آراء وأقلام نُشر

هل الرفض لمجرد الرفض

أفهم تماما عندما ترفض سلطنة عمان الانضمام للعملة الخليجية الموحدة وترفض الدخول في السوق الخليجية المشتركة وترفض العديد من القرارات التي تصدرها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تنعكس في مجملها على دول المنطقة وتدفع باتجاه مصالحها, وهذا الأمر يفسر وجه نظر الإخوة في السلطنة وهم أحرار في هذا الأمر.
وغالبا ما تكون الأسباب بسيطة ولا تستحق ذلك الرفض الجامح والصوت العالي في تفاصيل الرفض, إنما الذي يثير الدهشة والتعجب حقا إعلان سلطنة عمان أن يوم الخميس هو أول أيام رمضان الكريم منشقة بذلك عن جميع دول المجلس التعاون والتي تعيش في جغرافيا وتضاريس تفصيلية واحدة.
كيف نستطيع تفسير هذا الخروج عن الإجماع خاصة أن الموضوع يمس شعيرة من شعائرنا والتي يفترض أنها تجمع وتوحد وتساعد كذلك على الانصهار والاندماج, ثم أليس غريبا أن يصوم معنا جميع دول العالم العربي والإفريقي وسلطنة عمان الواقعة على أطراف جزر ألواق واق لها رؤيتها الخاصة عجبي?.
ولهذا كان ولا يزال التقارب العماني الفارسي هو ربما الأقرب للأجندة العمانية ويفسر ذلك الصمت العماني الدائم إزاء أي تهديد فارسي لدول المنطقة وكأن مسقط خارج الحدود وغير معنية بهذا الأمر" لا من قريب ولا من بعيد".
ولعل هذه الإستراتيجية العمانية التي تلتقي مع الإستراتيجية الفارسية في أمور شتى سببها الرئيسي في تصوري هو مساندة الفرس لسلطان عمان لمواجهه تمرد ثوار ظفار الذين كانت تساندهم اليمن الشعبية, وقد مكن السلطان قابوس هذا الأمر من التغلب على هذه الحركة التمردية والحفاظ على سلطانه, وكانت نتيجة ذلك الدعم الفارسي لعمان في الاتفاقية التي تم توقيعها في عام 1975م ويقضي بقيام الدولتين بإنشاء نظام للإشراف البحري المشترك بينهما على مضيق هرمز".


*رئيس تحرير صحيفة النبأ


 

مواضيع ذات صلة :