تقارير اقتصادية نُشر

نقص محاصيل البن يلهب أسعار القهوة عبر العالم

دفع ارتفاع تكلفة المعيشة عالمياً مستهلكي القهوة للقبول بتناول الأنواع الرخيصة منها، لكن النقص الحالي في حبوب بن "روبوستا" يزيد من صعوبة العثور على فنجان مناسب للميزانية.

نقص محاصيل البن يلهب أسعار القهوة عبر العالم

في حين أن العديد من محبي القهوة يفضلون حبوب "أرابيكا" عالية الجودة التي تُباع في المقاهي، فإن "روبوستا" عادة ما تكون أقل كلفة لأن شجرتها أكثر صلابة وتتطلب عناية أقل، مما يسهل إنتاجها بكميات كبيرة.

غالباً ما يُستخدم بن "روبوستا" في القهوة السريعة التحضير والإسبريسو والخلطات المطحونة التي تُباع في محال السوبر ماركت، وهو نوع شهد عودة الإقبال عليه مع بحث المستهلكين الذين يعانون من ضائقة مالية عن بدائل.

ومع ذلك، يجد الفلاحون الرئيسيون صعوبة في مواكبة الزيادة في الطلب، إذ بلغت أسعار الجملة هذا الأسبوع أعلى مستوى لها منذ نحو 12 عاماً.

وبالنسبة للمستهلكين في ألمانيا، أكبر سوق للقهوة في أوربا، كان للنقص الحالي تأثير ملحوظ على أسعار البيع بالتجزئة، إذ زادت الأنواع السريعة التحضير 20% تقريباً عن العام الماضي، حتى مع فقدان التضخم في أسعار حبوب البن قوته الدافعة. كما تباطأ نمو أسعار القهوة الفورية في الولايات المتحدة بنسبة أقل من المحمصة في أبريل.

تبدو احتمالات انحسار النقص في حبوب "روبوستا" عالمياً في أي وقت قريب قاتمة، إذ من المحتمل أن تكون فيتنام -أكبر منتج في العالم- قد جمعت أقل محصول لها منذ أربع سنوات، بعد أن ركز المزارعون على زراعة محاصيل أكثر ربحية مثل الأفوكادو والدوريان لمواجهة ارتفاع تكاليف الأسمدة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

في البرازيل، ثاني أكبر دولة منتجة لذلك النوع، تضرر المحصول من الجفاف، وهناك أيضاً مخاوف من أن إنتاج إندونيسيا قد يتراجع في أعقاب هطول أمطار غزيرة.

ورغم هذه العقبات، كانت الشحنات التي وجدت طريقها للتصدير من حبوب "روبوستا" على مستوى العالم خلال الأشهر الستة الأولى من الموسم الحالي أكثر مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، ولكن ليس بالسرعة الكافية لمواكبة الاحتياجات المتزايدة. وذكرت منظمة القهوة العالمية إن الشحنات بين أكتوبر ومارس كانت أعلى بنحو 4% من الفترة نفسها من موسم 2021-22.

وقالت جوديث غانز، التي تدير شركة استشارية في نيويورك تركز على سلع مثل القهوة: "حدث تحول كبير في الطلب بعيداً عن القهوة ذات الأسعار المرتفعة لدرجة أن ارتفاع صادرات "روبوستا" لم تهدئ الأسواق".

لوحظ هذا التحول لأول مرة لدى المحامص التي زادت من كمية "روبوستا" المستخدمة في الخلطات التجارية لتعويض ارتفاع تكاليف حبوب "أرابيكا" وفواتير الطاقة. بعد ذلك، دفع التضخم المكون من رقمين في أجزاء كثيرة من العالم فواتير البقالة للارتفاع إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، ما أجبر بعض المستهلكين على اللجوء للخيارات الأرخص.

نتيجة لذلك، تنمو القهوة السريعة التحضير الكثيفة "روبوستا" بشكل أسرع من قطاعات الصناعة الأخرى، وفقاً لأغوينالدو ليما من رابطة صناعة القهوة البرازيلية الفورية، التي تُعد دولتها أكبر منتج للبن القابل للذوبان في العالم. كما أفادت الشركات الرائدة في أماكن أخرى، مثل "نستله" و"تاتا كوفي" (Tata Coffee) الهندية، بزيادة الطلب على القهوة الفورية في أحدث تقاريرها المالية.

في حين أن من المعروف أن حبوب "روبوستا" أكثر مرارة في طعمها من "أرابيكا" –فيما يرجع في جانب منه إلى ارتفاع مستويات الكافيين- فقد حسّنت كل من فيتنام وإندونيسيا جودة حبوبهما، مما يسهل على المحامص زيادة تنوع الخلطات دون التأثير بشكل كبير على المذاق، وفقاً لـ"غانز".

قال دانييل موناري، صانع القهوة الذي يدير أيضاً مقهى "رويالتي كواليتي" في جنوب البرازيل، إن المستهلكين قد يكتشفون "نكهات مثيرة للاهتمام للغاية" من خلال تناول "روبوستا"، حتى لو كان المذاق مختلفاً عن قهوة أرابيكا.

وأضاف: "هناك حلاوة وحموضة، وهما إضافتان رائعتان تعطيان توازناً للمشروب".


 

مواضيع ذات صلة :