اعلن رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور الخميس ان مصر تعهدت باعادة صادراتها من الغاز الى الاردن الى معدلاتها الطبيعية السابقة بعد ان شهدت هذه الامدادات في الاونة الاخيرة تراجعا كبيرا اثر على اقتصاد المملكة.
وقال النسور في مؤتمر صحافي مشترك في عمان مع نظيره المصري هشام قنديل ان امدادات الغاز المصري للمملكة "بلغت ارقامها اليوم 250 مليون قدم مكعبة يوميا بعد ان كانت امس واول امس ما بين 190 و200 و210 مليون قدم مكعبة يوميا".
واضاف ان "الاتفاقية الآن في هذه اللحظة اصبحت محترمة وان شاء الله لن نجد انقطاعات بعد اليوم وسيهدأ بال الشعب الاردني".
واوضح النسور انه "جرى الاتفاق بيننا وبين الجانب المصري اليوم (الخميس) على تفعيل الاتفاقية وتنفيذها بحذافيرها، لم نعد بحثها لانها موجودة وموقعة وملزمة".
واشار الى ان "اخواننا المصريين سيبذلون كل مستطاع لاحترام الاتفاقية وكلنا ثقة انهم سيفعلون ذلك" مؤكدا ان "هذا هو الانجاز الكبير الذي تحقق في لقاء اليوم".
وينص العقد المبرم بين البلدين على تزويد الاردن ب250 مليون قدم مكعبة يوميا.
وكان البلدان وقعا في 21 كانون الاول/ديسمبر 2011 اتفاقا في القاهرة تم خلاله تعديل اسعار تصدير الغاز المصري للمملكة.
من جانبه، وعد رئيس وزراء مصر بالالتزام بالاتفاق المبرم بين البلدين، وقال "ان شاء الله من اليوم نلتزم بتدفق الغاز بكميات ملائمة للجانب الاردني" رغم ان "قطاع الطاقة في مصر يواجه تحديات حقيقية في الايفاء بالاحتياجات الداخلية والتصديرية".
واضاف ان "مصر كانت مرتبطة بعقود تصدير مع الاردن وقبل ذلك مع اسبانيا واسرائيل"، مشيرا الى ان "التصدير الآن متوقف لاسرائيل واسبانيا، والدولة الوحيدة التي نحافظ عليها هي الاردن".
وحول سبب توقف امدادات الغاز لاسرائيل، قال قنديل ان "هذا خلاف تعاقدي ما بين الشركة المصرية والشركة الموردة وليس قطعا سياسيا، هناك مشاكل قانونية ما بين الشركتين".
وكانت مصر بدأت تصدير الغاز الى اسرائيل في ربيع العام 2008 وفقا لعقد ابرم في العام 2005.
وبموجب الاتفاق كانت مصر تمد اسرائيل ب43% من مجمل الغاز الطبيعي المستهلك لانتاج 40% من الكهرباء.
ويقضي العقد الذي تبلغ قيمته 2,5 مليار دولار بان تقوم شركة شرق المتوسط للغاز ببيع 1,7 مليار متر مكعب من الغاز المصري سنويا لمدة 15 عاما الى شركة الكهرباء الاسرائيلية.
وشهدت كميات الغاز الموردة الى الاردن من مصر تقلبا وتراجعا كبيرين في الاونة الاخيرة.
واكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الاردني علاء البطاينة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان "الكميات التي تستلمها المملكة من مصر تقدر ب40 مليون قدم مكعبة يوميا وتشكل حوالى 16 بالمئة من اجمالي الكميات المتعاقد عليها" بين البلدين.
وكان الاردن يستورد من مصر 80 في المئة من احتياجاته من الغاز الطبيعي لانتاج الكهرباء وقد لجأ الى الاعتماد اكثر على السولار وزيت الوقود لتأمين حاجات محطات الكهرباء ما كبد الحكومة الاردنية خسائر قدرت بحوالى اربعة ملايين دولار يوميا.
وعادة يستهلك الاردن ما معدله مئة الف برميل يوميا من النفط الخام، ارتفعت الى نحو 170 الف برميل مع انقطاع امدادات الغاز المصري في الاشهر الاخيرة.
وتعرض الانبوب الذي يزود الاردن واسرائيل بالغاز المصري في 22 تموز/يوليو الماضي لتفجير هو الخامس عشر منذ شباط/فبراير 2011.
وحول العمالة المصرية في الاردن والتي تعمل اغلبها في قطاع البناء، قال رئيس وزراء الاردن ان "عددهم يزيد عن 900 الف شخص وهؤلاء موجودون هنا منذ عشرات السنين والشعب الاردني لا ينظر اليهم كطارىء".
واضاف "هذا وطنهم ونحن بحاجة لهم فلهم خدمة وفضل لاينكر على نهضة الاردن وتقدمه وازدهاره ونجاح اعماله وزراعته وتجارته".
من جانب آخر، تسلم العاهل الاردني عبد الله الثاني من قنديل رسالة من الرئيس المصري محمد مرسي تضمنت دعوة رسمية لزيارة مصر، حسبما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وقال قنديل ان "دعوة الملك لزيارة مصر حتى يكتمل التعاون والتنسيق بين البلدين بلقاء زعيمي البلدين"، مشيرا الى ان "ارقام التبادل التجاري بين البلدين متواضعة للغاية ويجب تعظيمها".
ووصل رئيس الوزراء المصري الى الاردن الخميس على رأس وفد وزاري في زيارة قصيرة تختتم مساء اليوم ترأس خلالها وفد بلاده في اجتماعات اللجنة العليا الاردنية المصرية المشتركة التي لم تعقد منذ 2009.
الفرنسية