آراء وأقلام نُشر

آخر الحكماء!!

 
* ما نكتب لا يكفي.. وما قيل لا يشفي، في رحيل المفكر الجليل، الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، خسارة وطن في شخص، لا نعي يغني.. ولا حزن يجلي.
* داعية الدولة المدنية العادلة، التي يحلم بها كل اليمنيين.. يسكبون دماءهم، ليرسموا طريقها، ويخسرون خيارهم ليطالوا موعدها، أفق بلا مدى، وأمل لا يرتجى.
* ما الذي يمكن أن يضاف؟ عن فاجعة الوطن الحزين المدمي، في رحيل العالم الوقور أعقل السياسيين وأرشدهم، وأكثرهم حضوراً وتواضعاً.
* الأستاذ المبهر المقنع، الذي اختار محراب الجامعة.. لقناعته وزهده، فكان فريداً في أسلوبه، حاسماً في الدفاع عن الوطن والحقيقة.
* كثيرون.. من رجال جيله، كانوا يكتبون ويخطبون، وفي الدولة المدنية يتغزلون، وحده كانت حياته.. وعلمه.. وسلوكه، تحت هذا العنوان الأنيق.. لا تعارض ولا تناقض، لا مبادلة ولا مزايدة.
* تخسر اليمن نخبة من حكمائها.. وعقلائها في مرحلة خطيرة فاصلة، وكانت اليمن تحتاجهم ابلغ ما يكون الداعي، وأحوج ما يكون المراعي.
* خلت المناصب والملاعب، للمغامرين، والمراهقين والمنتقمين، والقابضين، والمرتعشين، والدافعين الناقمين.
* تصبح اليمن الخصبة قاحلة، جافة إلا من الجبناء.. والمجانين.. والمتطرفين.
* يتساقط الحكماء.. والشجعان.. والعقلاء واحداً تلو الآخر، ولن يكون الدكتور المتوكل آخرهم، في مناخ سياسي مسموم، يفرز القلق والهموم.
* ودولة كسيحة ـ عاجزة، تتفرج ببلاهة وبلادة، وكل قوتها.. وشجاعتها.. وطاقتها تصبها في سطرين للتعزية.. وربع سطر سامج وممجوج.. لن يفلت القتلة من العقاب؟
* وحين تتجمد الحروف.. نهرب إلى الشعر لنكتشف فيه أصدق تعبير.. وأمضى تصوير لواقع الحال.. وغموض المآل.
* والمقطع الشعري.. للراحل النبيل الشاعر الصديق.. إسماعيل الوريث.. أحد فرسان الساحة الأدبية الذين رحلوا قبل الأوان.
* أيها القاتل المتربص بي 
إن يكن دينك القتل
سفح الدماء البرئية
نشد الدمار
فأني أدين بدين المحبة والعدل
دين التسامح والعفو
لا أخافك
فاشهد مسدسك الآن
سحقا لمن علموك
ومن دفعوك
ومن عزسوا فيك هذا التعصب والحقد
سحقا لمن أيقظوا الفتنه النائمة.

 

مواضيع ذات صلة :