آراء وأقلام نُشر

لا تغطوا عين الشمس بمنخل! !

للأسف الشديد شاهدنا خلال اليومين الماضيين لقاءاً في قناة السعيدة استضاف خلاله الأستاذ العامري اثنين من أساتذة جامعة صنعاء .. د. الشرجبي
أستاذ علم الاجتماع و د. الظاهري أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء. الدكتوران تحدثا للأسف من وجهة نظر حزبية تتنافى مع المستجدات السياسية
والتداعيات الفوضوية الاستفزازية لطرفي صراع الأزمة الراهنة في البلاد ,خاصة محاولات الميليشيات الحوثية المسلحة تفجير الأوضاع في البلاد .
المحاضران الجامعيان حملا ما تعانيه البلاد وخاصة العاصمة صنعاء من حصار وإرهاب واستفزاز من قبل جماعة الحوثي المدججة بأحدث أنواع الأسلحة , الرئيس هادي ،بينما الرئيس هادي بريء من كل تلك التهم والشائعات التي يتم تسويقها والترويج لها وللأسف ممن يتوقع أنهم قادة التربية والعلم والرأي
فما بالك بذوي المستويات المتدنية وأنصاف المتعلمين والعامة من الناس .
ذكر الدكتوران الشرجبي والظاهري في حديثهما التلفزيوني بأن الدولة غير موجودة وأنها توزعت على الجماعات المتنفذه في البلاد, لا يوجد أي دور
فعلي للرئيس هادي, وزعمها هذا يعد مجافياً للحقيقة وتجاهلاً واضحاً لجهود وإنجازات الرئيس هادي الذي استطاع أن يخرج اليمن من أزمتها
السياسية بعد أن كادت أن تدخل في حرب أهلية مدمرة لن بسلم منها أحد ولن
يخرج منها أحد منتصر أو مهزوم .
وخلال اللقاء تحامل الشرجبي والظاهري على إنجازات هادي وتحمله المهمة التي أوكلت إليه لإنقاذ اليمن وشعبها البطل عند احتدام الصراع بين القوى
المتنفذه التي أذاقت الشعب اليمني شتى أنواع الويلات والمآسي والقهر والظلم ونهب ثروات الوطن والشعب وزرع الفتن وبؤر الصراعات والاحتقانات
وزعزعة الأمن والاستقرار وفقدان الدولة لهيبتها وكسر شوكة العدالة والمساواة وتشجيع الفساد والإفساد ..تلك الاختلالات للأسف أيها الدكتوران الشرجبي والظاهري لم تحصل في عهد الرئيس هادي ولكنها كانت عنوان عهد النظام السابق الذي تدافعان عنه وتحاولان تتويه الرأي العام من خلال قلب
الحقائق وخلط المفاهيم ونشر الأكاذيب وغاب عنكم ان الشعب يدرك تماماً أنكما تتقمصان جلباب النظام السابق ،وتناسيتم أن الرئيس هادي هو رجل
الحكمة والاعتدال والمسئولية الوطنية الحريصة على عدم السماح بانزلاق
البلاد نحو الحرب الأهلية.
وكأن هذين الأكاديميين لا يعيشان في البلاد , ولا يعلمان حجم الجهود العظيمة التي حققها الرئيس في الانتقال السلمي للسلطة في البلاد تنفيذاً للمبادرة
الخليجية ومخرجات الحوار الوطني للشامل الذي أجمع عليه كل أبناء الشعب اليمني قيادات وقواعد أحزاباً وتنظيمات سياسية ومنظمات للمجتمع المدني ,
وبشهادة المجتمع الدولي كله..

تارة يتحدثان ولسان حالهما يلهج بأسم حركة الحوثه الساعية لتفجير الأوضاع وعرقلة مخرجات الحوار والانقلاب على التسوية السياسية في اليمن
كما كشفت عن هذا التوجه الحوثي الأحداث الأخيرة ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات المجاورة الأخرى وتارة يتحدثان ليعبران عن وجهة نظر الإصلاح ،وتجاهلا من هو المسئول
واللاعب الرئيس الذي أعطى المبررات لجماعات ورموز الفساد حليفها كما
اعترفا علناً في ثورة الشباب منذ انطلاقتها ،وتجاهلا حجم التحديات المتراكمة والهائلة التي تعد ثمرة من ثمار رموز الفساد القبلي والعسكري والديني المتطرف التي تعامل معها الرئيس بمسئولية وحكمة وصبر وجنب الوطن والشعب اليمني شرور تلك القوى وتساءلا لماذا لم يتخذ الرئيس أجراء متناسيين الأوضاع المعقدة والمصالح المتشابكة لرموز الفساد وكأن الرئيس هو الذي صنع الأزمة الراهنة ، بينما الرئيس هادي هو من صنع معجزة الحوار الوطني بشهادة العالم كله وإرساء تقليد الحوار الجاد ، ويطالبون لماذا لم تنفذ مخرجات الحوار , وهما يعلمان ان معظم شركاء العملية السياسية وغيرهم من بعض رعاة المبادرة قد خذلوا الرئيس في الإيفاء بالتزاماتهم (الشرط الأساسي) لتنفيذ مخرجات الحوار.
وعليكم ان تعلما إن الرئيس هادي ليس لديه عصا سحرية لحل كافة المشكلات المتوافق على حلها .. تحديات القاعدة والإرهاب وتحديات الأزمة الاقتصادية
،وتحديات ومطامع الحوثه وتحديات رموز المصالح وتحديات الضغوطات والابتزاز وتحديات المطامع الإقليمية وتدخلاتها في الشأن الوطني وغيرها.
هل المطلوب من الرئيس كما حاول هذان الأستاذين الجامعيان أن يقوم الرئيس بتفجير الوضع في البلاد ؟
وهل المطلوب من الرئيس ارتكاب مجازر دموية ؟
شركاء الصراعات وحلفاء الأمس واليوم معاً هما من صنع هذه الأوضاع المتأزمة التي تعاني منها البلاد اليوم ، ومنهم من استولى على الثروة
الوطنية وأصبح في صف الثورة الشبابية محتمياً بها , ومنهم من استولى على أراضي جنوب الوطن وأصبحوا في صف
الثورة الشبابية أيضاً , ومنهم من هرب أموال الوطن إلى الخارج ..
واليوم يتحالف شركاء الصراع من جديد في محاولة لإفشال الرئيس هادي ,قيادات وشخصيات مؤتمريه شاركت في مظاهرات الحوثة وما خفي كان أعظم.. من أين جاءت الأسلحة التي يمتلكها الحوثي ؟ ومن الذي يقود بعض الأحداث الأخيرة في محيط الأمانة (صنعاء) أليس هم من المواليين للنظام السابق خاصة ما حدث في منطقة شملان على سبيل المثال ولعلنا شاهدنا قيادات سياسية من النظام السابق التي كانت تشارك في مسيرات الحوثه مؤخراً قيادات وشعارات ووسائل إعلام محسوبة على جناح عفاش في المؤتمر .. أين أنتما أيها الباحثان من هذه الوقائع الموجودة على الأرض ؟؟!!هل لأن الرئيس جنوبي الأصل يحمل أياد بيضاء نظيفة من أوساخ السياسة؟ وهل منجز الأقاليم جريمة ؟ وهل مشروع الدستور الذي شارف على الانتهاء خيانة؟
ماذا تريدون ؟ هل الوعي الأكاديمي غاب في ظلمات القبيلة ؟ قولوا للناس أنتم يا أساتذة الثورات لماذا لم تتحدثون عن التهريب ما
أدراك ما التهريب؟
أعلموا يا هؤلاء ان الوطن سيادته ووحدته غير قابلة للابتزاز والتسويف والتلون أو الحنين إلى الإمامة والكهنوتية التي ظهرت مؤشراتها في العلن في نشاط الحوثه مؤخراً الرئيس هادي أقسم اليمين الدستوري بأنه سيحافظ على الوطن وسيادته ومواطنيه ، وبناء يمن جديد على أسس العدالة الاجتماعية بدعم كافة
فئات الشعب .
الحقيقة التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان إن الحوثه ليسوا كل الشعب اليمني وليسوا الإصلاح وليسوا المؤتمر الشعبي العام كذلك .. فهم أي الحوثيون ليسوا إلا جزءاً محدوداً جداً من مكونات الشعب اليمني لا أكثر ولا أقل ونفس الحال انتم أيها الدكاترة ومن ينتظر منكم حمل مشاعل التغيير والبناء.

لقد قالوها قديماً .. لا تغطوا عين الشمس بمنخل .. وقالوا ان الذي لمينفع أمه كيف با ينفع خالته.


 


 

مواضيع ذات صلة :