الذين سافروا بخطوط طيران أسيوية سيدركون الفرق الذي اقصده مع السفر بخطوط طيران أخرى ويميز طيران القطرية أو الإماراتية هذا التنوع الأسيوي المضيفة التي فاجأتني أنها من اليابان تعاملني كما لو كنت طفل مدلل وزميلتها الكورية لا يكاد يسمع صوتها وهي تخيرك باختيار أنواع الخدمة والطعام علي أن أرهف السمع حتى التقط صوتها !! الذي تهمس به همسا ( حلو هذه أرهف السمع صح؟!) شعرت بأن بي صمم واني بالكاد اسمعها !
تعودت على الطيران الأوربي والعربي الأصيل حيث تكون مضيفات ايطاليا أو ألمانيا من بقايا الحرب العالمية ويذكرك المضيفين الرجال بالطيران العربي ( لا داعي لذكر البلدان ) يذكرك بأنك مع مخبرين على بوابة إستاد رياضي لفض الشغب مش على متن طائرة أنيقة!!
لا يهم الآن .. أنا بهذا الجمال الأسيوي والرقة التي تشعر معها أن المضيفة ( ستسيح ) بعد رحلتين من فرط رقتها وجسمها الدقيق والنصيحة أن تبادل ابتسامتها الدائمة والمشرقة بابتسامة مماثلة وتهز راسك موافقا على كل ما تقوله لك لأنها لن تفهم عليك بالعربي وأنت ترطن بلغة ( الخيل و الليل والصحراء تعرفني ) وأنت لن تفهم عليها باللغة الكورية - ويبقى النطق الانكليزي الخاص بينكما يقوم على الأمانة لا الدقة !!-
وأتمنى أن أجد وقتا لأكتب عن يوميات مدهشة في ذاكرتي عن عالم الدهشة في شرق آسيا تايلاند وماليزيا وسنغافورة أنا لم تدهشني تطورات المدن العملاقة بأمريكا مثلا ولا عراقة المدن بأوروبا مثل الدهشة بآسيا هناك عالم غير بجد !
عالم يعلم الأدب وفن الابتسام والدقة والاهم من ذلك قبول التنوع العجيب والمدهش !!
في الطائرة الضخمة تكون ابتسامة المضيفة اليابانية المشرفة على الرحلة والكورية التي تتردد للاطمئنان على حالتك أمر يثير البهجة – بعد ارتفاع مفزع بالضغط ! يحدث لي مع هذا الاجتهاد والسفر - أحيانا لك أن تشكر الظروف الصعبة مثل إصابتك بنزيف مفاجئ يجعلك محط اهتمام وردتين صغيرتين قادمتين من أعظم عملاقين صناعيين – اليابان وكوريا - !
كانت الكورية تحكي لي نصائح لم افهم منها شيء لكن وافقت عليها ففرحت برضائي واكتفيت بالابتسامات المشجعة مع تعطل لغة الكلام ولغة العيون أيضا لأن هاتين العينين الصغيرتين جدا رغم ابتسامتهما لا يجعلانك تقرأ العيون وأنت متعود على مدرسة العيون التي فيهن حور أو حول !
الآن عيون الأفق الأسيوي الجميل المشع بعمق الحضارة القادمة من الشرق والأدب الجم وروح الإنسانية والقلق عليك بصدق لا زيف فيه وأطلقت ضحكتهما ونحن ننطق الأسماء الصعبة ورأينا أن نختصر الأسماء بما نعرف عن البلدان فصارت الكورية سامسونج واليابانية سوني ولأن اسمي أصعب بالنطق عليهما اقترحتا أن اختار ماركة مشهورة من بلدي تدل علي مثل ما عملت معهما واسقط في يدي – كما يقول أهل اللغة - !! اسقط في يدي !!
ولم اجب لأني لم أجد إلا أن اشرح لهما عن بلد ينام على الخوف ويصحو على الانفجارات بلد ابرز مواهبه هو كيف يفجر بعضه بعضا فقط ورأيتني أقول باللهجة اليمنية ما معانا إلا قريح - لا معانا الكترونيات ولا معانا صناعة غير صناعة الموت وعاد الضغط ليرتفع ......وآااااااااااه يا بلد.