آراء وأقلام نُشر

بين البيئة و "البيعة" ..!!

خالد الصعفاني

بــقــلــم / خـــالـــد الـــصــعـــفــانــي

احتفلنا بيوم البيئة كباقي الخلق لكن بقيت مشاكلنا مع البيئة منتظرة للتناول الجاد من المجتمع ومن الحكومة .. وفي سياق ذي صلة شهدت بلادنا عددا من الفعاليات المتصلة بالسكان وصحة الأسرة , ومرة أخرى بقيت هذه هي الأخرى في حاجة ماسة لتناول حكومي واجتماعي أكثر جدية وتجددا ..
وما قاد للاستهلال التناسبي السالف هو حالة الزواج الكاثوليكي بين السكان والبيئة , لا يهم أيهما يسبق ومن يليه فهما على صلة واتصال مستمرين ..
البيئة ثروة المستقبل فلنحافظ عليها شعار ينبغي ترديده والتنشئة عليه ورعايته لأنه المسكن الكبير الذي يضم السكان ويغذيهم باحتياجاتهم من الهواء النظيف والماء النقي وباقي جملة الإبداع الإلهي التي لا غني عنها ونحن نتحدث عن صحة المجتمع وصحة البلد ..
والحفاظ على البيئة ليس فقط " بابور " برتقالي يجوب الحارات بصوته " الاشج " , وليس فقط " خادم " يخلص في عمله مياومة وينتظر التكريم الذي يحفزه على المزيد من الاجتهاد والإبداع سيما وقد أصبح ضلعا مهمات في مهمة تنظيف المدينة وتزيين صورتها , كما أن الرعاية بالبيئة ليس فقط توزيع صناديق " الزبالة " الأنيقة على أرصفة الشوارع وعلى أطراف الميادين , كما انه ليس فقط التناول الإعلامي والحكومي الخجول بين فينة وأخرى في محاولة لأيقاظ الوعي بالبيئة أو ضرورة الاهتمام بها ..
الحفاظ على البيئة يعني "مواجهة جمعية" من المجتمع المدني ومن الحكومة , مواجهة ضد التلوث الناتج عن عادات بعثرة المخلفات في غير الاماكن المعدة لها , ومواجهة ضد الغازات السامة التي تنتجها المركبات بالطن في المدن وغيرها , كما بقايا السيارات الهالكة في الورش والاحواش , والغزوات المستمرة على الابار الجوفية دون الانتباه لتوفير سياسة تغذية مناسبة , اما اطنان التولث عبر الاغبرة والحرائق والكيماويات وغيرها من منتجات العوادم والسموم فحدث فيها بلا حرج ..
السكان في أي مجتمع هم منتجو التلوث والحكومات اما ان تسهم في ذلك وتتفرج عليه اوان تبني سياسياتها والياتها الجادة للمعالجة وتخفيف اثارها , ومن هنا تأتي اهمية التوعية المستمرة والمدروسة للمجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة وسبل الإسهام في بقائها نظيفة لصالح الصحة , والحمد لله أننا لسنا مجتمعا صناعيا او منتجا كبيرا , والا لترافق هذا مع قلة الوعي وغياب السياسات المهتمة بالبيئة وأدى لكوارث لا يعلم محصلاتها الا صاحب العلم ومالك الغيب ..
ومع البيئة يطول الحديث عن أضرار فاتكة بالبشر والحجر أدركت عواقبها شديدة المرارة الدول المتقدمة وهي في الاساس بلدان صناعية فسارعت للتخلص من مخلفاتها شديدة السمية في بلدان اخرى نامية او متخلفة , كما فعلت دول بمخلفات انشطتها النووية والكيميائية حين صدرتها سرا وعلنا لجزر بعيدة وبلدان لا تستطيع ان تحمي حدودها من " الزبالة" التي راى اصحابها ان خير مكان للتخلص منها فيه هو هذا البلد او ذاك ..
وإذا كان اليوم العالمي للبيئة مناسبة كبرى للكثير من الدول والمنظمات للحديث عن البيئة والتغزل بعينيها "الخضراوين" فان اللازم ان نرى اهتماما حكوميا ( برامج ) كما سكانيا ( وعي وادراك ) بأمر البيئة باعتبارها المستقبل الذي ينبغي الرهان عليه ضمن حزمة من العمل المنظم لمستقبل افضل للأجيال التي ستلينا ..
ونحن في اليمن السعيد نحتاج اضعاف ما يحتاجه غيرنا للاهتمام بالبيئة رغم انه ووفقا للدراسات اننا في الجانب الامن – لاحظو انه ليس الجاني السليم – وهذا يعني ان علينا العمل بجدية لمواجهة ما قد تصعب مواجهته مستقبلا , أي نعم نحن بعيدون عن ثقب الاوزون لكننا لا نريد ان نهلك " اوزون الطبيعة اليمنية" من الداخل عبر العادات السيئة والاسهام في قتل البيئة خطوة خطوة ..

اخيرا : بلادنا على اعتاب تحد كبير في امر البيئة والدليل مقارنة سريعة عادلة بين جو المدينة وجو القرية , بين ماء الكوثر في الحضر وبين ماء السواقي والعيون الطبيعية في الريف ..
وهذا التحدي يستلزم تناولا اكثر جدية واستمرارية من الحكومة عبر الاليات التي تكفل مزيدا من الرعاية والاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها ومن المجتمع والسكان انفسهم الذين لا تقبل فيهم اسرة ان يتحول بيتها الى كوم " قمامة" في حسن تستسهل ان تسهم في انتاج قمامة في المدينة التي تسكنها ..
مبارك علينا يوم البيئة مع مزيد الأمل ان تكون أيامنا كلها بيئة على غرار " البيعة " التي تتواجد في غالب السفرة اليمنية جامعة بين نفع حديدها وضر رائحتها التي لا تفوقها الا رائحة "زبالة " ,, أعزكم الله وإيانا ..!!


khalidjet@gmail.com

 

مواضيع ذات صلة :