عقب ثلاثة أشهر من انطلاق دعوة الشباب للتغيير، ومن افتراشهم أزقة وأرصفة الشوارع والحواري في مختلف مدن الجمهورية، وبعد كل المحاولات الفاشلة لرأب الصدع في الشارع اليمني من قبل الأخوة في دول الخليج العربي ما تزال الرؤية غامضة نحو مستقبل اليمن، تحفها عدد من المخاطر والشكوك، خصوصا مع ازدياد حدة التوتر وسط الشارع المنقسم، والأحزاب الفاغرة أفواهها نحو كعكة المستقبل المجهول لتقاسمها!!
لم يعد اليمن بلد الإيمان والحكمة كما جاء في القول المأثور، ولم تعد السعادة سمة البلدة الطيبة التي وصفها سبحانه عز وجل في كتابه العزيز، ولكنها باتت بلد البؤس والشقاء، بلد التهجير والتعسير، تكالبت عليها الظروف بفعل أبنائها فأضحت مشلولة في كل شيء ومن كل شيء، مشلولة في سياستها، ومشلولة في حكمها، ومشلولة في اقتصادها، ومشلولة حتى في سعادتها، إنها كالأم التي تدفع ضريبة اختلاف أبنائها وتناحرهم من دم قلبها كل يوم!!
ولم يعد اليمنيون اليوم سوى أبناء مشردين يتقاسمون فيما بينهم ماء قلة الحيلة وهاجسا يقول خذوا وطني واعطوني ولو كل يوم رغيفا!! يقتاتون السعادة في أحلام يقظتهم فقط رغم الكوابيس الحقيقية التي تكتحل بها عيونهم كل يوم، يحلمون بدفء العيش في وطن لا تنقصه القناعة ولكن ينقصه الاستقرار، والأمن، والحكمة، والتعقل، وتغليب مصلحة الكل على الجزء في كل الأمور.
تسعون يوما مضت وجموع اليمنيين يهتفون برحيل النظام، والبعض منهم ينشدون بقائه، لكن الحصيلة لا شيء سوى مزيد من الدماء، ومن هدر الأموال، وقتل الاقتصاد، ومحاكمة كل ما هو جميل في وطن لم يكن ينتظر منهم سوى الحفاظ على كرامته، والعمل على سلامة أراضيه، واستغلال ثروته بدلا من هدرها في الصراع على كراسي زائفة، مصيرها الزوال مهما طال عمرها أو قصر.
تسعون يوما مضت واليمنيون لا يزالون يراقبون إشراقة الشمس عن بعد علهم يرون يوما جديدا تشرق في سماء وطنهم المغلوب على أمره، دون أن يدركوا أنهم يحفرون قبورهم بأياديهم،وأنهم يزفون الوطن إلى موت محقق، مشرعن، ويكفنونه بالرايات التي كانت رمز شموخه وعزة مجده على الدوام.
تسعون يوما مضت واليمنيون لا يزالون يكتوون بأشعة الشمس، ترفسهم حوافر الخيل الذي ضنوا يوما ما أنه سيحملهم في سباق محموم مع الزمن إلى أرض السعادة والأمن ورغد المعيشة، وحياة الرفاهية والترف، تسعون يوما مضت ولم نعرف كم من الأيام والأسابيع والشهور يحتاجون ليحققوا أهدافهم، وكم من السنوات والعقود يحتاجون ليستعيدوا أمنهم واستقرارهم، واقتصادهم، ومعيشتهم، خصوصا بعد أن أصبح الاقتصاد في خانة الأصفار المعدومة، وأضحى معه المواطن في خانة الموتى!!!
يالله ..أي وطن هذا الذي يتحمل حماقة أبنائه كل هذا العمر، وأي وطن هذا الذي يتحمل جشع مسؤوليه وتشبثهم بكراسي السلطة طوال هذه العقود، أي وطن هذا الذي يحتضر بين أيدينا ونحن نكمم فمه، ونقرع طبولنا على أناته وأوجاعه، بل أي وطن هذا الذي نحمله مزيدا من القهر، ونضربه بعصينا وسواطيرنا كل يوم عله يتفجر أنهارا من الذهب، والعسل المصفى، والماء الزلال!! إن من يحلم بالأمن لا يمكن أن يحققه ما لم يعمل جديا لتحقيقه، ومن يحلم برغد المعيشة يجب أن يشمر ساعده نحو الفعل، فالأوطان غنية برجالها، واقتصاديات الدول لا يمكن أن تبنى إلا بسواعد أبنائها، والمنجزات لا يمكن أن تقاس إلا بمقدار شبع الناس وإغنائهم من الحاجة للآخرين، فمتى يدرك اليمنيون هذا؟ ومتى يدركون أن الكراسي تأتي وتذهب، والمسؤولون يأتون ويذهبون، والناس تأتي وتذهب، بينما الأوطان تظل راسخة رسوخ الجبال، فنائها وازدهارها يرتبطان بجهود أبنائها ومثابرتهم وصبرهم وتنازلهم عن مصالحهم الشخصية لأجل مصلحة أسمى وأنقى، تسمى مصلحة وطن!!
لم يعد اليمن بلد الإيمان والحكمة كما جاء في القول المأثور، ولم تعد السعادة سمة البلدة الطيبة التي وصفها سبحانه عز وجل في كتابه العزيز، ولكنها باتت بلد البؤس والشقاء، بلد التهجير والتعسير، تكالبت عليها الظروف بفعل أبنائها فأضحت مشلولة في كل شيء ومن كل شيء، مشلولة في سياستها، ومشلولة في حكمها، ومشلولة في اقتصادها، ومشلولة حتى في سعادتها، إنها كالأم التي تدفع ضريبة اختلاف أبنائها وتناحرهم من دم قلبها كل يوم!!
ولم يعد اليمنيون اليوم سوى أبناء مشردين يتقاسمون فيما بينهم ماء قلة الحيلة وهاجسا يقول خذوا وطني واعطوني ولو كل يوم رغيفا!! يقتاتون السعادة في أحلام يقظتهم فقط رغم الكوابيس الحقيقية التي تكتحل بها عيونهم كل يوم، يحلمون بدفء العيش في وطن لا تنقصه القناعة ولكن ينقصه الاستقرار، والأمن، والحكمة، والتعقل، وتغليب مصلحة الكل على الجزء في كل الأمور.
تسعون يوما مضت وجموع اليمنيين يهتفون برحيل النظام، والبعض منهم ينشدون بقائه، لكن الحصيلة لا شيء سوى مزيد من الدماء، ومن هدر الأموال، وقتل الاقتصاد، ومحاكمة كل ما هو جميل في وطن لم يكن ينتظر منهم سوى الحفاظ على كرامته، والعمل على سلامة أراضيه، واستغلال ثروته بدلا من هدرها في الصراع على كراسي زائفة، مصيرها الزوال مهما طال عمرها أو قصر.
تسعون يوما مضت واليمنيون لا يزالون يراقبون إشراقة الشمس عن بعد علهم يرون يوما جديدا تشرق في سماء وطنهم المغلوب على أمره، دون أن يدركوا أنهم يحفرون قبورهم بأياديهم،وأنهم يزفون الوطن إلى موت محقق، مشرعن، ويكفنونه بالرايات التي كانت رمز شموخه وعزة مجده على الدوام.
تسعون يوما مضت واليمنيون لا يزالون يكتوون بأشعة الشمس، ترفسهم حوافر الخيل الذي ضنوا يوما ما أنه سيحملهم في سباق محموم مع الزمن إلى أرض السعادة والأمن ورغد المعيشة، وحياة الرفاهية والترف، تسعون يوما مضت ولم نعرف كم من الأيام والأسابيع والشهور يحتاجون ليحققوا أهدافهم، وكم من السنوات والعقود يحتاجون ليستعيدوا أمنهم واستقرارهم، واقتصادهم، ومعيشتهم، خصوصا بعد أن أصبح الاقتصاد في خانة الأصفار المعدومة، وأضحى معه المواطن في خانة الموتى!!!
يالله ..أي وطن هذا الذي يتحمل حماقة أبنائه كل هذا العمر، وأي وطن هذا الذي يتحمل جشع مسؤوليه وتشبثهم بكراسي السلطة طوال هذه العقود، أي وطن هذا الذي يحتضر بين أيدينا ونحن نكمم فمه، ونقرع طبولنا على أناته وأوجاعه، بل أي وطن هذا الذي نحمله مزيدا من القهر، ونضربه بعصينا وسواطيرنا كل يوم عله يتفجر أنهارا من الذهب، والعسل المصفى، والماء الزلال!! إن من يحلم بالأمن لا يمكن أن يحققه ما لم يعمل جديا لتحقيقه، ومن يحلم برغد المعيشة يجب أن يشمر ساعده نحو الفعل، فالأوطان غنية برجالها، واقتصاديات الدول لا يمكن أن تبنى إلا بسواعد أبنائها، والمنجزات لا يمكن أن تقاس إلا بمقدار شبع الناس وإغنائهم من الحاجة للآخرين، فمتى يدرك اليمنيون هذا؟ ومتى يدركون أن الكراسي تأتي وتذهب، والمسؤولون يأتون ويذهبون، والناس تأتي وتذهب، بينما الأوطان تظل راسخة رسوخ الجبال، فنائها وازدهارها يرتبطان بجهود أبنائها ومثابرتهم وصبرهم وتنازلهم عن مصالحهم الشخصية لأجل مصلحة أسمى وأنقى، تسمى مصلحة وطن!!
نقلا عن مجلة الاستثمار العدد(37 ) مايو 2011