فكرت كثيراً كيف ستكون بداية كلماتي في هذا الموضوع الذي اعتبره في حد ذاته حساس للغاية
بالنسبة للعرب بوجه خاص؛ فسوف تستقر الغيوم السوداء فوق عباراتي عندما أكتب كلمة ( إسرائيل) فهي دوله ليست عدوة لشخص واحدة أو مليون.. فهي جعلت نفسها عدوة للوطن والمواطن العربي الذي أصبح ينفر منها مجرد لسماع اسمها ؛ وهذا أمر مفروغ منة والأسباب معروفة لدى الجميع .
لكن ..لماذا أصبحت إسرائيل هوس العرب..؟ والشبح الملازم الدائم لهم..ولماذا .. ولماذا .. ولماذا..؟
الأسئلة لن تنتهي بل تحتاج لمن يجيب عليها..
سأبدى حديثي هنا بالخبر الذي قرأته مؤخراً ، وهو ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية.. يوم السبت 15 مايو 2010 م ، والتي كشفت فيه عن رفض مصر منح طبيب تأشيرة دخول لحضور مؤتمر المنظمة العالمية لأمراض الدم في القاهرة خلال الشهر الحالي.
وبينت صحيفة (معاريف الإسرائيلية) عن توجه الطبيب "أوري زليجسون" إلي السفارة المصرية ثلاث مرات للحصول علي تأشيرة دخول مصر، وتم رفض طلبه دون إبداء الأسباب ؛ ووصفت الصحيفة الإسرائيلية "زليجسون" : بأنه أحد أكبر خبراء العالم في أمراض الدم.
وبحسب الصحيفة " الصهيونية " فإن الطبيب الإسرائيلي قال : "كنت أعتقد أن مصر وإسرائيل تربطهما علاقات صداقة قوية وسلام، وأعتقدت إنه من الممكن ( من خلال المؤتمر الدولي ) المساهمة في تطوير منظومة الطب المصري .. وتابع حديثةً: (أدرك الآن أن مصر لا يروق لها إستضافة أطباء إسرائيليين).
ولعل أن رفض السفارة المصرية منحه تأشيرة الدخول هو نتيجة لدور الأطباء المصريين الذين علموا عن مشاركة أطباء إسرائيلي إلى المؤتمر .. أعلنوا إلغاء حضورهم لإجباره على عدم الحضور)؛ وهو فعلاً ما تحقق مرادهم في الأخير ..
ربما كلامي يوحي للبعض إنني مع التطبيع مع إسرائيل ؛ لكنني لست موافقة على التطبيع مع هذه الدولة التي تغتصب الأراضي والمقدسات العربية ، وتصادر حقوق وحريات المواطن العربي ، وتشرد أصحاب الأرض والوطن.. لكن الأمر يحتاج وقفة في بعض الأمور ..فدكتور مثل هذا وخبير عالمي بأمراض الدم ، لماذا لا نستفيد من خبراته ونأخذها ونطورها ، وبهذا نكون وضعنا عدونا أمام أعيننا وأخذنا العسل من النحل مع الحذر من قرصتها.
إسرائيل على الرغم من علمها التام بكره العرب لها ، إلا إنها تتعامل معنا بكل هدوء أعصاب وتتظاهر
بمظهر الحمل الوديع ؛ كموقف الدكتور تردد 3 مرات إلى مطار القاهرة كي يحضر المؤتمر فبالرغم من معرفتة التامة برفض من الأطباء من حضوره.. إلا أنه أعتبر مصلحته فوق كل شيء من حيث متابعه كل ما يدور حول عملة ومهنتة .
أحد الأطباء المصريين المتخصص في الأمراض الجلدية، صرح لي إنه يأتي ببعض التركيبات الدوائية من إسرائيل على اعتبار أن الدواء الذي يمنحه لمرضاه لا يوجد مثلها بالدول العربية وبعض الأمراض الجلدية الشديدة تحتاج إليها ؛ لذلك أخد الطريقة وتعملها بعد ما حصل عليها من إسرائيل وأصبح الأن يصنعها بنفسة.. هل بذلك أصبح خائن ووافق على التطبيع أم فاد بلده وأنتزع العسل من السم..؟
وعند التركيز على هذا الخبر الذي ليس بالغريب لكنه عند البعض غريب والسبب سوف أتطرق له بعد
أن استعرضه في السطور التالية :
( نظم المئات من الحشاشين الإسرائيليين مظاهرة ضخمة ظهر السبت 15 مايو ، فى ساحة "إسحاق رابين" بوسط مدينة تل أبيب، للمطالبة بحرية تداول مخدر الحشيش، منددين بالأزمة التى تعانى منها أسواق المخدرات الإسرائيلية بسبب ندرته.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية فى سياق تقريرها المفصل عن الأزمة والمظاهرة ، إن هناك صعوبة فعليه يعانى على إثرها أوساط المدخنين لنبات (الماريجوانا والحشيش والقنب ) فى إسرائيل، وذلك بسبب النشاط المكثف الذى يقوم به جيراننا ((المصريون)) بالقضاء عليه، طبقاً لوصفها؛حيث إن الجهود المكثفة التى قامت بها السلطات المصرية فى الفترة الأخيرة بمنع دخول المخدرات من إفريقيا والسودان إلى الأراضي المصرية، ومن ثم تهريبها لإسرائيل عبر الحدود، كان له الأثر الكبير فى اختفائه بالأسواق الإسرائيلية).
الجزء الأول من هذا الخبر يكمن بداخلة العديد من المعاني؛ ولعل الجميع يدرك أن الإسرائيليون حتى وقتنا الراهن يعتبرون أنفسهم بـ"شعب الله المختار" في المقابل .. نعتبرهم نحن نقيض ما يصفون أنفسهم ، ونعتبرهم أنهم "الشعب الغريب العجيب والقوة الخارقة والعدو المستحيل القضاء علية " وأصبح ذلك للأسف الشديد هاجساً يؤرقنا .. صنعه لنا قادتنا العرب .. بالرغم أن الجميع يعلم ويعرف أنهم ليسوا كما خُيِّل لنا ..وأن مصر انتصرت عليها في حرب 1973 م وهذا يدل على أن العرب بمقدرتهم الوقوف أمامهم بكل قوة .
فالبعض يظن أن الشعب الإسرائيلي بأكملة كحكومتة الصهيونية ؛ بالفعل هما وجهان لعملة واحدة لكل وجه معدن ومظهر غير الأخر ، فالمعدن الذهبي الحكومة التي ببريقها يشبة لهيب النار ترهب العالم أجمع وتنقل صورة مرسخه في أذهان الأطفال والشباب قبل الرجال الكبار إنهم العدو الذي لا يقهر ؛ أما المعدن الفضي وهو الشعب المختار الذي يتمني السلام والإخاء لكنة قلبة لا يشبة قلب الفضة البيضاء ؛ فمثلاً عندما تحتفل مصر بعيد تحرير سيناء ؛ يكون يوم أسود عليهم ، غير إنهم عند إجراء إستطلاع للشعب الإسرائيلي بتوجية سؤال لهم ، هل سيناء حق لمصر أم إسرائيل بالرغم من فوزهم بها..؟
فكانت النتيجة أن 80 % من الشعب يوافق على أن سيناء جزء من إسرائيل وليست من أرض المصريين بالإضافة إلى مطالبتهم بإستردادها مجدداً..!!!
وحتى لا نذهب بعيداً عن الموضوع ، ونتوه في السياسة التي لا تجدي نفعا للزمن الحالي .. سنعود إلى الجزء الآخر من خبرة " مظاهرة الحشيش " حيث ذكرت الصحيفة في الجزء الآخر من الخبر : أن هناك زيادة حادة فى عدد المدخنين لـ(الماريجوانا الطبية) والحشيش، و يقدر بـ 20000 مدخن فى العامين الماضيين، مضيفة بأن الأزمة جعلت العديد من الحشاشين يلجئون لأفكار مذهلة، حيث يقوم البعض بزارعة النبات فوق أسطح المنازل، وبإستخدام المواد العضوية الناتجة عن روث الماعز والخرفان، حيث إن الزراعة لا تحتاج سوى قليل من الماء، مما أصبحت صناعة فى بعض المناطق، وزاد الطلب عليها بسعر يتراوح ما بين "70 - 80 " شيكل لكل جرام، وبجودة عالية، وبذلك لا يتطلب من المدخن أن يكون على إتصال مع العالم الخارجى.
كما أن العديد من مواقع الإنترنت الإسرائيلية بالإضافة لموقع اليوتيوب الشهير تشرح كيفية زراعة الحشيش والقنب، حيث سردت قصة لأحد الحشاشين يقول فيها "صديقى عاد من أمستردام وجلب لى بعض البذور، ومنذ لك الفترة، وأنا أزرع الحشيش فى شقتى لمدة ثلاث سنوات، حيث قمت بتجهيزها بالمصابيح والأسمدة ونظم الرى والتعليمات، وبالرغم أن هذه العملية تكلف نفقات كبيرة، لكنها على المدى الطويل توفر لى الحشيش للإستخدام الشخصى" ).
الأمر يبدوا واضحاً للغاية فهو مضحك ومحزن ومؤسف في آن واحد ، فالإسرائيلي يشرب ويأكل وينام
مثل باقي البشر ، والشباب عندهم مثل بعض شبابنا يدخنون ويشربون السجائر والحشيش ، ووصل بهم الأمر
لزراعة المواد المخدرة التي يتعاطونها ؛ يعني من الممكن لشبابنا العربي بل من المؤكد أن يفوز على الشباب
الإسرائيلي ويتفوق علية في مجالات عدة ، فالأمر سهل للغاية لا ينقصنا نحن يا عرب سوى شيئاً واحد فقط وهوأن نزيد من قوتنا بدخول العقل والحكمة والتفكير المراوغة مثلهم ؛ فهم يصرون على الوصول لأهدافهم بصنع الأكاذيب والتهويلات وخلق الرعب والخوف في نفوس شبابنا وقتل المنافسة بينهم ولو حتى التفكير فيها .
وهنا لا أدعو إلى تقليديهم وزراعة المحرمات في أوطاننا نحن كعرب ومسلمون .. بل أريد أن أقول .. يجب أن نعمل بكل قوة على صناعة ما يفيد المواطن والاقتصاد الوطني بالعمل والجد والاجتهاد في تحريك عجلة التنمية بطرق مختلفة ومشروعة .
ومن منطلق ما ذكرته فالعرب أصبح عندهم هوس بإسرائيل؛ .. ليسا هوسا في الحب لها .. وإنما هوساً في تمقيتها والحقد عليها .. حيث أن بعض الشباب الغير مثقف ، والذي لا يتمتع إلا بمعرفة كل ما هو جديد في عالم الغناء والسينما والمباريات العالمية ؛ كل معرفته عن إسرائيل إنها عدو للعرب ومحتلة لفلسطين ، لذلك كل من يتفاوض معهم بخصوص القضية الفلسطينية يعتبرونه عميل وخائن ..
فهل فكر أحد من الشباب العربي على قراءة ومعرفة تاريخ اليهود ..؟
أتمنى أن يفكروا بذلك .. ويجربوه ويعملون بمقولة ( أجعل عدوك أمام عينك حتى لا يطعنك من الخلف ) ، وهذا طبعا ليس بالتطبيع معهم..؟ ؛ لا .. بل لنأخذ منهم كل ما هو لصالحنا من المجالات المختلفة، كالموافقة مثلا على حضورهم مؤتمر هام متخصص بمجال ما ، الخبرة فيه عند العرب قليلة .. فيستفيد ويعرف من أفكارهم ويجعلوها من أجندتهم لتطويرها ..إلخ ، فمثلما هم نجحوا بإعلامهم برسم صورة للعرب نسجت بأذهان شبابهم ، لابد لنا من رسم صور لهم بعقل شبابنا إننا مثلنا مثلهم؛ بل أحسن منهم بحجات كتير، كي نقضى على الرهبة والصورة الهوسية عنهم بأذهان مستقبل الأمة العربية القادم المتمثل بالشباب.
* مدير مكتب مجلة الإستثمار - القاهرة