اقتصاد عربي نُشر

مصر تزرع سلالات جديدة من القمح لمحاربة الفطر

تطرح مصر أكبر مستورد للقمح في العالم أنواعا جديدة من القمح مقاومة لنوع متحول من مرض الصدأ وهو فطر ينتقل جوا قادر على ان يفني محاصيل بكاملها.
وقال أيمن أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية في حديث لرويترز "بدأنا بالفعل في استخدام هذه البذور وتجري حاليا زراعة 40 طنا في دلتا النيل."
والفطر الذي يصيب القمح منذ أزمان بعيدة تم احتواؤه بدرجة كبير في خمسينات القرن الماضي عندما توصل العلماء الى بذور تحتوي على عامل وراثي يوقف المرض.
لكن سلالة جديدة مدمرة عادت للظهور في أوغندا في أواخر التسعينات مما شكل من جديد تهديدا محتملا لنحو 80 بالمئة من امدادات القمح العالمية.
وقال خبراء ان السبيل الوحيد للتغلب على الفطر الجديد هو استبدال النسبة الاكبر من القمح التجاري العالمي ببذور جديدة مقاومة للمرض.
وسارعت مصر التي تزرع نحو ثلاثة ملايين فدان بالقمح سنويا الى تطوير سلالات جديدة.
وقال أبو حديد "لدينا نوعين من القمح (مصر1) و(مصر2) قمنا بتطويرهما وهما مقاومان لهذا النوع الجديد من مرض الصدأ."
وقد انتقل المرض الجديد الذي يطلق عليه يو.جي99 من أوغندا الى كينيا واثيوبيا وجنوب السودان واليمن واصاب محاصيل في ايران وافغانستان في أقل من عشر سنوات.
وذكر أبو حديد أنه نظرا لانتشار يو.جي99 في اسيا الوسطى فانه من شبه المؤكد أن يصل الى مصر.
وقال "وبما ان مصر تتعرض لرياح شمالية أصبح من المتوقع بدرجة كبيرة ان ينتشر المرض فيها."
ويقول أبو حديد ان المرض ينتشر في الاغلب في الطقس الدافيء الرطب لذلك من المتوقع أن يبقى في منطقة حوض البحر الابيض وألا يسافر الى مناطق أكثر برودة في أوروبا.
وتعمل مصر مع "المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح" في شيكاجو على وقف انتشار الفطر عبر حدودها.
لكن مصر أكبر الدول العربية سكانا والتي تعتمد بكثافة على الخبز المدعوم في اطعام الفقراء لا تنتظر حتى يصيب المرض محصولها قبل أن تتخذ اجراء.
وتم تصدير نحو 1.5 طن من (مصر1) في وقت سابق هذا العام الى افغانستان لمنع المرض من الانتشار بدرجة أكبر في المنطقة.
وقال أبو حديد "نحن نحمي المنطقة من انتشار الفطر وبذلك نحمي أنفسنا من خارج حدودنا."
ولدى مصر واحد من أعلى معدلات استهلاك القمح للفرد في العالم ويبلغ 120 كيلوجراما للفرد سنويا.
وتستهلك مصر نحو 14 مليون طن من القمح سنويا وتستورد نحو ستة ملايين طن من الخارج.

 

مواضيع ذات صلة :