آراء وأقلام نُشر

معركتنا مع الإرهاب (17)

 
بعد العدوان الإسرائيلي عام 1967م بدعم مال ونفط شاه إيران تبنت الجبهة القومية شعار القوميين العرب (أن أي تحرر إقليمي ووحدة إقليمية ووحدة وطنية داخل أي أقليم عربي) بما في ذلك اليمن... لا قيمة لها ما لم تكون مرتبطة ارتباطاً كاملاً ومتيناً بالوحدة القومية الشاملة... أن مسئولية الجبهة القومية العربية تحرير الخليج من المصالح الاستعمارية... ومسئوليتنا والتزامنا يحتمان الدخول في معركة جنوب الجزيرة والخليج العربي... وحين إذ بدأت فصائل جبهة تحرير مسقط وعمان ... على طريق تحرير الخليج العربي من عدن إلى البحرين (التي فصلت بريطانيا عنها قطر عام 1916م) ومن البحرين إلى الكويت المستعمرة البريطانية منذ 1915م... كان ثوار الجنوب، يدركون أن النفط البحريني والكويتي كانا المحرك لسلاح الدروع والطيران البريطاني والبوارج البريطانية التي قصفت مناطق الشطر الشمالي الحدودية والساحلية وقتلت النساء والأطفال والشيوخ والمواشي ودمرت المنازل على ساكنيها خلال الفترة 
(1954-1967) وبعد ثورة مصدق عام 1952م أصبحت مصافي عدن تعتمد على النفط الكويتي والبحريني... وحينما طلب من السيف أحمد (الإمام احمد) الاعتراف بدولة الكويت عام 1961م قال هي قرية عراقية تابعة للبصرة، ولو كنت سأعترف بقبائل خولان كدولة لاعترفت بالكويت... لأنه كان يدرك أن المفاوضات بين الملك عبد العزيز حول منطقة الكويت لم يكن فيها ممثل كويتي واحد بل كانت بين عبد العزيز وبريطانيا عام 1942م وبعد إعلان ثورة العراق عام 1958م قال الرئيس الأمريكي أيزنهاور إن الكويت في قبضة العراق الأم ومصيرها معلق بيد الحكومة الثورية وأردف الرئيس الأمريكي لن تسكت بريطاني عن محطة بترولها (الكويت) لأن أيزنهاور يدرك حقيقة مشكل العراق والكويت وبريطانيا أكثر من الآخرين... لقد انتقمت بريطانيا من اليمن وقامت بتوزيع أجزاء هامة منه وقفت في سلخ اقليم عسير من اليمن كما صنعت في فلسطين وقبل تحرير الجنوب سلمت جزر كوريا موريا لعمان ضمن الاتفاقية السرية مع الجبهة القومية في سويسرا بمبلغ خمسة مليون جنية إسترليني لقحطان الشعبي مصاريف تأسيس الجبهة القومية ضد جبهة التحرير وكان السبب في اعدامه ووزير خارجيته في السجن من قبل سالمين... لقد تم تقسيم المنطقة اليمنية المحايدة بين الأشقاء (الكويت وقطر والإمارات والمملكة وعمان) وهي في أطراف الربع الخالي وكان السلطان قابوس والشيخ زايد بن سلطان أول المصرحين بأحقية وملكية اليمن للمنطقة المحايدة ولكنهما لم يتوكلا نيابة عن اليمنيين... ورداً على سياسية الجبهة القومية في الشطر الجنوبي تضاعفت مخاوف وحذر المملكة الشقيقة وأدت الزيارات المتكررة للأمير خالد ولي العهد السعودي إلى واشنطن وزيارة مستشار نيكسون للشئون الخارجية للمملكة ثم زيارة نائب رئيس الوزراء الأمير فهد إلى واشنطن إلى حصول المملكة على تعهد خطي من نيكسون بأن أمن المملكة مسئولية مباشرة من الولايات المتحدة وأن أي اعتداء على المملكة هو اعتداء مباشر على الولايات المتحدة... والحماية بكل الوسائل العسكرية وغير العسكرية... لتأمين واستقرار نظام الحكم في المملكة... وبعدها سمحت السعودية لأمريكا الإشراف على التخطيط والتدريب للجيش والأمن السعودي تأهيلاً وتدريباً وتبعية... حينها بدأت حركة تململ في صفوف الجيش السعودي وتشكلت خلايا سرية في حدود ألف جندي وضابط ومطلبهم إعطاء الشعب في (نجد والحجاز وعسير) الحرية بأن يشترك ويشارك في الحكم اشتراكاً كاملاً وأن يختار حكامه مثل سائر الدول العربية والإسلامية وأن يسيطر ويدير موارده الاقتصادية والبترولية... لقد كشفت المخابرات المركزية من القوات الجوية عن طريق الشفرة عدد الخلايا وأماكن تواجدها... وأبلغت الملك فيصل... لم يعلم أحد عن مصير تلك الخلايا ولا عن مشروعهم (جمهورية الحرمين الإسلامية) خلال الفترة 66م/1973م سيطرت الوحدات الأمريكية بعدها والمخابرات المركزية على هيئة الأركان والنظام الأمني السعودي بصورة مباشرة وتضاعفت بعد ضم السادات عام 1970م إلى امريكا عن طريق الشيخ أدهم وكيسنجر وقد استمرت عملية الحماية للنظام بصور متعددة خلال عهود الرؤساء الأمريكيين نيكسون وفورد وكارتر وريقان حتى وصلت إلى بوش الصغير ثم كلينتن وحتى أوباما حالياً .
يتبع الحلقة الثامن عشر
 
* صحيفة مال وأعمال العدد (130)

 

مواضيع ذات صلة :