آراء وأقلام نُشر

ضد غيبوبة الزمن..!!

قالها العقلاء وما يزالون يرددونها صباح مساء.. لا يجوز أن تقبل الدولة بالتخلي عن وظائفها.. وليست الدولة اليمنية إلا نحن جميعا.
كررها الغيورون يجب أن لا تفقد الدولة اليمنية أدوارها وتماسك مؤسساتها لأن البديل هو تكاثر المليشيات لكن لا صاحب القرار عنده الجاهزية الذهنية والنفسية لتبديد هذه المخاوف من انحسار أدوار مؤسسات لن يعقبه إلا انحسار معدلات الأعمار والآمال.
* ومن الواضح أننا باقون عند ذات المثابرة في إنتاج نفس الشكوى وذات البلوى دونما خوف مسؤول من تضخم كرات الثلج وكرات النار التي نراها في صور كثيرة أبرزها هذه الفرجة على مواجهات وصراعات تمثل أسوأ صور الإساءة إلى الوحدة الوطنية وإلى النسيج المجتمعي اليمني.
* عن عمد وربما عن جهل نواصل الاستسلام لغيبوبة الزمن غير قادرين حتى على الفصل بين الصراع على السلطة وبين التنافس على هدم بنيان الدولة.. ولا من يقول ويوضح ويكرر القول بأن السلطة ليست سوى إدارة هذه الأجهزة بينما الدولة التي يعمل البعض على ضربها هي كل شيء.. جغرافيا وبشر.. ناس ومقدرات وتطلعات.. البلد بكل مقوماته..
* هل من العقل أو من الوطنية في شيء أن يستمر النخر ومن قيادات حكومية وحزبية وقبلية وعسكرية في كيان الدولة اليمنية تحت شعار الادعاء أن الكل يبحث عن الدولة المدنية..؟
* عندنا من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الآلاف.. لكنها لا تدرك عبثية الحديث عن أي مجتمع مدني وعن أحزاب ومنظمات وجمعيات ونقابات بدون وجود الدولة القوية.
* ذات لحظة انفعالية فتحنا كيمنيين الأبواب والنوافذ أمام نشوة محفوظات الديمقراطية والتعدد الحزبي والتنوع الصحفي وتكاثر مؤسسات المجتمع المدني فهل دار بخلدنا أن هذا التحول لم يكن حصيلة تطور طبيعي وأن خلع الأبواب وتحطيم النوافذ أدخل الشمس والهواء، لكنه لم يمنع الحشرات الزاحفة والطائرة من مصادرة سكينة البيت اليمني وأمان ساكنيه وأحلام فتيانه وصباياه..
* مهما قيل عن تخلي السلطة ممثلة بكل أركانها عن مسؤوليتها الاجتماعية ليحل الاختلال في التوازن الاجتماعي ويضر الفساد بكل شيء فإنه ما كان يجب أن نرى الحل في تفويض البيت وكأننا قد استنسخنا شمشوم محولين خلاياه الجذعية إلى لازمة تسكن رؤوساً كثيرة انشغلت من مواقعها على كراسي المسؤولية بتغيير مزاج اليمني الحكيم ذي القلب الرقيق والفؤاد اللين إلى ما صرنا نسمعه ونراه من الاسترخاص للأرواح والدماء.
* على عكس ما هو موجود في البلدان المتطورة أو المتطلعة بحماس للتطور، فإن ما يلفت نظر المراقب هو أن المثقف والسياسي هناك يتقدم الصفوف ويشارك في صناعة القرار بحماس ونكران للذات.. يدافع عن بلده ومواطنيه وعن رصيد الشعب في السفر الحضاري فيما يغلب على أداء كثير من الشخصيات المتعلمة والمستنيرة عندنا مشهد عبادة الذات والتشكل، حيث تكون المصلحة الشخصية لتكون شيكات الفساد سيدة الموقف خصماً من رصيد اليمن في بنوك الاستقرار والسلام الإنساني.
* لو تأملنا فقط في الإعلام سنقف على حقائق مرعبة تختزل المشهد المنفلت فهو إما إعلام التطبيل والتزمير.. إعلام طيع.. لين.. تابع.. وببغاوي.. أو منفلت عن أي ضابط أو سلطة أخلاقية، حيث ما أكثر الانجازات الاستراتيجية العملاقة في إعلام الحكومة وما أكثر الاحباطات على الضفة الأخرى من نهر المعارضة رغم التداخل حد التماهي بين هؤلاء وأولئك.
* ومن نوافل القول التأكيد على أن ذلك لم يكن سوى انعكاس للفجور السياسي في الخصومة.. وغياب القدوة والنموذج وتكالب قوى محلية وإقليمية ودولية لهدم الدولة تحت شعارات براقة..مدنية وحوكمة.. حرية ودمقرطة..
* لقد حان أن نغار كل خديعة ومنها خديعة استمراء عبادة الذات، حيث ليس فيها سوى خراب الأوطان.
* أعجبني:
من الجهل أن يكسر الأعرج عكازه على رأس عدوه..
" حكيم"


 

مواضيع ذات صلة :