تشارك الجزائر اليوم في اجتماعات الجولة الرسمية الحادية عشرة من المفاوضات المتعددة الأطراف بشأن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وسط تحذير من انضمامها بسبب ضعف تنافسية تجارتها، ونقلت إذاعة الجزائر الحكومية عن وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة قوله إن الجولة التي تنعقد بجنيف 'مهمة جداً' لأنها تأتي بعد خمس سنوات من توقف المفاوضات الرسمية.
وأوضح بادة أن عودة الجزائر لطاولة المفاوضات لها أهمية كبيرة، حيث ستقدم شروحات عن ملفات جديدة على أمل أن تتضح رؤية واضحة بشأن المراحل المقبلة لمسار الانضمام للمنظمة، وهل ستكون مراحل قريبة أم بعيدة، سهلة أم صعبة حسب مواقف الدول الأعضاء، على حد قول المسؤول الجزائري.
وحسب بيان وزارة التجارة، فإن اجتماع مجموعة العمل المكلفة بملف انضمام الجزائر سيدرس مشروع التقرير المُعدل وأجوبة الجزائر على الأسئلة الإضافية لأعضاء المنظمة، ومدى تقدم عمليات مطابقة النظام التجاري الجزائري لمتطلبات العضوية، وكذا المفاوضات الثنائية بشأن الرسوم الجمركية والالتزامات الخاصة بشأن تجارة الخدمات.
مشروعات
وتجري حالياً دراسة حوالي عشرين مشروع اتفاق التزام بشأن المسائل المتعلقة بالنظام التجاري للجزائري، في حين تتواصل المفاوضات الثنائية مع ثلاثة عشر بلداً، وتشير وزارة التجارة الجزائرية إلى إحراز تقدم معتبر مع أكثر من نصف العدد المذكور.
وقد سبقت جولة مفاوضات اليوم مفاوضات ثنائية بين الجزائر وكل من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا وسلفادور والنرويج ونيوزيلندا وتركيا وكوريا الجنوبية، وقد استكملت الجزائر لحد الآن ست اتفاقيات مع كل من فنزويلا وكوبا وسويسرا والبرازيل وأورغواي والأرجنتين، وهي اتفاقيات ضرورية لتمهيد الطريق لنيل عضوية المنظمة العالمية.
وكانت الجزائر قد تقدمت بطلب الانضمام لمنظمة التجارة العالمية في يونيو/حزيران 1987، وفي العام 1995 أنشأت مجموعة العمل المكلفة بملف انضمام الجزائر، وقد عقدت هذه المجموعة عشرة اجتماعات رسمية واجتماعين غير رسميين آخرهما كان في آخر مارس/آذار 2012.
تحذير
وحذر المستشار الاقتصادي السابق في الرئاسة الجزائرية عبد الملك مبارك سراي من مغبة انضمام بلاده إلى المنظمة على المدى القصير والمتوسط، وأوضح في تصريح لإذاعة الجزائر أن وضع الزراعة والصناعة في الجزائر لا يسمح بالانضمام للمنظمة في الوقت الحالي.
وعزا سراي عدم جاهزية الجزائر لعضوية المنظمة إلى غياب منتجات غذائية أو صناعية قادرة على المنافسة الدولية، فضلا عن افتقار الجزائر للكفاءات المتخصصة في التجارة الخارجية والتسيير الحديث وتدعيم الصادرات، واعتبر أن الانضمام سيكون بمثابة قتل لكل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
الجزيرة