آراء وأقلام نُشر

أصدقاء اليمن وشبح الدولة الفاشلة

تُعرف الدولة الفاشلة، اجمالاً، ضمن مجموعة من المؤشرات، الموضوعية، التي تتعلق بنظرة الدولة الى نفسها، ضمن أدائها لواجباتهم الطبيعية، على إقليمها، الأرضي، اضافة الى قدرتها على الوفاء بتلك الواجبات. ونظرة الدول الاخرى لها، من حيث، المساواة، والندية، كأعضاء في المنظومة الدولية.


 ومن ابرز العناصر التي تشير الى دولة ما، بانها فاشلة، اذا فقدت تلك الدولة، لأي سبب قدرتها على فرض استخدامها للقوة المشروعة، على أراضيها، واذا تحللت شرعية الدولة في اتخاذ القرارات العامة، المتعلقة بحياة الأفراد، وأمنهم، وتنفيذها. كما يمكن ان توصف الدولة اجمالاً بانها فاشلة، حال ان تعجز عن تأمين الحد المقبول من الخدمات العامة، عبر مؤسساتها القائمة.


وبطبيعة الحال، توصف الدولة بانها فاشلة، اذا لم تتمكن من التعامل، مع الدول الاخرى على مستوى الكفاءة، والمساواة. هذه المظاهر تبرز كسبب لمجموعة معقدة من التفاعلات، اقتصادية، وامنية، وثقافية، وينتج عنها للأسف مجموعة اكثر تعقيدا، من العواقب. اقلها زوال الدولة وضياع السلطان.


الدولة في اليمن اليوم تواجه معضلة الخروج من عنق الزجاجة، لتلافي الانزلاق في مفهوم الدولة الفاشلة، وحكومة الوفاق الوطني اليمنية، المدعومة من احزاب اللقاء المشترك، تتحرك ببطء، وتحتاج الى المزيد من الشجاعة، التي لن تغني في المحصلة النهائية عن شيء مالم يتوفر لها، اي لهذه الحكومة، الدعم الاقليمي، والدولي، للخروج باليمن، والمنطقة، والعالم، من أزمة الجميع في غنى عنها.


يجب أن يفهم الأخوة في اليمن أن الوقت للعلاج والتعافي، لا للانتقائية السياسية، بعبارة اخرى مرحلة حلول لا مفر منها، جوهرها الداخلي مساعدة اليمن على إنجاح برامجه السياسية، ودعم خطوات الاصلاح، المرتقبة، والمساعدة على خلق بيئات مناسبة للحوار بين اليمنيين، تجنبهم تفتيت وطنهم.


الحكومة اليمنية أظهرت حرصاً ملحوظاً، على المشاركة في فعاليات اللقاء الثالث لمجموعة أصدقاء اليمن، الذي ينتظر ان يعقد في الرياض في ٢٣مايو الجاري، كما أظهرت حرصا مماثلاً  على نجاح هذا اللقاء. اللقاء الوزاري الثالث لمجموعة أصدقاء اليمن سيتوفر له حضور دولي يعكس اهمية الحدث، كما يعكس جدية الأطراف المشاركة على حل متوالية المعضلات التي تتربص باليمن، حيث ستشارك الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية، ودول مجلس التعاون الخليجي، الراعية لمبادرة الحل الخليجي في اليمن.


 لا شك في ان هذه الأطراف المشاركة في اللقاء تدرك معنى ان تتحول اليمن الى دولة فاشلة بالمفهوم الذي تمت الاشارة اليه، الموضوع ابعد من مجرد، تفتت سلطة قُطْر فقير في جنوب شبه الجزيرة العربية، ومن المؤكد ان اليمنيين اول من يدرك أبعاد هذه الحقيقة القاسية، وان دول الجوار لن تكون في منأى، من تداعيات ذلك الفشل، والمجموعة الدولية، تدرك مصالحها جيداً، وانزلاق اليمن الى منحى الفشل، بالتأكيد ضد مصلحة الجميع.


آلية الحل عبر تجمع أصدقاء اليمن، هي الاتجاه الإجباري و الوحيد، لتلافي سلسلة من الانهيارات، السياسية، والاقتصادية، والأمنية في المنطقة.


 ويجب ان تنظر المجموعة الى دعم اليمن على انه أخذ بيد البلاد، لمعالجة التحديات الحالة، وهنا يجب ان يفهم الأخوة في اليمن ان الوقت للعلاج والتعافي، لا للانتقائية السياسية، بعبارة اخرى مرحلة حلول لا مفر منها، جوهرها الداخلي مساعدة اليمن على إنجاح برامجه السياسية، ودعم خطوات الاصلاح، المرتقبة، والمساعدة على خلق بيئات مناسبة للحوار بين اليمنيين، تجنبهم تفتيت وطنهم.


دول مجلس التعاون تضيف الى رصيدها في علاقتها بالدولة اليمنية، والشعب اليمني، جهدا ايجابياً، جديدا عبر تبني ودعم إنجاح لقاء مجموعة أصدقاء اليمن، والموقف الخليجي عموما تجاه اليمن، مبدأي، وتاريخي بعدم التخلي عن اليمن او خذلانه، ليكون دوما «يمن» مستقرا، و موحدا، وآمنا.


الرسالة التي ينبغي ان تكون واضحة، من أطراف مجموعة أصدقاء اليمن في لقائهم القادم ان شاء الله، اتمنى ان تُوجه عملياً وبشكل خاص الى مايسمى بتنظيم القاعدة، والى كل قوى العنف التي تحاول القفز الى المشهد السياسي العام في المنطقة.


 وكنس اي امل لهم، بإشاعة الفوضى في الساحة اليمنية، او بزعزعة امن واستقرار المنطقة، و في تقديرنا ان  اي دعم من المجموعة سيكون محل تأثير وفعالية، متى ما تم دعم قدرات الدولة اليمنية ضد الفقر، والبطالة، والمشاكل الاقتصادية ، واتمنى على المجموعة ان تكون خلاصة جهودهم ، ودعمهم لليمن جسراً،لصداقة حقيقية مع الانسان اليمني الذي كابد كثيراً.



 

مواضيع ذات صلة :