آراء وأقلام نُشر

السياسة في مجالس النساء

المرأة في الغالب متهمة من قبل الرجل بأنها كثيرة كلام قليلة عقل ، وهذا رأيه وإن كان في جله خاطئ ،  إذ أن المرأة تفكر كما الرجل ، وتناقش أمور يناقشها الرجل بل و غالباً تخرج بحلول وآراء يعجز الرجل عن الإتيان بمثلها .
ساد اعتقاد لدى الرجال بأن النساء حينما يجتمعن لا يتحدثن إلا في مشاكل  بيوتهن ، وعصيان أولادهن ، وتجاهل أزواجهن لهن  ،وفلان طلق زوجته ،  وعلان جاء بضرة لزوجته .. قد يكون هذا حاصل فعلاً لكنه ليس الوضع السائد ، فالنساء في مجالسهن يفاجئنك بخوضهن في غمار الحديث عن السياسة ومناقشة ما يحصل في اليمن من أحداث ابتداءً من أحداث التغيير 2011 وانتهاءً بمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد يوم غدٍ ، نساء لا يمتلكن شهادات عليا ، ولم يتخرجن من جامعات أجنبية و لا حتى محلية ، شهادتهن الوحيدة حصلن عليها من مدرسة الحياة.
 يتنقلن من موضوع لآخر مابين الدين والقصص الإنسانية التي تحصل في الحياة  ، وبين السياسة إذ يبدأ الموضوع بدعابة ساخرة عن أحد رموز السياسة في البلد ، فتبدأ تبادل الآراء عن شخصية الرئيس الحالي من حيث طريقة كلامه وإمكانية ما سيقدمه لليمن ومقارنة ما قدمه خلال سنه بما قدمه سلفه علي صالح خلال ثلاثة وثلاثين سنة مع أن المقارنة هنا غير منصفة على الإطلاق ، وهذا كان رأي من كان يؤيد نظام صالح واعترض على ثورة التغيير ، لتأتي الأخرى وتتهم آل الأحمر بأنهم سبب المصائب التي تحصل في اليمن ، وأن ثروتهم التي يمتلكونها ما هي إلا أملاك الشعب .. وهذا ما أثار حفيظة إحداهن على رأي سابقتها لترد إذا كانت ثروة آل الأحمر من أملاك الشعب فمن أين لعلي صالح وأولاده هذه الثروة الخيالية ؟؟ هنا احتدم النقاش ، مع وضد ، طرف مع نظام أصبح من الماضي الغير مرغوب ذكره للكثير ، وطرف آخر مع ثورة أطاحت بنظام كان كما يقال رأس الفساد في الدولة ، لكن الطرفين في الآخر اتفقا على أن كل الأطراف استفادت والخاسر الوحيد هو الشعب ، وخرجن من ذلك الحوار الساخن بقناعة بما يفند المثل القائل ( البغبغبة لنا والبيض لل....) .
وعن مؤتمر الحوار أظهرت النساء خوفهن من إمكانية الانفصال وما سيؤول إليه حال البلد لو أنفصل شمال اليمن عن جنوبه ، وتشرح إحداهن للبقية بعض ما تفهمه عن كيفية الحوار ،لتهطل عليها الأسئلة - من الأخريات اللاتي لا يعين شيء مما يحصل في البلد -  كالمطر فترد بقدر المستطاع حسب فهمها لتصغي الأخريات إليها  وكأنهن يستمعن لمحاضرة في فن الحوار الوطني..
ولم يفتهن  قبل أن يرفع المؤذن صوت الآذان أن يتمنين أن يمر مؤتمر الحوار على خير وألا يحدث شيء يعكر الحوار .
تنظر إليهن ورغم مشاغلهن وأعمالهن الكثيرة إلا أن هموم البلد لا تفارقهن، هن النساء لهن مثل الذي عليهن ، والسياسة والخوض فيها ليست حكراً على مجالس الرجال .. وإن اختلفت آلية النقاش إلا أن لهن رأي يجب أن يحترم ..و على الرجال أن لا يستهينوا  بعقولهن وطريقة تفكيرهن ..
 


 

مواضيع ذات صلة :