آراء وأقلام نُشر

سـيـدتـي الـعـظـيـمـة ..

قديماً قال الحكماء ان الدول الغنية قد تحتار في أغلب الأحوال بأي المجالات والأعمال تنفق أموالها وأعمالها وأوقاتها..

ولأن السياسة فن الممكن.. يمكننا أن نستنتج من هذه الحكمة أن الأزمات التي تعيّق أحياناً الدول الفقيرة التي تعمل على تحسين بيئتها وتنمية مواردها الكاملة، قد تخدمها تلك الأزمات وقد تفيد  تلك الدول؛ وتحفز المجتمعات؛ دولاً  وشعوباً، لمضاعفة الجهود وتنمية العقل.. وإن اختلفت وتجادلت، إذ تسقط الرهانات والمصالح الشخصية أمام مصلحة الدولة وقداسة الوحدة التي تربى بها وعليها كل اليمنيين، وهنا تكون الكلمة للشعب والمجتمع.

إذاً لا قلق.. فالوحدة تعيش وما عداها يموت ويتلاشى ويتبعثر؛ فاليمن نافورة الحكمة، ومنبع المجد وأصالة التاريخ ومهد الحضارة ومقبرة المؤامرات.

اليمن قوية .. تتأمل بحكمة ثقافة الوهم التي تحسب أن الدولة تتآكل أو أنها تنجر إلى أوضاع محفوفة بالمخاطر..

اليوم .. وبعد عقدين من عمر إعادة تحقيق وحدتنا المباركة ؛ اليمن يقول كلمته الحاسمة.. ويمضي باتجاهه الصحيح نحو التنمية والبناء والمستقبل الآمن والمستقر.

على أرض الواقع قصص  نجاح كبيرة .. وهي اليوم تلهمنا لأعمال ومنجزات ومشاريع قادمة ؛وقدرها أن تقوم وتتحقق .. لتكون الفترة المقبلة بإذن الله تعالى أفضل حيثما الموعد الزمني للاستقرار والازدهار والاقتصاد المتنوع والآمن  .

يمننا الطيبة .. أمنا المقدسة ، مصدر الإلهام ومنبع الحكمة: هكذا أنتي ، وهذا هو شأنك الذي اختاره الله لك ؛ نحبك .. نقدسك .. فمنك استمدينا قوتنا لصناعة كل هذا المجد .. ومن أجلك نعيش تحت سقف وحدتنا ، في زمن تحطمت فيه إرادات الشعوب وتفرقت فيه أواصر القربى، وتتهاو فيه قلاع الانتماء.

لولا حبك يا سيدتي .. ولو لم  تكوني في القلب: لما كان لرؤوسنا أن ترتفع .. ولولا حبك .. ولو لم تكوني عظيمة ومقدسة في القلوب والأفئدة والمهج ، لما كان  للتاريخ وقائع .. ولما كان للثورة اليمنية كل هذا النضال .. ولما تجاوزنا  كل الدسائس والأزمات .. ولما كان لها أن تنتصر وأن تمضي قدماً  وأن لا تتأثر بما قد يعلق بخطواتها ، هكذا أنتي في قلوبنا ؛ لأنك  بيتنا وملاذنا الآمن.. إذ أنكي عنصراَ ثالثاً  للحياة ، لا نعيش بدونك ؛ فأنت بعد الهواء والماء .

حولك ، نجتمع بلا شك فأنتي مصيرنا المقدس..ووطن ليس لبعضه قيمة إن تشتت أو شرد في المناكفات.. وليس لكله كرامة إن فرط بذرة من ذرات ترابه أو تهاون بها أمام أي هبة أو عاصفة تلقي بها بعيدا عن جسم حضارتنا وعزتنا وتاريخنا كدولة.

إذاَ عليكم أيها السادة أنت تنتظروا مفاجآت أكبر سيحققها اليمن، فلا قلق عليه ولا خوف مما تروجه الشائعات والحملات الإعلامية والخطابات فالغاية أعظم وأكبر، وكل اليمنيين مهتمون بخدمة الوطن، ولاشيء  يصرفهم عن هدفهم ومستقبلهم، فالمحن علمتهم أن لا يلتفتون إلى الخلف أو التراجع عن ثقافتهم وإيمانهم الأبدي .

ولا بأس إن تذكرنا التدرج الحضاري للولايات المتحدة الأمريكية، مع أنها لم يكن لها من الماضي ما يساعد على وجودها وقوتها التي نراها اليوم ،وبكل هذا الحضور ، حتى أصبحت  الدولة القوية التي تحكم العالم  بالوحدة.

ولأن الأمريكيون يحفظون في ذاكرتهم زعيمهم التاريخي ابراهام لينكولن، الذي كان يعرف في قرارة نفسه أهمية استمرار الاتحاد مهما كان الثمن، ويحفظون رؤيته التي آمنت بوحدة أمريكا.. فكثيرا ما ردد لينكولن"اتحاد أمريكا هو الذي سيجعل العالم يصفق لأمريكا إلى الأبد ".

أمنا اليمن .. سيدتي العظيمة .. وحدتنا المقدسة: تذكري دوما َ بأن العالم كله صفق لك في 22 مايو 1990م، وسيظل يصفق لك ولليمن الجديد، ولشعب جدير بتقدير العالم وإعجاب الشعوب.

تحية للزعيم .. للقائد .. للرئيس الذي وحدنا في عصر الشتات .. وركل المستحيلات كلها بقدمه وهو يمضي شامخاً أبياً ..

تحية للقائد الهمام .. والخلود لمايو شامخا وعظيم.

* رئيس مجلس إدارة مؤسسة المستثمر للصحافة


 

مواضيع ذات صلة :