مين يا ترى كان السبب فى الحب مين.. القلب ولا العيون السهرانين.. فهل تصدق أن «قيساً» ظل يحب «ليلى»
ثلاثين عاماً وكان يريد أن يجدد لكن أبوها رفض وصدقنى ليس النظام وحده الذى يكره التغيير بل أيضاً معظمنا يحب «الجرجير» أكثر من «التغيير» ومعظمنا يموت فى نفس البيت الذى ولد فيه وأحياناً فى نفس الحجرة ولا يغير المقهى الذى يجلس فيه إلا إذا تراكمت عليه الديون ويحلق عند نفس الحلاق وإذا توفى يحلق عند ابنه تخليداً لذكراه ففى بلادنا ابن الحلاق يصبح حلاقاً بسبب الواسطة والمحسوبية..
وسبحان الله العلى العظيم تغيير «الدين» من مسلم إلى مسيحى أو العكس لا يحتاج إلى موافقة «الأزهر» بينما تغيير «الجنس» من بنت إلى ولد أو العكس يحتاج إلى موافقة الأزهر وتغيير «الاسم» يحتاج إلى محكمة وتغيير «الريق» يحتاج إلى إذن بفتح الثلاجة.. وبعد قيام الثورة اكتشفوا أن وزارة المالية لاتزال ترسل «الجزية» إلى الباب العالى فى تركيا رغم زوال الباب العالى والجزية والاحتلال التركى وبقاء وزارة المالية..
وإذا كانت الأرصاد الجوية قد أعلنت أن نسبة الرطوبة (٧٦) ومركز دعم القرار بمجلس الوزراء أعلن أن نسبة السعداء (٧٦) ووزارة التعليم أعلنت أن نسبة النجاح (٧٦) فلماذا نغير المادة (٧٦) التى هى سبب السعادة والنجاح والرطوبة أيضاً.. وقارن حضرتك بين عدد الباحثين عن «التغيير» وعدد الباحثين عن «الجرجير» لتعرف أننا نملك القدرة لكننا لا نملك الرغبة وما نيل المطالب بالتمنى.. ومنذ سنوات أفتى أحد مشايخنا أن تغيير القرنية حرام ثم استقل أول طائرة إلى ألمانيا لتغيير قرنية فضيلته ومن يومها لم يجرؤ أحد أن يغير القرنية أو يغير الفتوى.. لذلك فإن مشكلة البرادعى الرئيسية هى أننا تعودنا أن يأتى الرئيس من بلاط القصر وليس من أسفلت الشارع..
ولو مش ح تحلم معايا مضطر أحلم لوحدى وأبهدلك فى المحاكم.. وقد أخبرونا أن مصر لا تفرط فى ذرة رمل ولا شيكارة أسمنت ولا سيخ حديد ثم اكتشفنا أنهم يفرطون فى الصحراء الشرقية والصحراء الغربية والنيل لأنهم يعلمون أننا لا نغير المقهى ولا نبدل الحلاق وعنوان بيتنا زى ما كان بس إنت نسيت العنوان.. حضرتك معاك جنيه فكة؟! حاول أن تشترى به جرجير.
** الساخر الأول بمصر