آراء وأقلام نُشر

التغيير الحقيقي !!

 

بإعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي تحديد يوم 18 مارس موعدا لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، تقترب التسوية السياسية من دخول أهم المراحل والتي بها سوف  تتشكل أبعاد المستقبل الجديد الذي يتطلع إليه اليمنيون من شمال الشمال إلى جنوب الجنوب، ومن أقصى الغرب إلى آخر نقطة في الشرق.

فمن خلال الحوار الذي ستشارك  فيه قطاعات واسعة من أبناء اليمن بكل فئاتهم والوان طيفهم السياسي دون إستثناء للشباب والمرأة والمنظمات الجماهيرية والإبداعية وغيرها، يمكن أن نصل إلى التغيير الحقيقي الذي من أجله خرج الشباب إلى الشارع في بدايات العام قبل الماضي وقدموا في سبيله تضحيات غالية ، لكنهم وبعد مرور أكثر من عام أصيبوا بخيبة أمل وهم يرون أن شيئا من ذلك التغيير لم يتحقق غير ترك علي عبد الله صالح كرسي السلطة. بل إن الكثيرين باتوا ناقمين على ما يرونه من إخفاقات وتصرفات من خلال ما تتناقله الصحف والمواقع الالكترونية يوميا من فضائح وممارسات فساد مالي وإداري وتوظيف حزبي ومناوشات بين طرفي الوفاق الوطني تكاد تودي بأحلامهم وتقلق مضاجعهم ، وتدفعهم إلى التعبير عن رفضهم لها كما فعل ذلك الشاب قبل أيام بإشعال النار في جسده أمام مقر مجلس الوزراء إحتجاجا وتضامنا مع جرحى الساحات.

ربما لا ينكر أحد الجهود الوطنية المخلصة التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي بتطبيقه الصارم لبنود التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ، لكن هذه الجهود والتي تحظى بتأييد ومساندة إقليمية ودولية ، تستدعي تضافرا ونآزرا من جميع القوى السياسية والمجتمعية في اليمن قبل كل شئ حتى يمضي التغييرفي طريقه الصحيح ويصل إتفاق التسوية السياسية إلى نهايته بتحقيق النجاح المأمول.

لهذا كله ، يجب أن نعترف – بعيدا عن المزايدات – أن التغيير بمعناه الحقيقي لم يأت بعد ، ولا بد أن يعمل الجميع من أجل إنعقاد مؤتمر الحوار الوطني في موعده ، ويوفرون له كل سبل النجاح حتى نصل إلى ما نصبو إليه من تغيير نلمسه واقعا في حياتنا وليس مجرد شعار نتباهى به دون أن نمارسه.

 

 

مواضيع ذات صلة :