
وتسمح خدمة «اوبن غراف» الجديدة التي طورها «فيسبوك» للمنتسبين اليه بإعطاء رأيهم «لايك» Like في مقال او مدونة او اغنية نشرت على الانترنت، على احد المواقع الشريكة لموقع التواصل الاجتماعي.
بناء عليه، في امكان احد مستخدمي موقع فيسبوك الذي يطلع على موقع الكتروني لمحطة ما ان احب «اصدقاؤه على الفيسبوك» المقالات التي هو في صدد قراءتها. في المقابل في حال اعجب المستخدم بهذه المقالات فإن محتواها سيظهر على صفحة «فيسبوك».
في هذا الصدد، قال مارك زوكربرغ مؤسس «فيسبوك» في مناسبة انعقاد مؤتمر مطورين «اف 8» في سان فرانسيسكو ان الانترنت حاليا عبارة عن سلسلة روابط غير منظمة تربط المواقع فيما بينها. واضاف «سنجعل التواصل ممكنا» بين هذه المواقع. واكد زوكربرغ ان خدمة «اوبن غراف» تساعد المستخدمين على احتلال موقع مركزي على شبكة الانترنت. ويختبر هذا الاختراع الجديد ثلاثين موقع انترنت.
وقد اعلن «فيسبوك» عشية المؤتمر انه سيتخلى عن النسخة المخففة من موقعه التي تبدو اقرب الى موقع تويتر بغية وقف المنافسة.
الهوية الاجتماعية
والادوات التي ستطرح قريبا في فيسبوك ستمكن المشترك من العثور على أصدقاء لهم بطريقة اسهل وهم يتصفحون الانترنت.
وأعلن زوكربرغ: اننا نتجه الى تحويل تصفح الانترنت الى نشاط اجتماعي بشكل رئيسي. واشار الى ان فيسبوك يسعى الى ان يصبح قوة دفع لتعزيز الجانب الاجتماعي عن طريق منح الاعضاء في الشبكة امكانية اكبر لكسب مزيد من الاصدقاء وهو اطلق ما عليه اسم «الهوية الاجتماعية» التي ستكون بمنزلة دليل المتصفح عبر الانترنت.
وتشمل سسلسلة الادوات تمكين المشترك من ابداء رأيه في اي شي مثل الاخبار، الطعام، الملابس، الاخبار، الكتب وغيرها واظهار ذلك بجانب المادة موضوع الرأي بحيث يمكن لاصدقائه من مشاهدة ذلك على صفحته على فيسبوك.
ويقوم الموقع بتخزين هذه الآراء وتمكين مواقع الانترنت الاخرى من الاستفادة من هذه الميول والاراء، بحيث يمكن في النهاية لمتصفح الانترنت واصدقائه الوصول الى المواد والمواقع التي تناسب ميولهم واذواقهم.
مثلا، اذا احب مشترك في فيسبوك صفحة مشترك آخر، فهذا يعني ان المشترك الاول سيكون بمقدوره ارسال اي تجديدات على صفحته للمشترك الثاني وهذه العملية ستستخدم في جملة كبيرة من الانشطة.
التصادم مع غوغل
لكن ماتأثير كل ذلك على غوغل التي تعتبر اكبر موقع بحث على الانترنت ويرتادها ملايين الناس حول العالم يوميا؟.
_ يجيب زوكربرغ بالقول: ان الناس تكتشف ان المعلومات التي تبحث عنها لا تقتصر على الروابط التي تقدمها محركات البحث بل ايضا الناس انفسهم وميولهم واهتماماتهم. فيما يعتبراحد متابعي تقنية المعلومات «حتى الاعمى يدرك ان المعركة القائمة الان تدور بين غوغل وفيسبوك واذا تعزز الجانب الاجتماعي في الانترنت فان المعركة ستكون لمصلحة فيسبوك».
بدوره، أشار بيت كاشمور المتخصص في البرمجيات إن غوغل تشعر بالخطر على مستقبلها بسبب وصلة Like ، مبينا أنها ليست عامة، بل داخلية، وبالتالي لن يتمكن محرك البحث غوغل من الوصول إليها مباشرة، بل سيرشد الباحثين إلى صفحة فيسبوك الرئيسية، وهذا سيحد من قدرات المحرك ومكانته العالمية، كما سيجعل فيسبوك الجهة المسيطرة على الكثير من بيانات المتصفحين الشخصية.
الوصلات الداخلية
ووضع كاشمور القضية في سياق المطالبات المتعددة لـ«فيسبوك» باعتماد سياسة الوصلة المفتوحة للمواد التي يعرضها الموقع الاجتماعي، خصوصا أن عدوى الوصلات الداخلية بدأت تقلق جميع محركات البحث، لاسيما أن أكثر من 50 ألف موقع متنوع بدأ باعتمادها، منذ إعلان فيسبوك عنها قبل فترة وجيزة.
وذهب كاشمور إلى أبعد من ذلك عبر الإشارة إلى أن فيسبوك يرغب من خلال الوصلة الداخلية إلى تغيير قواعد اللعبة في محركات البحث، وذلك باعتبار أن زيادة المواد التي يمتلكها بشكل حصري ستجعل الموقع يبرز في المرتبة الأولى لدى إجراء أي بحث إلكتروني، الأمر الذي يزيد شعبيته ويضاعف الإقبال عليه. وأضاف كاشمور، إن الكثير من المراقبين يبدون بدورهم قلقاً شديداً حيال الخطوة المرتقبة للموقع، التي ستسمح له بالسيطرة على كم هائل من البيانات الشخصية للمشتركين، مما سيسمح مع الوقت ببروز جبهة واسعة لمعارضة قرار فيسبوك تضم محركات البحث، وعلى رأسها «غوغل».
تهديد الخصوصية
وأكثر ما يتعرض له فيسبوك من انتقادات، هو مسألة حماية الخصوصية لدى المشتركين، لأن الموقع يحتوي على بيانات خاصة أكثر من أي من معظم حكومات العالم. ولهذا، ربما يكون من المقلق وربما الخطر أن يعرض الموقع، سواء بحكم سياسته أو خطأ، معلومات عنا لا نريد نحن عرضها.
ولسوء الحظ، فإن هذا كثيرا ما يحدث في فيسبوك ولمستخدميه، وقد أوجزت مجلة بي سي وورلد (عالم الكمبيوتر) هذه المشكلة بالقول: «يوم جديد مع فيسبوك يعني المزيد من المشكلات».
وكان من المفاجئ أن كشف الموقع مؤخرا عن التعامل مع ثغرة أمنية كانت تتيح للمستخدمين التسلل إلى المحادثات الخاصة لأصدقائهم واستعراض طلبات
الإضافة الواصلة إلى أصدقائهم من أصدقاء آخرين.
وكان خلل آخر قد حدث في مارس الماضي، كان يتيح التسلل إلى البريد الإلكتروني الخاص للعديد من المستخدمين وتقييد قدرتهم على إخفاء المعلومات المتعلقة بكيفية الاتصال بهم.
إجراءات الحماية
وكان الموقع الشهير قد غير في ديسمبر الإجراءات المتعلقة بحماية الخصوصية، مما أدى إلى ظهور مجموعة احتجاجية وصل عدد أعضائها الآن إلى أكثر من 2 .2 مليون عضو.
وتتضمن الإجراءات الجديدة عرض المعلومات المتعلقة بكل مشترك بصورة تلقائية، إلا إذا قام المشترك بخطوات تمنع هذا: ويعني هذا أن اسمك وصورتك الشخصية وملفك والمدينة التي تتواجد فيها وشبكاتك وقائمة أصدقائك وكل الصفحات التي تشترك فيها متاحة أمام الجميع، كما من الممكن أن يبحث عنها أي شخص على الشبكة.
ورغم أن المبادرة تبدو نظريا جيدة لانها ستضفي مزيدا من الطابع الشخصي على الإنترنت، فإنها تعني أنك، دون أدنى رغبة، ستعرض أنشطتك على الشبكة على زوجتك ومديرك في العمل، أو ربما تكون واحدا من المئات من الأشخاص الذين قد يكونون ضمن الأصدقاء على حسابك على فيسبوك، ولكن في الواقع لا يعدون مجرد كونهم أشخاصا تعرفهم كزملاء في العمل أو حتى منافسين لك.
القبس