اقتصاد عربي نُشر

3 مناطق تحرك نمو الاقتصاد العالمي 2013 ـ 2014

يبدو أفق الاقتصــاد العالمي ملبداً بالغــيوم مع الركود المتوقع في الاقتصاديات المتقدمة وتباطؤ النمو في الأسواق الناشئة خلال عامي 2013-2014. وقد تكون محركات النمو في الاقتصاد العالمي هي الصين وأفريقيا جنوب الصحراء ودول مجلس التعاون الخليجي.

وسلطت الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي عقدت الأسبوع الماضي بواشنطن العاصمة، الأضواء على السحب التي تغطي أفق الاقتصاد العالمي. فالاقتصاد الأمريكي مازال مستمراً في أدائه الضعيف، ومنطقة اليورو تخرج ببطء من فترة كساد طويلة، والأسواق الناشئة فقدت فجأة بريقها الذهبي.

وقد يتساءل المرء عن الوجهة التي يسير إليها الاقتصاد العالمي. بالنسبة لمجموعة كيو ان بي، فإن الآفاق المستقبلية الضعيفة للاقتصاد، بالإضافة إلى عوامل مخاطر عديدة، تشير لحدوث ركود في الاقتصاديات المتقدمة وتباطؤ في النمو في الأسواق الناشئة، فيما ستبقى الصين وأفريقيا جنوب الصحراء ودول مجلس التعاون الخليجي بمثابة بقع الضوء الوحيدة في الأفق.

تقارير

نشر صندوق النقد الدولي أحدث تقاريره حول الاقتصاد العالمي في 8 أكتوبر. ووفقاً لأحدث التقديرات الواردة في هذا التقرير، فإن الاقتصاد الأمريكي سينمو بنسبة 1,6% فقط في عام 2013 وبنسبة 2,6% في عام 2014. ونلاحظ أن هذا الأداء أضعف بكثير من متوسط نسبة النمو 3,1% الذي ساد خلال العقد السابق للكساد الكبير في 2008-2009.

كما أنه من غير المرجح أن يتقلص معدل البطالة بدرجة كبيرة. وإضافة لذلك، يشير تقرير صندوق النقد الدولي الأخير إلى أن الانسداد السياسي الذي حدث مؤخراً في الولايات المتحدة بسبب الموازنة الجديدة وسقف الدين يمثل خطراً إضافياً قد يجر لمزيد من إضعاف الاقتصاد أبعد من تقديرات الصندوق.

كما أن خطة بنك الاحتياطي الفيدرالي التي تهدف إلى تقليص "التخفيف الكمي" قد تقود أيضاً إلى إبطاء التعافي في سوق الإسكان الأمريكي. ولذا نجد مجموعة كيو ان بي أكثر تحفظاً في تقديراتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 1,5% خلال عامي 2013 و2014 وذلك مع افتراض التوصل إلى حل ملائم للمأزق السياسي الراهن.

منطقة اليورو

تتعافى منطقة اليورو ببطء من فترة ركود متطاولة. ووفقاً للتقديرات الأخيرة الواردة في تقرير الاقتصاد العالمي الصادر من صندوق النقد الدولي، فإن الناتج المحلي الإجمالي لكتلة عملة اليورو سيظل سلبياً (- 0,4%) خلال هذه السنة ثم يتحول إلى نسبة إيجابية بدرجة طفيفة في عام 2014 (1,0%) بافتراض أن تصبح البيئة العالمية أكثر ملاءمة.

وإذا لم تنشأ أسواق صادرات قوية، فإن من المتوقع أن يؤدي الطلب المحلي الثابت إلى نمو منخفض في أوروبا في عام 2014. وتبعاً لذلك، تتوقع مجموعة كيو ان بي نمواً أقل في منطقة اليورو بحدود 0% إلى 0,5% في عام 2014.

أمل

لقد كانت الأسواق الناشئة هي البقعة المضيئة في أفق الاقتصاد العالمي حتى 18 مايو الماضي. ولكن إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك اليوم عن نيته بدء تقليص برنامج "التخفيف الكمي" أدى إلى هروب رؤوس أموال ضخمة من الأسواق الناشئة ولحدوث تباطؤ في النشاط الاقتصادي. والسؤال ما زال قائماً.

فيما إذا كان هذا التباطؤ سيكون مؤقتاً أو دائماً. فوفقاً لتقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر من صندوق النقد الدولي فإن هذا التباطؤ سينتهي في السنة القادمة وستستعيد الاقتصاديات الناشئة زخم النمو من 4,5% في عام 2013 إلى 5,1% في عام 2014. ولكن مجموعة كيو ان بي تتوقع حدوث مشكلات هيكلية أطول مدى في دول مثل البرازيل والهند وإندونيسيا وجنوب أفريقيا بسبب اعتمادها على أسعار السلع وتدفقات رؤوس الأموال القادمة لتمويل النمو في اقتصاداتها.

ومع الانخفاض المتوقع في أسعار السلع ومع مزيد من هروب رؤوس الأموال خارج الأسواق الناشئة بفعل تقليص برنامج "التخفيف الكمي"، ويتوقع تباطؤ النمو أكثر في الاقتصاديات الناشئة خلال عام 2014 إلى نسبة 4%. وإذا حدثت عمليات هروب لرؤوس الأموال بصورة أشد حدة جراء تقليص "التخفيف الكمي"، فسوف يترتب على ذلك وقوع مخاطر أكبر على هذه الاقتصاديات وحدوث مزيد من التباطؤ في نموها.

 

MENAFN - Al-Bayan


 

مواضيع ذات صلة :