نشرت الولايات المتحدة سفناً حربية في مضيق هرمز الاستراتيجي، بعدما اعترضت إيران سفن ترفع علماً أميركياً.
واعتبر خبير الشؤون الإيرانية لدى مؤسسة "راند" الأميركية علي رضا نادر أن واشنطن وقبل أقل من شهرين على مهلة 30 حزيران (يونيو) للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى، لا يمكنها إلا الرد بقوة.
وأضاف أنه "على الولايات المتحدة إظهار أن المياه في المضيق آمنة ومفتوحة أمام التجارة العالمية".
واعترضت إيران الثلثاء الماضي حاملة الحاويات "ميسرك تيغريس" التي ترفع علم جزر مارشال. فيما تعرّضت حاملة حاويات أخرى ترفع العلم الأميركي، هي "ميرسك كينسينغتون"، الأسبوع الماضي "للمضايقة" لمدة 15 الى 20 دقيقة من قبل زوارق عسكرية إيرانية.
وأعلنت واشنطن الخميس أن سفنها الحربية "سترافق" السفن التجارية الأميركية في المضيق الذي لا يتجاوز عرضه 30 كلم وتحدّه إيران من الشمال.
وأوضح البنتاغون أن البحرية الأميركية "سترافق" السفن التي تحت حمايتها لكن من دون أن يشكّل ذلك "مواكبة"، وهو تعبير عسكري ذُكر في فترات التوتر التي شهدها المضيق في الماضي.
وأعلن البنتاغون أن المحادثات جارية مع دول أخرى، من دون ذكر أسماء هذه الدول لتأمين حماية لسفنها من البحرية الأميركية.
ويرى نادر ان الولايات المتحدة أرادت على الأرجح أن تظهر "جديتها في ضمان أمن المنطقة".
وسبق أن شهدت الولايات المتحدة وإيران صراع قوة مرات عدة حول حرية تحرك السفن في المضيق الإستراتيجي. ففي عام 1987، اقترح الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان أن ترفع ناقلات النفط الكويتية العلم الأميركي لتأمين مواكبة عسكرية لها لأن إيران التي كانت تخوض حرباً ضد العراق، تتعرض لها، زاعمة أنها تنقل النفط العراقي.
وفي عام 1988، وقعت مواجهات بين سفن حربية أميركية وأخرى إيرانية انتهت بغرق ثلاثة زوارق إيرانية سريعة.
وفي أواخر 2011، لوّحت إيران بعد تشديد العقوبات الإقتصادية الدولية المفروضة عليها بإغلاق المضيق، ما أدى الى توتر حاد مع واشنطن.
وقال نادر: "ربما الأمر ليس رسالة سياسية من طهران"، موضحاً "لسنا بالضرورة على شفير مواجهة".
وبرّرت إيران اعتراض سفينة "ميرسك" بأنه قرار قضائي صدر عن محكمة استئناف، إثر خلاف تجاري مع شركة إيرانية.
ويأتي التوتر في المضيق بعد توتر آخر بين البحرية الأميركية والإيرانية قبالة سواحل اليمن في 20 نيسان (أبريل)، بعدما أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "روزفلت" وسفينة مزودة بقاذفة صواريخ بالقرب من خليج عدن، عقب اقتراب مجموعة من السفن الإيرانية اشتبه البنتاغون في أنها تنقل أسلحة إلى المتمردين "الحوثيين"، ما يشكل انتهاكاً للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة، لكن السفن الإيرانية عادت أدراجها بعد هذه الحادثة ببضعة أيام.
يذكر أن 30 في المئة من التجارة الدولية البحرية للنفط تمر عبر هذا المضيق المحوري الذي يربط بين الخليج وبحر عُمان.