آراء وأقلام نُشر

الإعلام يصنع التغيير

أن نحتفل بعد اختتام مؤتمر الحوار وبعد ان توقفت الجائزة لثلاث سنوات ؛ فإن ذلك يعني الكثير.
إن تنظيم حفل جائزة الاستثمار في دورتها الرابعة لتكريم أفضل الشركات في قطاعات الأعمال في اليمن, يأتي تقديراً لإنجازاتها المتميزة، ولتكريم التجارب الرائدة في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وهذا العام يكتسب أهمية خاصة كونه يأتي في ظل تحولات كبيرة وعقب مؤتمر الحوار الوطني ؛ولأن اليمنيين يحترفون دوما تشييد الحضارات العظيمة والملاحم الكبيرة في سفر هذا الكون.
قبل عامين كان من الصعب التفكير بإجراء الدراسة وتنظيم هذا الحفل, لكن اليوم نحتفل برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي, في تأكيد واضح على توفر الإرادة السياسية واهتمامها بالملف الاقتصادي, ولا شك في أن رئيس الجمهورية الذي يتجه وبإرادة قوية لبناء اقتصاد قوي للدولة ويعمل على إرساء أسس جادة لتأمين البنى التحتية للاستثمارات والأعمال , كان باتجاهاته ومواقفه من أهم العوامل التي شجعتنا لإجراء الدراسة المتعلقة بأفضل الشركات أداء للعام 2013.
نحن متفائلون اليوم بكل تأكيد لأن القرار السياسي لديه نوايا صادقة ,ومتفائلون -أيضا- لأن لدينا معلومات مشجعة تؤكد أن مجتمع الأعمال والاقتصاد يصنع من جديد ,ولأن الآمال كبيرة بمخرجات الحوار الوطني ,ونثق في أن تحولا قادما سيكون في خدمة الاستثمار.
ورغم تحفظ البعض على مشروع الأقاليم , غير أن غالبية الشعب اليمني يتطلع الآن إلى تطوير نظام الحكم وتطوير التشريعات لإسقاط مركزية الإدارة التي لطالما اشتكى منها المستثمرون ورجال الأعمال , الذين ظلوا مشتتين بين السلطات المركزية وبين الفرص والمشاريع التي كانوا يرغبون بإقامتها في بعض المحافظات ولم يفلحوا لأسباب تتعلق بالفساد و الإتاوات  المشروطة والحصص المحمولة لنافذين دون حق.
وإن مضت اليمن في خلق مناخات وسياسات جديدة ولم تتراجع عن اتجاهها الجديد؛ فإن الشركات في قادم الأيام لن تضع لنفسها ولتميزها إطارا وطموحا محددا , لذلك يجب تحفيزها وتكريمها ؛ وهنا يكمن دور مجلة الاستثمار وجائزتها السنوية.
كذلك فإن هذا الحدث دعوة لكل الشركات المحلية والأجنبية العاملة في اليمن لتسعى للوصول إلى تعزيز الإنتاجية والالتزام بالتحسين المستمر من خلال تطبيق أفضل ممارسات الجودة كخيار استراتيجي ستمضي به اليمن آجلا أو عاجلا بعد أن أصبحت اليمن عضوا في منظمة التجارة العالمية.
ومع أن هناك من يجهل دور الإعلام التنموي ؛ لكننا نقول له إن مجلة محترفة ولها حضورها وبصماتها من شأنها أن تحقق تحولا حقيقيا للإعلام التنموي الهادف والبناء.
لذلك أثق مع كل زملائي بهذه المجلة ؛ أن أي كيان أو وسيلة صادقة وجادة تستطيع أن تحقق التميز وأن تصنع التغيير , ومعكم سنبقى وإلى جانبكم.. ومع كل ما يخدم أعمالكم واستثماراتكم ,إيمانا بواجبنا وحبا وولاء لليمن.
ولأجل اليمن ووحدته يبقى التميز ويبقى الإبداع رحلة عطاء تبدأ ولا تنتهي..
وستصل اليمن حتما إلى بر الأمان بإذن الله تعالى
 
 
* مجلة الاستثمار العدد "49"
 

 

مواضيع ذات صلة :