آراء وأقلام نُشر

إرهاب السياح يكلف اليمن المليارات

هـائـل مــحــمــد الــصــلـوي

بــقــلــم / هـائـل مــحــمــد الــصــلـوي

قد يتفق معي كثيرون الي أن ظاهرة استهداف السياح الأجانب من خلال التفجيرات الإرهابية هو عملا مرفوضا من قبل كل الأديان السماوية و لكونه آفة هذا التاريخ الذي أصبح يقتل الأطفال والكبار ويقضي على الأخضر واليابس على هذه الأراضي، وكما يمثل هذا الشيء من عوامل الإرهاب الخطيرة التي تشكل جريمة عظيمة ليس على الأفراد ممن يرتكبون تلك الجرائم الإرهابية فقط بل تعود عواقبها علينا جميعاً سواء كنا معنيون أو غير معنيون بهذا الأمر ولأننا في نهاية المطاف سوف نتحمل أوزارها كاملة وكما أن قيام البعض من يعمُدون في الشق الأخر باستفحال عادة ممارسة اختطاف السياح الأجانب الزائرين إلي بلادنا المشهورة بعمق حضارتها عبر التاريخ ،والذين يتضررون بهذه الأفعال و الاختطافات العديد من السياح القادمين إلى بلادنا اليمن لغرض زيارتهم لما تشتهر مواقعنا من الآثار التاريخية من الحضارة القديمة حيث يلحق هذا الجانب الإضرار أيضا بسمعة بلادنا على المستوى الخارجي والمحلي ويكبدها الخسائر في اقتصادها ومواردها السياحية و...و.... الخ.
ولاشك إن انجرار الآخرون نحو ممارسة هذه الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار وبتعمدهم ارتكاب هذه العادات السلبية الخطيرة باختطاف هؤلاء السياح ممن هم يحلون ضيوفاً على بلادنا اليمن. وحقيقة أجد نفسي بين مفارقات متباعدة حينما أجد في بلادنا الحبيبة اليمن فيها هناك أشخاصاً من يستخدمهم العدائيون وأصحاب الفكر المنحرف القاتل للبشرية دون تفريق .؟
وممن يسخرون أنفسهم إلى إتباع أهواء هذه الأفعال القاتلة والجاهضة لكل معنى الحياة الطيبة واستهداف التعايش السلمي و مكونات المحبة والسلام الاجتماعي الذي لم يسلم هو الأخر من تصرفات افعالهم وشرورهم الخبيثة..؟
وكم ينتابني الشعور بالحزن الشديد لما صرت أشاهد وأسمع ما يحدث هنا وهناك من وقائع تلك الجرائم البشعة والمؤلمة ويشدني ألتساؤل بــ"يا ترى من هو المسئول عن كافة هذه الجرائم التي ترتكب بحق الآخرين الأبرياء ؟
فلقد شعرت من خلال هذا الشيء بالإحباط.. وأنا أستدرك مراجعة آثار الماضي فيما تسببه هذه الحوادث على الداخل القومي للنشاط السياحي الذي تأثر كثيراً بسبب مجريات هذه الأحداث وما لحق البلاد من خسائر تقدر بالملايين من العملة الصعبة.
وبالرغم من إن اقتصادنا اليمني لا يزال يواجه معوقات كبيرة جراء تأخير النهوض بمشاريع البني التحتية والذي بات بحاجة إلى المزيد من الدعم المالي لتغطية موازنة اعتمادات هذا الجانب والذي يعتبر من الضرورة اللازمة,وان السؤال الذي يطرح نفسه علينا بقوة وعنفوان..
أين هم اليمنيون من هذه التصرفات السلبية التي تحدث أمام أعيننا جمعيا وخاصة فقد عرفنا بأننا نحن اليمنيون منذ قدم التاريخ بألين قلوب وأفئدة كما وصفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ و أصحاب حضارة وممن ينتهج أيضا لغة الحكمة و الاحتكام إلي قيم الإسلام والدين الحنيف ،وممن نسلك في حياتنا طريق التسامح والمحبة وعدم قتل النفس التي حرمها الله علينا ونبذنا الاختلاف والتفرقة.
وبأننا من اشتهرنا نحن معشر اليمنيون أيضا بالعقل والمنطق خصوصاً عندما تواجهنا هناك المشاكل والصعوبات العويصة التي تعترض طريق حياتنا القائمة.
فكيف نضل مكتوفي الأيدي أمام المعطيات و الأحداث الجارية من حولنا وفي مجابهة كل تلك التحديات التي تحك ضد بلادنا من المؤامرات الحاقدة سواء كانت العفوية أو الغير العفوية.
وأقولها بصراحة أن مستقبل بلادنا وحياتنا في خطر، وكما يرى ذلك الكثيرين إلى أن اليمن قد صارت تتضرر معنوياً واقتصادياً وسياسياً وتعاونياً على خلفية ما يحدث فيها بداً من ظاهرة آفة الإرهاب الذي يستهدف حياة الأبرياء و اختطاف السياح الذين يقصدون الإطلاع على حضارتنا القديمة التاريخية نتيجة الغباء والجهل الذي يهمن علي البعض نحو القيام بهذه الاختطافات لمجرد استخدامهم حسابات خاطئة تنعكس عواقبها على الجميع والمجتمع بصورة عامة وتؤثر تلك الخطوات السلبية في طبيعتها على المدى القريب والبعيد انعكاساً ضد مصلحة البلد وتكبد اليمن الخسائر من المليارات من العملة الصعبة على اقتصادنا الوطني فمتى يعي ويتفهم يرتكبون مثل هذه الأفعال المعيبة والمشينة والتي بحد ذاتها تخدش مناخ السلام الاجتماعي وتعصف بكل مبادئ الاستقرار والأمن في نواحي حياتنا ومع بعضنا البعض وترجع بنا إلى عهود التخلف والتفرقة و توالد الأحقاد والكراهية و ممارسة التصرفات السطحية الطائشة.
و تسليم أنفسنا وتفكير عقولنا إلى ما يريد إغوائنا به الشيطان الرجيم على الأقرب..؟
ومن حقي أيضا التساؤل وطرح السؤال ذاته للجهات المختصة لماذا اقتصرت مسئولياتنا وشمرت أبصارنا من تقديمنا النصائح التوعية المستمرة اللازمة حول أخطار ظاهرة الإرهاب وما يواجه اختطاف السياح الأجانب أو ما بات يشكل تعريض حياة الآخرين الأبرياء للقتل ونهايته الموت المحتم وحتى المواطنين الذين يعلمون عن هذه الأشياء فلماذا لا يقومون بإبلاغ الجهات الأمنية المختصة مباشرة من اجل اتخاذها الإجراءات المناسبة للحد من انتشار مثل تلك الظواهر الخطيرة على بلادنا.
وكلمة أخيرة أحب أن أوصلها للجميع .. بأن نحب اليمن وكل من يقصدون زيارتها ونعتبرهم ضيوفنا، ويجب علينا حمايتهم ، و نكون لهم أهل كرم دون استثناء..وأن نقول لا لا لا ..للإرهاب والقتل و الاختطاف.

 

مواضيع ذات صلة :