في الوقت الذي تعالت فيه أصوات الخبراء محذرين من احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة من
الكساد صرح الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في شيكاغو أمس بأن اقتصاد بلاده مرن مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تزال أكثر الدول رخاء في العالم. وطالب العديد من الخبراء باتخاذ إجراءات سريعة للحيلولة دون وصوله إلى هذه المرحلة مؤكدين ان الاعتماد على البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة لن يكون وحده كافيا لمعالجة الأزمة الاقتصادية. وأكد بوش مرارا ان الاقتصاد الأمريكي مؤهل لتحمل صدمات تدهور قطاع الإسكان واضطراب سوق المال وارتفاع أسعار النفط لكن استمرار النمو ليس أمرا يقينيا. ومن جانبه دعا وزير المالية الأمريكي السابق لورانس سومرز إلى تخصيص دعم مالي بقيمة 75 مليار دولار للمساعدة في تنشيط الاقتصاد الأمريكي. واقترح سومرز مجموعة إجراءات منها خفض في الضرائب وزيادة المخصصات المالية الأمريكية لذوي الدخول المنخفضة الذين تأثروا بشكل كبير أكثر من غيرهم بالأزمة التي أشعل فتيلها الاهتزاز في سوق الائتمان والإقراض العقاري السكني في الولايات المتحدة. وفي المجال ذاته نقلت صحيفة"الفاينانشنال تايمز" البريطانية عن رئيس المكتب الوطني لبحوث الاقتصاد في أمريكا مارتن فلدستين قوله" إن احتمالات ولوج الاقتصاد الأمريكي نحو عتبة الكساد باتت في الوقت الحالي أكثر من 50%. واضاف فلدستين إن ارتفاع معدلات البطالة تثير القلق في أوساط المستهلك الأمريكي..داعيا مجلس الكونجرس إلى إقرار خفض في الضرائب لاستعادة الثقة في الاقتصاد الأمريكي. يذكر أن معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفع خلال شهر ديسمبر الماضي إلى أعلى مستوى له في عامين ما زاد المخاوف بشأن تباطؤ اكبر اقتصاد في العالم. وقالت وزارة العمل الأمريكية إن الأعمال أضافت 18 ألف وظيفة جديدة فقط الشهر الماضي ما يقل كثيرا عن توقعات المحللين بإضافة 70 ألف وظيفة وعما أضيف في شهر نوفمبر الذي بلغت فيه نحو 115 ألف وظيفة.
