شارع القضايا نُشر

بعد أن تزوجها..«لية» انتقلت إلى حياة جديدة، وسأكون وفيا معها

علد الرحمن .. العريسفي الفترة الأخيرة بدت قضايا الأقلية اليهودية في اليمن أكثر حضورا في وسائل الإعلام وتحظى باهتمام واسع على صعيد محلي وخارجي.

فمن حادثة إسلام «نينوى» وزواجها بـ»هاني سران» إلى حادثة تهجير يهود «آل سالم» من صعدة وتوطينهم بالمدينة السياحية بصنعاء وإثر تهديدات أتباع الحوثي وصولا إلى مقتل ماشا يعيش، على يد طيار سابق وحتى زواج «لية» بنت سعيد اليهودي مرتين في أسبوع، الأول يهودي في المدينة السياحية بصنعاء والثاني مسلم في قبيلة أرحب المجاورة للعاصمة بعد فرارها إليها مع «عبدالرحمن الحديقي» ثم انتقالهم إلى السوق الجديد في خارف.



الطريق إلى خارف..

على بعد حوالي 150 كيلو متر شمال العاصمة صنعاء يقع «السوق الجديد» وهذا المركز الإداري لمديرية خارف التابعة لمحافظة عمران إلى الشرق من مدينة ريدة.
ورغم اشتهار الأخيرة بتواجد اليهود اليمنيين فيها إلا أن الأكثر منهم في السوق الجديد وقرية «الكرسعة» بخارف.
حين تكون قد وصلت إلى السوق الجديد لتسأل عن أحد أو تبدو غريبا يسألك فاعل خير!! هل تريد بيت المشعوذ؟! وهل تبحث عن سحر؟ وكأنه لا يوجد هنا إلا هؤلاء فقط وهم فعلا كثر حيث أدعياء السحر والشعوذة هنا من المسلمين واليهود على حد سواء، بل ربما المسلمين أكثر جرأة.
الجمعة الماضية كان وفقا للأعراف القبلية السائدة هنا في خارف هو ثالث أيام العرس الذي يجمع الشاب عبدالرحمن الحديقي والفتاة «لية» سعيد اليهوي، ويوم الثالث يقوم فيه أهل الزوجة بزيارة العروسة إلى منزلها وأهدائها وكان ثالث «لية» بحضور قبائل من أرحب باعتبارهم أهلها الذين هربت إليهم وتولوا أمر تزويجها.
كان «الثالث» أكثر سخونة من أشباهه، والحضور تجمعوا من قبائل خارف وأرحب.
يقولون إنهم «أصهار» وتجمعهم «لية» وقد ارتسمت عليهم نشوة النصر فيما جاهزية القبائل بالسلاح عالية وبدا كثير من مرافق الشيخ الشاب عارف مجلي وهم يمتشقون الأسلحة غير الشخصية من البوازيك وغيرها.
ورغم حضور لهجة الحديث عن إسلام الفتاة وغيرها إلا أن صوت القبيلة لم يذب إذ يتحدث عارف مجلي عن إشهار عقد الزواج والإسلام للفتاة «ه قائلا: «إنه تم بحضور أكثر من 200 غرّام». ولفظ «الغرّامة» هو لفظ قبلي بامتياز.


الهروب نحو أرحب!!

في العاشرة مساءً كان عبدالرحمن الحديقي على موعد مع فتاته «لية» بعد اتصالات مسبقة بالهاتف وهو القادم من بلاده خارف إليها في صنعاء حيث زفت الفتاة قبل أسبوع واحد فقط لفتى يهودي اسمه هارون من نازحي منطقة آل سالم في صعدة والمقيم بالمدينة السياحية بصنعاء!!
تمت الخطة على ما يرام وفي بوابة المدينة السياحية انتظر عبدالرحمن حسب الاتفاق لتخرج إليه «لية» رغم أضواء المدينة وحراستها التي تمنع الدخول والخروج نحو المدينة إلا بعد عرض البطائق الشخصية وفقا لما أخبرني به والد الفتاة «لية» سعيد بن سعيد حمدي!!
وفيما الأمر يبدو مغامرة وحديث أهله عن «كرامات» فقد انتصرت «لية» وتخطت الأسوار وانطلق بها عبدالرحمن نحو أرحب لتبدأ مراسيم إعلان إسلام فتاه وزواجها من فتى مسلم على بعد أيام فقط من زواجها السابق والذي قيل إنها سيقت إليه مغصوبة!!
عبدالرحمن الحديقي خريج ثانوية ويبلغ من العمر حوالي 20 عاما ويعمل مزارعا في أموال والده.
* متى وكيف تعرفت على ليه؟
- هم ساكنين في «الكرسعة» ونحن جيران وأعرفها منذ الولادة وتعرفنا وكل شيء.. يعني حب في الإسلام.
* متى طرحت عليها موضوع الزواج؟
- يمكن منذ حوالي خمس سنوات وكنا قد تحدثنا قبلها عن الإسلام.
* كيف تلقى أهلك هذا الموضوع وما مدى قبولهم به؟
- موقف أهلي معي تمام.
* هل كنت تتوقع حصول مشاكل في مغامرة كهذه؟ وهل كنت مستعد لتحملها؟
- كنت أتوقع تحصل مشاكل وأنا مستعد لمواجهتها.
* الفتاة الآن انتقلت إلى حياة جديدة وانفصلت عن ماض كامل.. هل أنت مستعد للوفاء معها؟
- ما نزعتها إلا وأنا كفؤ لها.
* قد يحصل بينكما مشاكل خصوصا أن هناك اختلاف ثقافي بينكما؟
- مابش اختلاف ثقافة ولا شيء!!
* وإذا حصلت مشاكل هل ستتخلى عنها؟ وأين سيكون موقف أهلك؟
- ماشي، وأهلي سيكونون معاها!!
* بالنسبة لزواجها في صنعاء كيف تم ذلك؟
- حاصروها أهلها وغصبوها بالعرس وقطبوا العرس -يعني أسرعوا في إجراءاته- وزادوا طقوم وتشديدات.
* كيف هربت معك؟
- نزعت نفسها من المدينة السياحية بعد تواصل بيننا بالتلفون وكنت في بوابة المدينة مراعي لها.
* متى تم ذلك؟
- هم زوجوها يوم الثلاثاء وأنا نزعتها الثلاثاء الذي بعده وهي لم تمكنه من نفسها خلال هذه المدة وخرجت حوالي الساعة العاشرة مساءً وخرجنا نحو أرحب لدى الشيخ عارف مجلي.
* هل كنتم خائفين بعد وصولكم لدى الشيخ عارف مجلي؟
- لا، كنا طبيعي.
* ماذا عن اسمها؟ هل قمتم بتغييره كما تم في حالات سابقة؟
- لا، ما يزال اسمها «لية» لأنها راغبة فيه -تدخل رجل مسن قائلا: اسمها حالي ما فيه ولا عيب.
* هل درست «لية» وما هو مستواها التعليمي؟
- ما درست ولا حاجة.


الشيخ مجلي: أخذنا رأي العلماء وقمنا بالإجراءات اللازمة

الشيخ عارف مجلي ابن أحد مشائخ قبيلة أرحب البارزين وقد توفي قبل فترة وهو خليفته تحدثنا إليه في عدد من القضايا علما أنه وصل باعتباره أصبح ولي أمر الفتاة العروسة والذي تولى تزويجها وكان الحوار التالي:الشيخ مجلي
* ما الذي دفعكم لتبني هذه القضية؟
- هذه القضية نتشرف أن نتبناها وهي قضية تهم الأمة الإسلامية.
* ماذا عملتم عند وصول الفتاة إليكم؟
- قمنا باللازم وأخذنا رأي العلماء والقانون وأعلنت إسلامها ونطقت الشهادتين وجهزناها وزوجناها وأصبحت واحدة منا وقبائل أرحب كلها وقفت معنا بل تواصلت معنا كل القبائل واتصل بي مشائخ من جهم ومأرب وحضرموت.
* لو أتت إليكم بنت تريد الزواج من شخص بعد أن أجبرها أهلها على شخص غيره وهي مسلمة هل ستعاملونها مثل «لية»؟
- هذا على حسب الشرع، إذا كان يحكم لها الشرع بالخروج على زوجها وهو فيه عيب نتعاون معها.
* تبدو هذه القضايا مثيرة للرأي العام، ويتفاعل معها الكثير بينما هناك مظالم أخرى، لا يتفاعل أحد معها.. ماذا لو جاء إليكم مظلوم من نوع آخر هل ستحمونه؟
- بإذن الله نقوم معه.
* على سبيل المثال ناشطو المجتمع المدني والصحفيون يا شيخ عارف يطالهم الاعتداء والظلم، لو جاء إليكم أحدهم ستحمونه؟
- نعم بإذن الله، نقوم معه بمالنا وجهودنا وأنفسنا والصحفيون هم ينقلون الحقيقة.
* هل أعتبرها دعوة للزملاء الصحفيين أن يتجهوا إلى أرحب إذا ما أحسوا بالظلم؟
- نعم، اعتبرها دعوة لهم باسمي شخصيا وباسم مشائخ أرحب كاملة وأظن أن إخواننا في حاشد لن يتأخروا في مثل هذا، (كان يتكلم موجها الكلام لأبناء خارف كونهم من حاشد).
* ما الذي ستقومون به الآن تجاه «لية» بعد أن توليتم أمرها؟
- البنت أصبحت واحدة منا ونحن جئنا اليوم من أجل الثالث كما نفعل مع بناتنا وأزيدك بالقول إنني وإخواني وهم في السعودية توالينا أن تكون هذه البنت واحدة منا لها من الميراث والنصيب مثل واحدة من أخواتي بنات الشيخ صالح مجلي ولدينا ست أخوات و»لية» أصبحت السابعة وسوف نعمل لها وثيقة معمدة ونسلمها لها تكون بيدها وهذا باتفاق من كل أسرتنا!! مستغربا كيف خرجت من عند الحراسة دون أن ينتبهوا.


والد «ليــة»: ليتها فعلت ذلك مبكراً

ويتحدث سعيد حمدي عن القضية بالقول: لا أدري ماذا حصل ونحن سلمنا البنت إلى بيت زوجها وعملنا عرس كبير بحضور وزير الخارجية (الصحيح أن الحاضر هو د. رشاد العليمي) وحضر كثير من القبائل واليهود وكان عرس كبير وأنا أحمل المسئولية زوجها ووالده.
ويقول: ليش أسلمت اليوم ليش ما تسلم قبل زواجها بهارون لأنا كنا سوف نسلم الخسارة التي تعرضنا لها والذهب الذي معها.
وفيما تحدث سعيد قائلا: ذلحين أنا خايف من بناتي الباقيات، فقد قال غيره أنه تم زواج إحدى بناته بصورة سريعة يوم الأربعاء الماضي ربما تلافينا المشكلة أخرى كالتي حصلت لـ»لية».
الأستاذ نبيل الرجوي الذي يعمل خطيباً لمسجد السوق وعاقلا للمنطقة تأتي إليه كثير من قضايا اليهود ويساهم بحلها تحدث إلينا عن هذه القضية بالقول: عند وصول خبر مغادرة «لية» منزل زوجها السابق تواصل معي بعض المواطنين اليهود بحكم علاقتي الجيدة بهم ومنهم يحيى يعيش حيث كانوا يريدون التأكد من ذلك، وأنها لم تختطف اختطاف، وقد وعدتهم بالتعاون معهم في حقيقة كونها مخطوفة أم غير ذلك، وبشأن الذهب الذي حملته معها مما يخص أهل زوجها اليهودي، بعضه يخص زوجة أخيها وقد أعطيته في العرس «عارة» فقد تواصلنا معهم.
ويكشف الأستاذ الرجوي أن بعضا من مشائخ صعدة تواصلوا مع أهالي خارف بشأن الذهب الذي يخص هارون -العريس السابق- كونه في الأصل من آل سالم بمحافظة صعدة بغرض إعادته.
وأوضح الرجوي أن العمل على استرداده قائم وسيتم قريبا.<


شمعة.. تجربة سابقة

«أمة السلام» فتاة قررت قبل حوالي عقد ونصف الانتقال من أسرتها وديانتها اليهودية واسمها السابق «شمعة» إلى الإسلام مع زوجها بشير مهاصيب.
تحدثت إلى «الأهالي» أمة السلام عن حكايتها قائلة إنها اختارت بشير وانتقلت معه إلى الإسلام والزواج وعن اسمها تقول إنها غيرت اسمها السابق «شمعة» إلى «أمة السلام» وأن القاضي الذي تولى زواجها وإشهار إسلامها هو من سماها بهذا الاسم حيث قالت أنه في محكمة «حوث»!!
وكشفت «شمعة» أو «أمة السلام» أن إحدى شقيقاتها كانت قد فرت من منزل أهلها قبل عامين ولجأت إلى أسرة «بيت الحديقي» لحمايتها وأعلنت إسلامها واستمرت لدى بيت الحديقي عاما كاملا حتى قاموا بتزويجها إلى وادي ظهر.
لماذا بنات اليهود هن من يسلمن دون البنين؟ سؤال طرحناه على أمة السلام لتقول: هداية من الله، وأنهم معتقدين وأكدت انقطاع علاقتها بأسرتها عدا زيارتين فقط لأحد أشقائها إلا أنها ولحسن حظها فإن شقيقتها التي سبقتها بالإسلام هي من تبقى لها من قرابة الدم التي تتواصل معها باستمرار.
خلال هذه الفترة من زواج بشير وأمة السلام أنجبا إبراهيم وعمر ورواء ومن الطبيعي أن حياتهما لا تخلو من المشاكل إلا أنها ليست مستعدة للتخلي عن الإسلام مهما كانت المشاكل.




المصدر : الأهالي


 

مواضيع ذات صلة :