أحلام * أحلام

منذ عشرات السنوات ونحن نسمع بأن اليمن تمتلك إمكانات هائلة للاستثمار لو أُحسن استغلالها لتبدل حال اليمنيين كثيراً.. ولن نجد من يتحدث عن شباب عاطلين يبحثون عن عمل أو مسنون يشكون إملاقاً!. وكثيراً ما سمعنا عن «أرض الفرص الواعدة.. والمقصود بها اليمن طبعاً» والأرض البكر، والأرض التي لم تستغل بعد، والأرض المعطاء، و... ولكن ما نعايشه واقعاً يختلف كلياً، فالبطالة تتزايد، ومعدلات الفقر ترتفع بشكل مخيف. مشكلتنا نحن اليمنيين أننا نحلم ونحلم ونحلم ولا نريد أن نصحو من الحلم على واقع نراه متناقضاً تماماً مع أحلامنا الجميلة. كيف؟؟ من المؤكد أن كل مايقال عن إمكانات اليمن وأرضها الواعدة حقيقة لا خيالا، ولا داعي للتذكير من جديد بما تمتلكه من ثروات طبيعية «غاز ونفط»، ومعدنية وسمكية، وزراعية، وقبل ذلك كله بشرية، بالإضافة إلى ما لديها من مقومات سياحية عديدة قلما تتوافر لدى أية دولة أخرى في العالم، تبدأ من المدن التاريخية والأثرية التي احتضنت حضارات إنسانية قديمة تعود إلى ماقبل الميلاد بكثير، ولا تنتهي بالمدن والمناطق التي يقف السائح أمامها في حالة اندهاش، والمنتشرة في عديد من المحافظات اليمنية مثل صنعاء القديمة وزبيد وشبام حضرموت وكوكبان، وصرواح وبراقش، وجبلة، وجزيرة سقطرى.. والقائمة تطول. ومع كل ذلك، للأسف فقد أصبحت اليمن كلها-وليست صنعاء فقط-جوهرة بيد فحام، فقد فشلت الحكومات المتعاقبة في استغلال ماتمتلكه البلاد من ثروات لصالح الإنسان اليمني ورفاهيته، خاصة أنها كما يبدو قد استمرأت عملية الحصول على المنح والهبات والقروض ما أدى إلى تعطل قدراتها في التفكير لرسم السياسات والخطط التي تكفل لها بناء اقتصاد يمني قوي يكفيها من الأيدي والتسول على أبواب الدول والمنظمات المانحة. إهداء إلى كل مسئول يمني: بينما كانت إحدى السيدات الأمريكيات وهي في الحافلة تتحدث في الجوال التي تقدمت به للحصول على وظيفة في تلك الشركة، أخذ رجل كان بجانبها الجوال وقال للمسئول الذي كانت تتحدث معه السيدة: «طالما وأنها مستوفية لشروط التوظيف فوفروا لها الفرصة»!. تعجب ركاب الحافلة من تصرف الرجل لكنهم عندما عرفوا فيما بعد أنه حاكم الولاية التي توجد بها الشركة، سألوه: كيف تركب الحافلة وأنت حاكم ولاية؟!. فرد الرجل: «وإذا لم أركب الحافلة كيف أتعرف على مشاكلكم وهمومكم»؟.. لاتعليق!!؟.

 مدير تحرير صحيفة «26 سبتمبر» aljabali2008@hotmail.com   

مجلة الاستثمار العدد (47)