ حجم اليد العاملة في اليمن 13 مليوناً عام 2035، فيما سيبلغ عدد التلاميذ 16 مليونا تحتاج الدولة إلى موارد ليست متوافرة لخدمتهم كتقديم الغذاء والتربية والكهرباء والماء والطبابة.

«وأضاف كوك أن هناك » في اليمن طبيبا واحدا لكل 3700 شخص مقارنة بدول المنطقة التي فيها طبيب لما بين 500 و1000 شخص، مما يجعل اليمن بحاجة إلى 123 ألف طبيب.

وقال الخبير الأميركي إن البلاد ستحتاج إلى عشرات الآلاف من المدرسين ومئات المدارس الجديدة، بخلاف مشاكل أخرى من بينها أن الأراضي القابلة للزراعة في اليمن لا تتجاوز اثنين بالمئة من مجمل مساحة الدولة التي تعاني أيضا عجزا في المياه والكهرباء.

وحذر كوك من أن اليمن سيكون عاجزا عن التنمية وعن توفير أبسط الخدمات إلى شعبه إذا استمر نموه السكاني على هذه الوتيرة وبقي معظم أطفاله الحاليين بدون تعليم ورعاية صحية مناسبة.


 

مواضيع ذات صلة :